responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 884
أهل الحديث الشريف والتنمية البشرية .. إدارة الوقت
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[07 - 08 - 2011, 11:16 م]ـ
(1)
إن الإنسان عدو شيئين.
ما هما؟
ما يَجْهل، وما لا يألف.
وهل هناك فرق؟
إنهما يلتقيان لكنهما يفترقان.
لماذا أقول ذلك؟
لأنني أشاهد الاهتمام المبالغ فيه بما يسمى "التنمية البشرية"، والحرص على حضور دورات فيها، والحرص على الحصول على ألقاب فيها كمدرب وغيره، والحرص على التمثل بها والاستفادة منها في الحياة، و ... إلخ.
وما التنمية البشرية؟
إنها إشاعة لمباحث علمية من علوم شتى كعلم النفس والإدارة والاجتماع وغير ذلك، ونشر لها في أوساط غير المتخصصين فيها على أيدي غير متخصصين فيها أو متخصصين فيها بغية تحسين أحوال المتدرب وتغيير حياته.
وهل هناك حرج في ذلك؟
في ذاتها لا حرج، لكن الحرج يركبها من منفذ آخر.
ما هو؟
إنه الاستمرار في الارتماء في أحضان الغرب ومنتجاته الفلسفية التي تهتم بفلسفة العلوم.
وهل في ذلك بأس؟
نعم.
ما منشؤه؟
منشؤه إهمال ما في تراثنا الإسلامي مما يضاهي ذلك أو يفوقه؛ فلو اهتم المسلمون بتراثهم، واستوعبوه، وتمثلوه- لأنتجوا أضعاف ما تعطيهم إياه مباحث "التنمية البشرية". ولو اهتم المدربون باستيعاب ما تراثنا، ثم استفادوا ما تتيحه لهم "التنمية البشرية"- لأصابوا؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن.
(2)
ولسائل أن يسأل: لو أراد مهتم أن يستفيد من التراث فأين يتجه؟
والإجابة واضحة.
كيف؟
إن العلماء المسلمين اهتموا بالعلم وطرق تحمله وطرق أدائه و ... إلى آخر ما يتصل به، فلو يَمّم الطالب صوب أي علم لوجد ضالته، لكنني سأركز في علم الحديث وأحوال أهله؛ فقد اهتموا بذلك أيما اهتمام، ومن يقصدهم سيجد بغيته أوفى ما تكون، وسيحصل على مأربه أعظم ما يكون!
(3)
وحتى أبرهن على ذلك سأسرد متفرقات من كتاب "الفقيه والمتفقه" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي المعروف بالخطيب البغدادي (392 - 463هـ)، تحقيق عادل بن يوسف العزازي، الناشر دار ابن الجوزي بالسعودية، سنة 1417هـ- لعلها تحث المهتمين بالتنمية البشرية على إضافة الأصالة إليها في سعيهم؛ فيصيبوا الحسنيين!

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[07 - 08 - 2011, 11:17 م]ـ
1 - باب ترتيب أحوال المبتدئ بالتفقه

أنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، أنا عمر بن إبراهيم المقرئ، نا مكرم بن أحمد، نا أحمد بن عطية، نا منجاب، نا شريك، عن حصين، قال: جاءت امرأة إلى حلقة أبي حنيفة، وكان يطلب الكلام، فسألته عن مسألة، له ولأصحابه، فلم يحسنوا فيها شيئا من الجواب، فانصرفت إلى حماد بن أبي سليمان، فسألته فأجابها، فرجعت إليه، فقالت: غررتموني، سمعت كلامكم، فلم تحسنوا شيئا. فقام أبو حنيفة، فأتى حمادا، فقال له: ما جاء بك؟ قال: أطلب الفقه! قال: تعلم كل يوم ثلاث مسائل ولا تزد عليها شيئا حتى يتفق لك شيء من العلم ففعل، ولزم الحلقة حتى فقه، فكان الناس يشيرون إليه بالأصابع " وينبغي له أن يتثبت في الأخذ ولا يكثر، بل يأخذ قليلا قليلا، حسب ما يحتمله حفظه، ويقرب من فهمه، فإن الله تعالى يقول: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا.

2 - باب القول في التحفظ وأوقاته وإصلاح ما يعرض من علله وآفاته

اعلم أن للحفظ ساعات، ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها وللحفظ أماكن ينبغي للمتحفظ أن يلزمها فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ فقال: بالمصباح، والجلوس إلى الصباح وقيل لآخر، فقال: بالسفر، والسهر، والبكور في السحر

3 - باب: ذكر مقدار ما يحفظه المتفقه

اعلم أن القلب جارحة من الجوارح، تحتمل أشياء، وتعجز عن أشياء، كالجسم الذي يحتمل بعض الناس أن يحمل مائتي رطل، ومنهم من يعجز عن عشرين رطلا، وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم، لا يعجزه، ومنهم من يمشي بعض ميل، فيضر ذلك به، ومنهم من يأكل من الطعام أرطالا، ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه، فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة، ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في أيام، فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملل، وأدركه الضجر، ونسي ما حفظ، ولم ينتفع بما سمع فليقتصر كل امرئ من نفسه على مقدار
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 884
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست