نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 963
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 05:20 م]ـ
،،، من الآداب الواجبة أيضا كما يفعل الإنسان الواجبات أن يجتنب المحرمات:
فيجتنب ما حرّم الله –عز وجل- عليه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، هي محرمة في كل وقت لكنها في شهر الصيام في مدرسة الصيام يتأكد تحريمها، ومن ذلك:
ـ الكذب: وهو الإخبار بخلاف الواقع.
ـ والغيبة: وهي ذكرك أخاك بما يكره في غيبته وإن كان فيه ما تقول، سواء كان فيه ما تقول أو لم يكن فيه، لكن إذا لم يكن فيه فإن ذلك يكون مع الغيبة بهتانا عظيما، كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره)) قالوا: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهتَّه)) أي: قلتَ فيه بهتانا عظيما وافتريتَ فيه فِريَة عظيمة. وقد قبَّح الله الغيبة في كتابه بما لا مَزيد عليه فقال –سبحانه: ((وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُموهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيمٌ))، الأخ له على أخيه الرحمة وله في حال موته الإحسان وأن يحفظ عرضه، فما بالكم بمن نزع الرحمة من قلبه وهجم على جسم أخيه وقد مات واستُلَّت منه روحه فبدلا من أن يواريه ويستره عمد إليه نهش منه ويأكل، هكذا المغتاب لمّا غاب عنه أخوه أخذ ينهش في عرضه فأخوك الميّت لأنه لا يستطيع أن يدفع عن عرضه فهو كالميّت الذي لا يستطيع أن يدفع عن لحمه من ينهش منه، إذا استقبحنا هذا الأمر وهذا المثل في فِطَرِنا وطبعنا فلنستقبِح الغيبة شرعا، أي كما استقبحتم هذا الأمر في فِطَرِكم وطبائعكم لا تحبونه فاستقبحوا الغيبة شرعا واتركوها واجتنبوها فإنها من كبائر الذنوب.
ـ كذلك النميمة التي تكثر بين الناس: وهي القالة التي تكون بين الناس، نقل الكلام من إنسان إلى إنسان على وجه الإفساد أو على وجه إغار الصدور أو على وجه التفريق بين الأحبة أو الإيحاش بينهم أو غير ذلك من المقاصد السيئة إنها من كبائر الذنوب و ((لا يدخل الجنة نمام)) كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومن نمَّ إليك نمَّ فيك، فلا ينبغي لنا أن نفتح المجال لمثل هؤلاء المغتابين والنمامين بل نقطع عليهم الطريق بقولنا: اذكر الله واتقِ الله في أخيك ولنتحدث بما ينفعنا، وعلى الأقل: اتركونا من هذا، ومن ذبَّ عن عرض مسلم ودفع عنه دفع الله عن عرضه، من حفظ الله في غيبته حفظه الله –عز وجل-.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 963