نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 871
* قال: (أشد الناس بعدا عن الوقوع في الخلل المنهجي الداعي إلى الوقوع في البدعة). قلت: لم يقل هم مبتعدون عن ذلك، ثم إنه هنا نفى الوقوع في البدعة، وفيما سبق نفى الابتداع بتقريره الأصل، وهذا تغاير في التقرير غير مقبول!، لأن بين الأمرين فرق كما سبق.
* قال: (وقوع هذا إذا ثبت نادر جدا ...). قلت: علق الوقوع على الثبوت، ووصفه بالندرة وأكدها، وبهذا يظهر أن المؤلف لا يتجاسر على نفي وقوع الصحابة في البدعة، مع العلم بأن تقرير استدلاله هذا لا يتم له إلا بالجزم بذلك كما سبق.
7 - ذكر الشيخ أثر مجاهد وعبدة بن أبي لبابة، وفيه: (كان يقال: إذا ختم القرآن، نزلت الرحمة ...).
قلت: هذا الأثر مرسل، والمرسل ضعيف للجهل بحال الساقط، وبهذا قال أكثر الأصوليين. وفي تقويته بأثر أنس رضي الله عنه نظر من وجهين، الأول: أن الضعيف لا يتقوى بضعيف مثله، ومن قال بذلك فقد عمد إلى خلاف الأصل، وعليه إثبات الدليل، ولا دليل. الثاني: ليس في أثر أنس رضي الله عنه أن الختم محل لتنزل الرحمة، وعليه فالتقوية قاصرة، ومن المعلوم أن المؤلف يعول عليه (أي: تنزل الرحمة) في الاستدلال، حيث قال: (ففضلا عن كون باب الفضائل الغيبية أمرا بعيدا أن يقال باجتهاد أصلا ...). والمؤلف قوى الأثر بفعل هؤلاء النفر من التابعين رحمهم الله، وليست هذه جادة في تقوية المرسل، وبحثه في أصول الفقه والحديث.
8 - ذكر المؤلف وفقه الله من الأدلة أثر مالك بن دينار أنه قال: (كان يقال: اشهدوا ختم القرآن). قلت: لا يدرى من القائل، فقد يكون مقطوعا أي مرويا عن بعض التابعين، وعليه فلا حجة فيه. ثم إنه ليس فيه ذكر الدعاء، وعليه فلا يصلح الاستدلال به. وما ذكره المؤلف من التلازم غير متجه، فلا يلزم من الحث على شهود الختم الدعاء لأجله، فقد يكون المقصود لظن حصول مغفرة مرتبة على ذلك مثلا، وفي مثل هذا لا يصح أن نقول لا مزية لأول القرآن عن آخره ...
9 - ذكر المؤلف وفقه الله من الأدلة أثر عطاء بن أبي رباح رحمه الله ...
قلت: في إسناده: محمد بن يزيد بن خُنيس مجهول، قال في التقريب: مقبول يعني إذا توبع، ولم يتابع. وقول أبي حاتم عنه: شيخ صالح، لا يعد توثيقا. وعليه فليس بثابت. ورواية الفاكهي (والتي اعتمادها في الاستدلال) في إسنادها أيضا أبو عمرو الزيات مجهول، والمتابعة التي ذكرها قاصرة بالنسبة للتكبير، مع أنه استفاد منه في تقرير المشروعية لدعاء الختم كما هو ظاهر.
* ليس في أثر عطاء أي ذكر للدعاء فلا يصح التعويل عليه كما لا يخفى، على أن المؤلف حول إيهام دلالته على الدعاء ولم يذكر مأخذه، حيث قال: (أن عطاء ... فارق بين الاجتماع لختم القرآن والتكبير عقب سورة الضحى).
* من الملاحظ على المؤلف أنه قد بالغ في توصيف الأشخاص القائلين بدعاء الختم لتقرير الاستدلال، ومثل هذا مرفوض في تناول المسائل الخلافية. قال هنا في عطاء رحمه الله: وهو من سادات التابعين علما وفقها وتقى، وقال في البخاري رحمه الله: إمام السنة وشيخ صنعة الحديث، وهكذا. على أن ذكر هذه الأوصاف من تعريف الواضحات، وهو تحصيل حاصل بالنسبة للقارئ.
* من المتقرر في الأصول عدم الاحتجاج بقول التابعي، وقد حكي الاتفاق على هذا. والمصنف اعتمد في الاستدلال بالأثر على مجرد الفعل عن عطاء. والله أعلم.
* أخذ المؤلف بعد ذلك يتكلم عن وجه سكوت عطاء رحمه الله عن إنكار التكبير، وأورد للإنكار ثلاثة احتمالات ... منها أنه قصد البدعة اللغوية. قلت: في أثر عطاء لم يرد ذكر لفظ البدعة أبدا، بل وصفها حيث قال: (ما كان القوم يفعلون هذا)، فكيف يقال قصد البدعة اللغوية؟!!!. الاحتمال الثاني قال فيه: (يحتمل أنه أطلق عليه وصف البدعة ويعني بها البدعة الشرعية). وهذا غلط آخر إذ لم يذكر لفظ البدعة أبدا. الاحتمال الثالث قال فيه: (سكت عن الإنكار، لأنه رأى أن للإنكار مفسدة أعظم من مفسدة السكوت عنه، وقد يشهد لذلك أنه قد بين صعوبة قبول إنكاره بقوله: (أنهى رجلا يقول الله أكبر؟!).). وفي هذا نظر آخر، إذ إن صعوبة قبول الإنكار لا تعد مفسدة، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 871