نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 881
ونور آخر مخلوق بائن عن الله وهو حسي ومعنوي؛ فالحسي مثل نور الشمس والقمر والمصابيح، ومعنوي ما يكون في قلب المؤمن من العلم والإيمان.
فبهذا التفصيل يزول الإشكال ونبقي الآية على ظاهرها اللائق بالله عز وجل.إذاً (نور السموات والأرض) يعني هو نفسه نور فيهما، لكن هذا النور الذي وصف الله به نفسه وجعله من صفاته وأسمائه لا يشبه نور الأشياء المخلوقة بل كسائر صفاته.
ــــــــــــــــــــــــ
(مثل نوره) في قلب المؤمن
علق الشيخ قائلا:
هذا التأويل صحيح لأنه لا يمكن أن يماثل نور الله الذي هو صفته بشئ من المخلوقات. وإذا قال قائل: ألستم تنكرون التأويل؟ فالجواب: أننا لا ننكر التأويل مطلقا بل ننكر التأويل الذي لا دليل عليه؛ أما ما يقتضيه العقل فإنه أمر معلوم لأنه لا يمكن عقلا تصديق أن نور الله بهذا الحجم، بل يمنع العقل ذلك؛ مثل قوله تعالى: (تدمر كل شئ بأمر ربها) فعقلا لم تدمر السموات والأرض وإنما دمرت كل شئ ينتفعون به؛ بدليل قوله: (فأصبحوا لا يرى مساكنهم) إذاً معنى (مثل نوره): أي نوره الذي يضعه في قلب المؤمن
ــــــــــــــــــــــــــ
(سبحانك هذا بهتان) للتعجب.
علق الشيخ قائلا:
هذا ليس بصحيح؛ وإنما هو للتنزيه المبالغ؛ أي: ننزهك يا ربنا عما لا يليق بك ومنه أن يقع هذا من أهل بيت رسولك صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
كذلك يبين الله لكم الآيات) في الأمر والنهي.
علق الشيخ قائلا:
كأنه حملها على الآيات الشرعية، والحقيقة أنها شاملة للآيات الشرعية والآيات الكونية.
ــــــــــــــ
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) بنسبتها إليهم.
علق الشيخ قائلا:
هذا على أن المراد بالشيوع شيوع اللسان؛ والأصح أنه أعم؛ أي بنسبتها إليهم فيما يقال فيهم، أو برؤيتها منهم فيما فعلوا.
ــــــــــــــــــــ
وهم العصبة)
علق الشيخ قائلا:
هذا ليس بصحيح؛ لأنه أراد أن يفسر العام بالخاص؛ فهو عام في كل أحد يوم القيامة، وتخصيص الآية بشئ لا دليل عليه هذا لا يجوز، وقد قال أهل العلم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن يجب أن نعرف أن صورة السبب قطعية الدخول؛ يعني إذا ورد لفظ عام لسبب خاص فإن السبب الذي ورد من أجله قطعي الدخول في العام، وغيره من أفراد العموم ليس قطعيا؛ ولكنه ظاهر فيه، وبيان ذلك: أن دلالة العام على كل فرد من أفراده دلالة ظنية؛ إذ يجوز أن يكون بعض الأفراد قد خصص بحكم يخالف هذا العموم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(ووجد الله عنده)
علق الشيخ قائلا:
على رأي المفسر أن (وجد الله عنده) أي عند عمله، ولكن ظاهر الآية أن الضمير يعود على أقرب مذكور فيكون المعنى (ووجد الله عند هذا السراب) لأنه وصل إلى الموت، فإذا مات فقد لاقى الله عز وجل؛ ولهذا قال: فوفاه حسابه.
ــــــــــــــــــــ
(كل قد علم) الله (صلاته وتسبيحه)
علق الشيخ قائلا:
الضمير في (علم) على كلام المفسر يعود على الله، لكن الصحيح أن فاعل (علم) يعود على (من) وما عطف عليه؛ أي كل من هؤلاء المسبحين قد علم صلاته وتسبيحه؛ يعني أن الله قد ألهم هذه الأشياء حتى عرفت كيف تسبح الله عز وجل وتصلي، أما علم الله في ذلك فمفهوم من قوله الله (والله عليم بما يفعلون)
ــــــــــــــــــ
(أن تصيبهم فتنة) بلاء (أو يصيبهم عذاب أليم) بالآخرة
علق الشيخ قائلا:
في هذا نظر ظاهر؛ فإن الفتنة لا تطلق على البلاء؛ ولكن تطلق على الصد عن دين الله؛ فمعنى الفتنة كما قال الإمام أحمد: الشرك؛ لأن الإنسان إذا رد بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم وخالف عن أمره فهو لهوى في نفسه فيكون هذا الهوى معبودا له كما قال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) وإذا سهل عليه المخالفة أول مرة سهل عليه أن يخالف بعدها لأن المعاصي سياج منيع بين الإنسان وبينها فإذا انتهك أول معصية سهلت عليه المعاصي.
إذا ًَ الصحيح أن المراد بالفتنة الشرك لأنها من الصد عن دين الله؛ كما قال الله – تعالى –: (والفتنة أشد من القتل)
وأما (عذاب أليم) فمعنى (أليم) مؤلم ولم يقيده الله بالآخرة فقد يكون بالدنيا أو بالآخرة أو يكون بهما جميعا.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 881