responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 924
وعن أبي هُرَيرَة -أيضًا-رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ- قَالَ: قَالَ قَالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم-: «الصَّلواتُ الخَمسُ، والجُمُعة إلى الجُمعة، ورَمَضان إلى رَمضان مُكَفِّراتٌ لِما بَينهُنَّ مَا اجتُنِبَتِ الكَبائر».

فكلُّ مَن أدرك رَمضان الفائت ورَمضان هذا؛ فأجرُه كَبير، وثوابُه جَزيل، وله عندَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- منزلةٌ كُبرى، وليس ذلِك فقط؛ بل إنَّ ما ارتكبَه مِن مَعاصٍ وآثامٍ -سِوى الكبائر-؛ فإن ذلِك -كلَّه- مَغفورٌ له فيه.

ولنتأملْ هذه المغفرةَ المضاعَفة: مغفرة يوميَّة، مغفرة أسبوعيَّة، ومغفرة سنويَّة؛ والشَّهر يتضمن ذلِك -كلَّه-.

الصَّلوات الخمس كفَّارة لما بينهن، والجُمُعة إلى الجُمعة كفَّارة لما بينهنَّ، ورَمضان إلى رَمضَان كفَّارة لما بينهنَّ؛ فانظروا -أيُّها الإخوة! وأيتها الأخوات! - هذا الفَضل العظيم مِن هذا الإلهِ الكريم -سُبحانَهُ وتَعالَى-.
وعن أبي هُرَيرَةَ -رضيَ اللهُ عنهُ- أن النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- صعد المِنبَر فقَالَ: «آمِين، آمين، آمِين»؛ قيل: يا رسولَ اللهِ! إنَّك صعدت المِنبَر، فقُلتَ: «آمين، آمين، آمين»؛ فقَالَ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «إنَّ جبرائيلَ -عَليهِ السَّلام- قَالَ: مَن أدرَكَ شَهرَ رَمضان فَلم يُغفَر لَه فَدَخَلَ النَّارَ؛ فَأبعَدَهُ اللهُ» أي: هو مُستحقٌّ -طالما قصَّر بِصيام هذا الشَّهر، وتهاوَن بِأداء فَرْضِه فَدخَل النَّارَ؛ فهو يَستحقُّ «فَأبعَدَه الله» قَالَ: «قُلْ: آمين»؛ جبريل يقولُ لمحمَّدٍ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «قُل: آمين، فقُلتُ: آمين، آمين، آمين».

أيُّ مغفرةٍ هذه! وأي فضلٍ هذا! وأي كَرَم هذا! مِن الله -سُبحانَهُ وتَعالَى- وعلى لِسَان رسوله الكريم -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-!

هذه إحدى فَضائِل هذا الشَّهر؛ وهي: مَغفرةُ الذُّنوب.

ومن فَضائِله -أيضًا-:

استجابة الدُّعَاء، والعِتق مِن النَّار؛ كما قَالَ النَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «إنَّ للهِ في كلِّ يومٍ وَليلَةٍ مِن رَمَضان عُتَقاءَ مِن النَّارِ»؛ في كلِّ ليلةٍ عُتقاء مِن النَّار «وإنَّ لكلِّ مُسلمٍ دَعوةً يَدعُو بِها؛ فَيُستَجابُ لَهُ».

إذًا في هذا الحَديثِ فَضيلتان:

الفَضيلَة الأولى: فَضيلَة العِتق مِن النَّار -يوميًّا-.

والفَضيلَة الثَّانية: فَضيلَة الاستِجابة للدُّعاء، استجابة الدُّعَاء، وبعضُ أهل العِلم يقول: هذه استجابة يوميَّة، وبعضُهم يقول: هذه استِجابة في آخِر الشَّهر؛ والأمر واسع؛ هي استِجابة، هي رَحمة، هي خَير، هي بِرٌّ، هي عَطاء مِن ربِّ العالمين -سُبحانَهُ وتَعالَى-.

وفي هذه الفائِدة نُنبِّه إلى حديثٍ مَشهورٍ؛ لكنَّه لا يَصِح -على شُهرتِه-:
وهو ما يُذكَر أن نبيَّ الله -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- قَالَ: «رَمضان أوَّلُه رَحمة، وأوسَطُه مَغفرة، وآخِرُه عِتقٌ مِن النَّار» حديثٌ ضعيف بإجماعِ المحدِّثين، وفيه العِتقُ مِن النَّار -فقط- في الثُّلثِ الأخير؛ بينما عندنا هذا الحَديث المروِي في «المُسنَد» -وغيرِه-: أن النَّبي -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يقول: «في كلِّ ليلةٍ مِن رَمَضان عُتَقاء».

فأيُّهما أفضل: الحَديثُ الصَّحيح الذي فيه فَضيلَةُ العِتق اليَوميِّ مِن النَّار لأهلِ رَمضان للصَّائمين للمُخلِصين الصَّادقين المؤمِنين المحتسِبين؟ أم أن يكونَ العِتق -فقط- في آخِرِ الشَّهر، والحَديثِ ضعيف؟!

لا شكَّ ولا رَيْب: أن الحَديثِ الصَّحيح، ولو كان فيه مِن الفَضل أقلُّ مِن ذاك؛ فالواجب العَمل به؛ فكيف إذا كان الحَديثُ صحيحًا وفضلُه أكثرُ مِن ذلِك الحَديثِ الضَّعيف، والحَديثُ الضَّعيف -في أرجح الأقوال- أنه لا يَجوز الاستِدلال به -لا في ترغيب ولا ترهِيب، لا في فَضائِل الأعمال-فضلًا عن الأحكامِ والعقائد-.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 924
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست