والفَضيلَة الثَّانية: فَضيلَة الاستِجابة للدُّعاء، استجابة الدُّعَاء، وبعضُ أهل العِلم يقول: هذه استجابة يوميَّة، وبعضُهم يقول: هذه استِجابة في آخِر الشَّهر؛ والأمر واسع؛ هي استِجابة، هي رَحمة، هي خَير، هي بِرٌّ، هي عَطاء مِن ربِّ العالمين -سُبحانَهُ وتَعالَى-.
وفي هذه الفائِدة نُنبِّه إلى حديثٍ مَشهورٍ؛ لكنَّه لا يَصِح -على شُهرتِه-:
وهو ما يُذكَر أن نبيَّ الله -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- قَالَ: «رَمضان أوَّلُه رَحمة، وأوسَطُه مَغفرة، وآخِرُه عِتقٌ مِن النَّار» حديثٌ ضعيف بإجماعِ المحدِّثين، وفيه العِتقُ مِن النَّار -فقط- في الثُّلثِ الأخير؛ بينما عندنا هذا الحَديث المروِي في «المُسنَد» -وغيرِه-: أن النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقول: «في كلِّ ليلةٍ مِن رَمَضان عُتَقاء».
فأيُّهما أفضل: الحَديثُ الصَّحيح الذي فيه فَضيلَةُ العِتق اليَوميِّ مِن النَّار لأهلِ رَمضان للصَّائمين للمُخلِصين الصَّادقين المؤمِنين المحتسِبين؟ أم أن يكونَ العِتق -فقط- في آخِرِ الشَّهر، والحَديثِ ضعيف؟!
لا شكَّ ولا رَيْب: أن الحَديثِ الصَّحيح، ولو كان فيه مِن الفَضل أقلُّ مِن ذاك؛ فالواجب العَمل به؛ فكيف إذا كان الحَديثُ صحيحًا وفضلُه أكثرُ مِن ذلِك الحَديثِ الضَّعيف، والحَديثُ الضَّعيف -في أرجح الأقوال- أنه لا يَجوز الاستِدلال به -لا في ترغيب ولا ترهِيب، لا في فَضائِل الأعمال-فضلًا عن الأحكامِ والعقائد-.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 924