responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 961
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[09 - 08 - 2011, 05:17 م]ـ
،،، كذلك من فضائل الصيام أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة:
فما بالك بعبدٍ تشفع له عبادة من العبادات عند الله –عز وجل- الذي شرعها؟ جاء في حديث ابن عمر عند الإمام أحمد أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعتُه الطعام والشراب والشهوة فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفّعني فيه، قال: فيشفعان))، وهذان الشافعان متحققان في رمضان، فهو شهر الصيام والقرآن، فما بالكم بعبدٍ يشفع له عند الله كلام الله؟ أو يشفع له عند الله عبادة الله؟ نحن أحدنا إذا جاء لعبدٍ مثله قال له: يا أخي لا تنسنا من دعائك اُدعُ لنا، هذا نوع شفاعة، فما بالكم أن يكون الشافع هو كلام الله أو عبادةٌ شرعها الله؟ حريٌّ أن يُشفَّع هذان الشافعان.
هذه بعض فضائل الصيام: أنه يحبِّب العبد للرحمن ويُكسبه التقوى ويجلب له الغفران ويؤهله لسكنى الجِنان ويقيه من النيران، فأيّ مطلوبٍ للعاقل وراء ذلك؟ وكيف لا يُشمِّر عن ساعد الجد ومنادي الخير ينادي: ((يا باغي الخير أقبِل ويا باغي الشر أقصر))؟ فالمجال مجال عملٍ واجتهاد ومنافسةٍ في الخيرات، فهل من مشمِّرٍ إلى الجنة؟ فهل من مشمِّرٍ إلى الجنة؟ فإن السوق قائمة والسلعة حاضرة والثمن اليوم موجود، وما بالك إذا اجتمعت فضيلة الزمان مع فضيلة العبادة فكانت العبادة فاضلة وزمانها فاضلا؟ فهو خيرٌ على خير، ونور على نور، العبادة الصيام، والزمان شهرٌ كريم وموسمٌ عظيم إنه شهر رمضان، شهرٌ اختاره الله من بين الشهور فميَّزه بليلة هي خيرٌ من ألف شهر، تلك هي ليلة القدر، ميَّزه الله –تعالى- بتلك الليلة التي خصّها بأن أنزل فيها القرآن على خير البشر: ((شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدىً للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان)) إنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[09 - 08 - 2011, 05:23 م]ـ
،،، من فضائل هذا الشهر علاوةً على ما تقدَّم:
ما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: ((إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين)) فُتِّحت أبواب الجنة لكثرة العاملين للخيرات في هذا الشهر الكريم ولكثرة من يكتب الله –تعالى- لهم دخول الجنة، وغُلِّقت أبواب النار وذلك لكثرة من يُعتِق الله –تعالى- منها ومن يقيهم الله إياها ولما يجعل الله –تعالى- للعباد من حواجز بالصيام عن الأعمال التي تُدخِلهم النار فتُغلَّق أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين أن سُلْسِلَت وقُيِّدت وأُلقِيَت في البحار، فلا يَخلُصون إلى ما كانوا يَخلُصون إليه من قبل.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 04:55 م]ـ
،،، ومن فضائله:
ما جاء في حديث أبي هريرة عند الإمام أحمد –رحمه الله- قال قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((أُعطِيَت أمتي خمس خصالٍ في رمضان لم تُعْطَهنّ أمة من الأمم قبلها: خَلوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك)) وقد تقدّم بيانه ((وتستغفر لهم الملائكة حتى يُفطِروا، ويُزيِّن الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلْقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليكِ، وتُصفَّد فيه مردة الشياطين فلا يَخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفَر لهم في آخر ليلة)) قيل يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكن العامِل إنما يوفّى أجره إذا قضى عمله))، حديثٌ عظيم فيه خصائص الله –عز وجل- لهذه الأمة في هذا الشهر الكريم:
ـ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك.
ـ وتستغفر لهم الملائكة حتى يُفطِروا، والملائكة كما نعلم ((عبادٌ مكرَمون))، ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) ليس فيهم شهوة الشر فلا يعصون الله أبدا، ما بالك بمن هذه حاله يستغفرون لعبادٍ مذنبين خطّائين؟ إنها لفضيلةٌ عظيمة، وقد قلتُ: إن الواحد منّا إذا أتى إلى من يتوسَّم فيه الخير والصلاح من إخوانه وهو يعلم أنه غير معصوم ربما قال له: لا تنسنا يا أُخيّ من دعائك اُدعُ لنا، فما بالك إذا كان الذين يستغفرون لك ملائكة الرحمن وهم لا يفعلون شيئا إلى عن إذن الله –عز وجل- فالظن بالله –تعالى- أنه لم يأذن لهم أن يستغفروا للمؤمنين إلا ليستجيب لهم –سبحانه وتعالى-، فيا لها من فضيلة؛ تستغفر لهم الملائكة حتى يُفطِروا.
ـ ((ويُزيّن الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليكِ)): المؤنة: مؤنة العبادة وتكليفها، والأذى: ما يكون في هذه الحياة الدنيا من همٍّ وغمٍّ وكدر ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ في كَبَد))، ((ويصيروا إليكِ)) فأنتِ دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ((لَا يَمَسُّهُم فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنهَا بِمُخْرَجين)).
ـ ((وتصفّد فيه مردة الشياطين)): مردة الشياطين يُصفّدون ويُسلسلون ويُلقَون في البحار من أول ليلة ((فلا يَخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره)) أي: لا يستطيعون أن يصلوا ويكون لهم سلطان في غير هذا الشهر، ولكن مع هذا لا ينبغي للإنسان أن يُلقي بنفسه ويقول: إن الشياطين مسلسلةٌ مردتها، بل يحذر من نفسه وهواه وقرناء السوء ويحذر من هذه الدنيا فإنه غرّارة فتّانة.
ـ قال: ((ويُغفَر لهم في آخر ليلة)) قيل يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكن العامِل إنما يوفّى أجره إذا قضى عمله))، وهذا مِصداق قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)).
ولهذا جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم-بيان خيبة وخسران من دخل عليه هذا الشهر ثم خرج ولم يُغفَر له؛ لأنّ أسباب المغفرة متاحة وأسباب المعاصي دونها حُجُب، فكيف يقتحم العبد المعاصي ويُعرِض عن الله –عز وجل- فينقضي هذا الشهر ولم يتأهل للمغفرة، جاء في الحديث: ((رغم أنف امرءٍ دخل عليه رمضان ثم خرج ولم يُغفَر له)).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 961
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست