responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 942
لذلك: جاء هذا الحديث عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصحبه أجمعين-.

إذًا: الصِّيام جُنَّة، وهذه الجُنَّة هي الوقايةُ والصِّيانةُ، وهذه الوقاية والصِّيانةُ هي المُوصِلةُ لك إلى التَّقوى، وإلى أن تكونَ مِن المتَّقين، وهي مِن أعظمِ وأجلِّ مَراتبِ الصَّائمين.

أما ما يُباح فِعلهُ: فأمورٌ:

أمَّا الأمرُ الأوَّل: أن يُصبحَ جُنُبًا -مِن احتلام، أو مِن مُقارفةِ أهلٍ-، وهذا شيءٌ حصل مع النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.

فعن عائشةَ وأمِّ سلمة -رضِيَ اللهُ عنهُما-: «أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- كان يُدركهُ الفجرُ وهو جُنُبٌ مِن أهلِه، ثم يَغتسلُ ويَصومُ» -والحديثُ في «الصَّحيحَين» -.

لكنْ هنا نُنبِّه إلى شيءٍ: بعضُ النَّاسِ قد يسمَعُ هذا الكلامَ، ويتوهَّم أنه يجوزُ أن يطلعَ عليه الفجرُ، ثم أن لا يستقيظَ إلا -مثلًا- في الضُّحى، أو بعد طُلوعِ الشَّمس، أو في الظُّهر، وبعضُهم يزيد إلى العَصر! هذا لا يجوز؛ لماذا؟ الصِّيامُ قد يكونُ صحيحًا؛ لكنْ انتَبِه: لقد فوَّت فريضةَ صلاةِ الفجر، وتَفويتُ صلاةِ الفجرِ مِن أعظم الكبائر؛ كما قال النَّبيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «لا تَترُكَنَّ صَلاةً مُتعمِّدًا وإن حُرِّقْتَ وإنْ صُلِّبْتَ؛ فإنَّه مَن تَركَ صَلاةً مُتعمِّدًا؛ فقد بَرِئتْ مِنهُ ذِمَّةُ الله»؛ فأيُّ خللٍ أعظمُ، وأيُّ فسادٍ أشدُّ، وأيُّ إثمٍ أكبرُ وأكثرُ في هذا التَّساهل؟!

قد يقول قائل: أنا فاتني النَّوم غَلَبني النُّعاس، مع أنَّني اتَّخذتُ الأسبابَ، ووضعتُ السَّاعة، لكنِّي لم أستيقظ؛ لأني مُرهق، لأني مُتعب؛ فلم أتعمَّد هذا النَّوم؛ فالنَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقول: «ليسَ التَّفريطُ في النَّوم إنَّما التَّفريطُ في اليَقظةِ».

أيضًا السِّواكُ بالنِّسبةِ للصَّائمِ: بعضُ الفقهاء يقولُ: السِّواك بعد الزَّوال -يعني: من الظُّهر فما فوق- مكروهٌ؛ لأن النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقول: «لخلوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عندَ اللهِ مِن رِيحِ المسكِ»، فيقولون: إذا تَسوَّك تذهبُ هذه الرَّائحةُ.

وهذا غلطٌ مِن جِهتَين:

الجِهةُ الأولى: أنَّ النَّبيَّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهمْ بِالسِّواكِ عِند كلِّ وضوءٍ»؛ فلم يخصِّص -لا صائمًا ولا غيرَه-، ولم يُخصِّص -لا زوالًا ولا قبله-؛ إذًا: النَّص عامٌّ.

وأمَّا أن يُقال: بأن رائحةَ الصِّيام تذهب؛ فلْنقلْ: إذا ذهبتْ؛ فكانَ ماذا؟! فضلًا عن أنَّها -في الحقيقةِ- لن تذهَبَ؛ لأنَّ هذه الرَّائحةَ تَنبعثُ مِن المعدةِ ولا تنبعثُ مِن الفَم؛ وإلا: لو أردنا أن نأخذَ هذا الكلامَ على ظاهِرِه؛ نمنعُ النَّاسَ مِن أن يتمضمَضُوا في رمضان -حتى لا يذهبَ الخلوفُ-! هذا غيرُ صحيح.

وبلغني: أنَّ بعضَ النَّاسِ إذا أرادوا أن يتمَضْمَضُوا في رمضانَ بَلُّوا شيئًا من الماء في أيديهم ومَسحُوا على أفواههم!! هذا يُخشَى أن يكونَ وُضوؤُهُ باطلًا!

تتمضْمضُ وتَستَنشِقُ؛ لكنْ: كما قال النَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «بالِغْ في الاستِنشاق إلا أنْ تكونَ صائِمًا»؛ إذًا: أنتَ مأمورٌ بالاستِنشاق كما أنتَ مأمورٌ بالمضمضةِ لكنْ مِن غير مُبالغةٍ، المبالغة تكون في غيرِ الصِّيام.

.... [انقطاع!!] .... *

من هنا لسماع الحلقة الحادية عشرة (http://www.archive.org/details/FiqhAssiam)

* ينظر تتمَّة الكلام حول (ما يُباح للصائم فعله): صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، (ص54 - 56)، من هنا (http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=5345) لتحميل الكتاب.
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 07 - 2011, 04:22 م]ـ
[الحَلْقة الثانية عشرة]
إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالنَّا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إِلَه إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أما بعدُ:
فإنَّ أصدقَ الحَديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ، أما بعدُ:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 942
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست