نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 962
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 04:58 م]ـ
هذه الفضائل والأجور العظيمة إنما تكون لمن تأدب بآداب الصيام فصام كما صام نبي الله-صلى الله عليه وسلم-والمؤمنون، ولم يكن صومه صوما مَظْهَريّا وإنما صوما حقيقا، جاء في الحديث: ((رُبّ صائمٍ ليس من صيامه إلا الجوع والعطش، ورُبّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر)) فالعبرة كما قلتُ آنفا ليست بصورة العبادة ما لم تكن لها حقيقة، ما لم يتأدب العبد بآدابها حتى تترتب عليها آثارها التي رتبها الله –عز وجل- عليها وربطها بها جريا على سنة الله –عز وجل- في ربط المسببات بمسبباتها.
فلنتعرف إخوتي في الله وأخواتي في الله على آداب الصيام لعلنا ان نتأدب بها فيؤثر الصيام فينا أثره ونتأهل لمغفرة الله وجنته.
قسّم العلماء آداب الصيام إلى قسمين:
،،، آداب واجبة.
،،، وآداب مستحبة.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 05:09 م]ـ
،،، فمن الآداب الواجبة: الإخلاص لله –تعالى- في الصوم:
وذلك بأن يصوم الإنسان ابتغاء وجه الله، لا من أجل أنّ الناس صاموا، وإنما من أجل أن الله –تعالى- ربه الذي خلقه شرع له الصيام وأمره به فهو يصوم ابتغاء وجه الله –عز وجل-، فالإخلاص ركن ركين في كل عملٍ شرعي، إخلاص لله –عز وجل- أن يبتغي الإنسان بعمله وجه الله والدار الآخرة.
والشرط الآخر: المتابعة، فهذان الشرطان لابد أن يستحضرهما الإنسان في كل عمل، إخلاص لله ومتابعة لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-، شرطان عظيمان إذا انخرم واحدٌ منهما لم يُقبَل العمل؛ لأن أعظم الآفات التي تصيب العباد وتسري على أعمالهم فتفسدها: شركٌ بالله أو ابتداعٌ في دين الله، فمن عمل عملا وإن كان عملا صالحا لكنه أراد بذلك العمل غير وجه الله أو أراد به وجه الله وغير وجه الله فأشرك مع الله غيره فإنّ عمله مردود عليه؛ قال الله –تعالى-: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا))، وقال –سبحانه في الحديث القدسي: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِل عملا أشرك فيه معيَ غيري تركته وشركه)) فمن صام من أجل أن يقول الناس إنه صائم أو أراد أن يُظهِر صيامه أمام الناس من أجل أن يمدحوه عليه فذلك حظّه من صيامه، حظه من صيامه مدح الناس لا أجر الله ولا ثواب الله؛ لأنه لم يُخلِص لله –عز وجل-، فلهذا يجب على الإنسان أن يُخلِص لله –عز وجل- في صيامه ولا يهمّه لو لم يدرِ أحدٌ بصيامه؛ لأنه يريد وجه الله –سبحانه- ولا يريد الناس.
والشرط الثاني: المتابعة لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-:
فإنّ من ابتدع عملا مهما كان ذلك العمل حسنا في صورته إلا أنه إذا لم يكن على وِفْقِ الشرع الكامل فإنه مردود على صاحبه؛ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) من عمل عملا سواء أحدثه هو أو ابتكره أو أحدثه له غيره ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، فعلى الإنسان دائما إذا أراد أن يُقدِم على عمل أن يستحضر هذين الشرطين: هل هو مخلصٌ لله؟ وهل هذا العمل على وِفْقِ شرع الله؟ فإن كان العمل كذلك فليُقدِم وإلا فليعالج نفسه ليُخلِص وليعمل عملا على وِفْق سنة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
ولننظر إلى هذا الشرط وهو الإخلاص لله الذي ترتّب عليه المشروط وهو المغفرة نجد هذا الشرط قد جاء في قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا)) صامه ((احتسابا)) من أجل لله ووجه الله –عز وجل- ((غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)) نفهم من هذا أنّ من صام رمضان لغير هذا كأن صام وهو شاكّ أو صامه من أجل مدحة الناس فإنه لا يترتب عليه ذلك الأجر والثواب؛ لا يُغفَر له ما تقدَّم من ذنبه، لا يتحقق له المشروط لأن هلم يحقق الشرط.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 05:13 م]ـ
،،، كذلك من الآداب الواجبة: أن يقوم العبد بما أوجب الله عليه من العبادات الواجبة القولية والفعلية:
وهذه العبادات واجبة على الإنسان في كل وقت لكن تتأكد عندما يتلبس بهذه العبادة العظيمة وهي عبادة الصيام.
ومن أهم تلك العبادات الصلاة، فإن الصلاة كما نعلم هي عمود الدين، وهي صلة بين العبد وبين رب العالمين، من حفِظها حفظه الله، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيَع.
ومن الناس من يتهاون في الصلاة أو يضيعها بأثر الصيام، يعني أنه ينام عن الصلاة بحجة أنه صائم ومتعَب، فربما خرج وقت الصلاة وهو لم يصل، فضيّع ما هو أهم من أجل الصيام، وهذا محرّم لا يجوز، إذا الصيام الواجب أن يستعين به على طاعة الله -عز وجل- لا أن يكون الصيام سببا في تضييع ما هو أهم من الصلاة التي هي عمود الدين.
كثير من الناس ما ينام في رمضان عن صلاة العصر، أو ينام عن صلاة الفجر وخصوصا إذا لم يتّبع السنة في تأخير السحور فيتسحّر في نصف الليل فيمتلئ بطنه؛ فينام نومة ثقيلة ولا يقوم إلا بعد طلوع الشمس، أو يتأخر عن الجماعة، فكل هذا محرّم ويتنافى مع الصيام.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 962