responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 927
فعن أبي هُرَيرَة -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وآلهِ وسلَّم-: «صُومُوا لِرُؤيَتِهِ» لرؤيةِ الهلال -وهو هلال رَمضان- «وأفْطِرُوا لرُؤيَتِه» وهو هلال شَوَّال، بعد رَمضان يأتي شوال، واليَوم الأوَّل مِن شوال: هو عيد الفِطر، «فإن غُمَّ عليكم» يعني: إذا لم يتَّضح الهلالُ ولم تَرَوه، ولم يَظهر للرَّائي؛ «فأكمِلوا شعبانَ ثلاثين».

تبدأ المراقبة في اليَوم التَّاسع والعشرين الذي تكون صبيحتُه (ثلاثين)، فإما أن يكون هذا اليَوم (التَّاسع والعشرين) هو آخر يوم، وإما أن يكونَ آخرُ يومٍ هو المتمِّم للثَّلاثين، فإذا رُؤي -في تِلكُم اللَّيلة-؛ فحِينئذٍ يكون اليَوم التَّالي -بعد اليَوم التَّاسع والعشرين- هو الأول مِن [رمضان].

فإذا لم نرَ -سواء كانت هذه الرُّؤيَة لعائق بصَري، أو لغُبار، أو لِغُيوم-؛ فإننا نتمِّم شعبانَ ثلاثين؛ ليكون اليَوم التَّالي مباشرة هو الأوَّل من شَهر رَمضان.

وما قلناه في شعبان ورَمضان هو نفسُه الذي نقولُه في رَمضان وشوَّال -سواءً بِسواء-.

ننظر في يوم التَّاسع [والعِشرين] في اللَّيل، اليَوم التَّالي: إمَّا أن يكون المتمِّم للثَّلاثين -إذا حيل بيننا وبين رؤية الهلال-، أو أن يكونَ هو أول أيَّام العِيد -كما كان ذاك أوَّل أيَّام الصِّيام-.

وهذا يُبيِّنه حديث عبد الله بن عمر -رضيَ اللهُ عنهُما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-: «لا تصُومُوا حتَّى تَرَوا الهلالَ» الرِّوايَة الأولى: «صُومُوا لرُؤيةِ الهِلال»، هذه الرِّوايَة: «لا تصُومُوا حتى تَرَوا الهلال، ولا تُفطِروا حتى تَرَوهُ، فإن غُمَّ عليكم؛ فاقدُرُوا له» «فإن غُمَّ عليكم»: لم يظهر، مُنعت الرُّؤيَة لسبب أو آخَر؛ فحينئذٍ نقول: «فاقدُرُوا له»؛ يعني: تتمِّمون، ثم تصومون؛ ليكون شهرُكم ثلاثين يومًا، ويكون اليَوم التَّالي هو أوَّل أيَّام الشَّهر الجديد.

وعن عَدي بن حاتِم -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وآلِه وسلَّم-: «إذا جاء رَمضان فصُومُوا ثلاثِين؛ إلا أن تَرَوا الهلالَ قبلَ ذلِك» إذا رأيتم الهلال قبلَ ذلِك كم يكون الصِّيام؟ تسعًا وعِشرين.
إذًا: الشَّهر كما قَالَ النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «الشَّهر هكذا» ورفع يَديه ثلاثَ مرَّات، أو «هكذا» مرَّة، اثنتين، ثلاث؛ لكن قبَضَ أحدَ أصابعه.
فشُهور السَّنةِ القَمريَّة: إمَّا أن تكون تسعةً وعشرين يومًا، أو أن تكونَ ثلاثين يومًا؛ وإلا حينئذٍ: لا يوجد ثمانية وعشرون يومًا، أو واحد وثلاثون يومًا، هذا قد يوجد في السَّنة الشَّمسيَّة، أما في السَّنة القَمريَّة؛ فهذا لا يكون.
هُنالِك بعض النَّاس؛ ماذا يفعلون؟ يصومون اليَوم الأخير يوم التَّاسع والعشرين؛ بزعم الاحتياط!! يقولون: هذا يوم قد يوجد غلط في الرُّؤيَة. . قد يوجد غلط في الحساب! فنحن نصوم هذا اليَوم؛ حتى -يعني- نحتاط! وحتى نرتاح!

اسمعوا ماذا روى الصَّحابَة عن رسول الله -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-في ذلِك-: عن صِلةَ بن زُفَر: عن عمَّار بن ياسر -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: «مَن صامَ اليَوم الذي يُشَكُّ فيه؛ فقد عَصَى أبا القاسِم» (يومُ الشَّك): هو اليَوم السَّابق لأوَّل أيَّام رَمضان، يصَومه الصَّائم؛ زعمًا أنه يحتاط لدِينه! وهذا مَنهي عنهُ صراحةً -كما تقدَّم في الحَديثِ-.

النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- عندما قَالَ: «صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفْطِرُوا لرُؤيَتِه، وانسُكُوا لها» أي: يكون يوم عيدِ الأضحى كذلِك -سواء بسَواء-في شهر ذي الحجة-، قَالَ: «فَإِن غُمَّ عَليكُم؛ فأكمِلوا ثلاثين، فإن شَهدَ شاهِدانِ؛ فصُومُوا وأفْطِرُوا».

إذًا: الشَّهادَة تكون بشَاهِدَين، هذا هو الأصْل؛ لكن: ورَدَ عن ابنِ عُمَر -رضيَ اللهُ-تَعالَى-عنهُما- أنه قَالَ: (تَراءَى النَّاسُ الهلالَ) يعني: راقَبوه وترصَّدوه، (فأخبرتُ النَّبي -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- أني رأيتُه؛ فصامَهُ وأمَرَ النَّاسَ بِصِيامِه).

بعضُ أهل العِلم يقولُ: هلال رَمضان يثبُت بالواحِد، وهِلالُ شوَّال لا يثبُت إلا باثنين.

شاهد واحِد يَصوم به المُسلِمون؛ أما الإفطار؛ فلا بُدَّ أن يكون -هُنالِك- اثنان مِن الشُّهود.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 927
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست