نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 816
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[01 - 10 - 2011, 08:06 م]ـ
* قصَّةُ ضَبطِي لهذهِ المنظومةِ:
(قد لا يكون فصلا مهما، لكن من أراد معرفة النسخ المعتمدة في الضبط فلا بد له من الاطلاع عليه)
* رأينا فيما سبق شيئًا ممَّا حَظِيَتْ به هَذهِ المَنظومةُ مِن اهتِمامِ أهلِ العلمِ المُتقدِّمينَ، لكنَّها في أيَّامنا هذهِ كادت تكونُ مَنسيَّةً لا يعرِفُها إلا القِلَّةُ مِن الناسِ، ممَّن تخصَّصَ في علمِ التجويدِ والقراءاتِ، معَ صعوبةِ الاطِّلاعِ على بَعضِ ما نُشرَ مِن تحقيقاتِها قديمًا لتَطاوُلِ الأيَّامِ (1).
كما أنَّ النُّسخَ الموجودَة مِنها اليوم ـ في بعضِ المُنتدياتِ وبعضِ المَجاميعِ ـ لا تَخلُو مِن أخطاءٍ في الضبطِ، فكانَ الداعي إلى مُحاوَلةِ ضبطِ أبياتِها قويًّا، لا سِيَّما وقد علِمتَ أهمِّيَّتها في بابِها.
* وكانَ أوَّلُ وُقوفي على هذهِ المنظومةِ في بَعضِ المُنتدياتِ على الشابِكةِ بعدَ أن
كُنتُ قرأتُ عنها في أحدِ كُتبِ التجويدِ، فاحتَمَلْتُ النُّسخةَ التي وَجدتُّها في ذلك المُنتَدى.
* وبعدَ ذلك بمُدَّةٍ حصلتُ مِن الشابِكةِ ـ كذلكَ ـ على شَرحٍ مُختصَرٍ للمنظومةِ مَضمومًا إلى شَرحِ (نُونيَّةِ السخاويِّ) بعنوان: (هَديُ المجيدِ في شَرحِ قصيدتَي الخاقانيِّ والسخاويِّ في التجويدِ) لمؤلفِه: جمال محمَّد شَرَف، مِن طَبعِ: دَار الصحابةِ بمِصرَ، وبعدَ مُقارنةٍ سريعةٍ وَجدتُّ المَتنَ في الشَّرحِ مُخالِفًا في بَعضِ المواضعِ للنُّسخةِ الأولَى، معَ وُجودِ أخطاءٍ في الضَّبطِ في كِلا النُّسختَينِ.
* وحينَ اقتنَيتُ كِتابَ (المُعجَمُ التجويديُّ لأَشهَرِ ألفاظِ عِلمِ التجويدِ) (2) للدُّكتورِ عُمر خليفةَ الشايجيِّ المدرِّسِ بكلِّيةِ الشريعةِ بجامعةِ الكُويتِ، وجدتُه قد أَلحقَ مَتنَ (الرائيَّةِ) معَ مَتنَي (الجزَريَّةِ) و (تُحفةِ الأطفالِ) في آخرِ مُعجَمِه، فوجدتُّ نُسخةً أُخرى للرائيَّةِ تختلِفُ ـ شيئًا ـ عن النُّسختَينِ السابقتَينِ، فعقَدتُّ العَزمَ على مُحاوَلةِ ضَبطِ المَتنِ، وتَخلِيصه مِن الأخطاءِ ما أمكنَ، ولَمْ أَكُن حِينَها قد وَقفتُ على شيءٍ مِن النُّسخِ المحقَّقةِ لِلمَنظومةِ.
* ثمَّ حصلتُ بعدَ ذلك على نُسختَينِ أُخريَينِ للمنظومة:
ـ الأُولَى: ضِمنَ (مجموعِ المتونِ في القِراءاتِ والتجويدِ) لجَامعِه سَعْد عبد الحكيم سَعْد، المدرِّس بكلِّيةِ المعلِّمينَ بجامعةِ أمِّ القُرى بمكَّةَ المكرَّمةِ، نشرتْهُ دَارُ الزَّمانِ بالمدينةِ النبويَّةِ.
ـ والثانيةُ: نُسخةٌ خطِّيَّةٌ حديثةٌ طُبِعَت بمكتبةِ (أولاد الشيخِ) للتُّراثِ بمِصرَ.
* فعُدتُّ لِمَا بَين يديَّ مِن نُسخِ المَنظومةِ، أُقلِّبُ النَّظرَ فيها، وأُوَازِنُ بينَها، وبعدَ الشُّروعِ في الضبطِ والتصحيحِ، وقَطعِ شوطٍ فيه وَقفتُ على كتابِ الدُّكتورِ غَانم قَدُّوري الحمَد الموسومِ بـ (أَبحاثٌ في عِلمِ التجويدِ)، فوجدتُّه في البحثِ الأوَّلِ في كتابِه ـ وكانَ سبقَ أن نَّشره في مجلَّةِ كلِّيَّةِ الشريعةِ في بَغدادَ في العددِ السادسِ 1400 ـ وقد عَنونَ له بـ (عِلمُ التجويدِ: نَشأتُه ومَعالِمُه الأُولَى) قد تَّطرَّقَ إلَى ذِكرِ الرائيَّةِ بِاعتبارِها أوَّلَ التَّصنيفِ في عِلمِ التجويدِ فهي تُمثِّلُ خطوةً مهمَّةً من خطواتِ نَشأةِ هَذا العِلمِ، فترجمَ لصاحبِها أوَّلًا ترجمةً مُطوَّلةً، ثمَّ شَرعَ في الكَلامِ على الرائيَّةِ، وأهمِّيتِها وأثَرِها، وأَورَد المتنَ كامِلًا محقَّقًا على مخطوطتَينِ (3)، وقد بَذلَ جُهدًا واضحًا في ضَبطِ وتَصحيحِ الأَبياتِ.
فلمَّا وَقعتُ على هذا العَملِ كدتُّ أترُكُ ما كنتُ بدأتُ فيه، لكنَّني حينَ قَارَنتُ بين عَمَلي وعَملِه، وجدتُّ أني قد خالفتُه في بَعضِ المواضعِ، ولعلِّي أكونُ وُفِّقتُ لِلصَّوابِ فيهَا، فكانَ ذلكَ دافعًا لِّي لإِكمالِ ما شَرعتُ فيه، معَ الاستفادَةِ مِن هذهِ النُّسخةِ الجديدَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) لعلَّ تحقيقَ الدُّكتور غانِم قدُّوري الحمَد هو أقدمُ تحقيقٍ منشورٍ للمنظومةِ ـ بعدَ تحقيقِ المستشرقِ (بونيشي) ولم أطَّلِع عليه ـ إِذْ نُشِرَ في عام 1400هـ في مجلَّة كلِّيَّةِ الشَّريعةِ في بغدادَ ضمنَ بحثِه (عِلم التجويد: نَشأتُه ومَعالمُه الأولى)، ثمَّ كان تحقيقُ الدكتور عبدِ العزيز القارئ الَّذي نُشِرَ عام 1402، وبعدَهُما نشرَ الأستاذُ محمَّد عُزير شَمْس تحقيقَه بينَ عامَي (1402 ـ و 1404) ثمَّ نُشرَ تحقيقُ الدُّكتور علي حسين البوَّاب عام 1405.
(2) وهو أوَّلُ مُعجَمٍ في علمِ التجويدِ مُرتَّبٍ على حروفِ الهجاءِ، وهو كتابٌ فَريدٌ وجِدُّ مُفيدٍ.
(3) واستَعانَ كذلك ببَعضِ المصنَّفات التي استَشهَدت بأبياتٍ مِن الرَّائيَّةِ، والنُّسختانِ اللَّتانِ اعتمدَ عليهما هما:
الأُولَى: نُسخةٌ مُصوَّرةٌ مِن شَرحِ الدانيِّ على القَصيدةِ، وهي ناقصةٌ تتضمَّنُ واحدًا وثَلاثِينَ بيتًا، وهي محفوظةٌ بمَكتبةِ (شستر بتي) بدبلن بأيرلندا.
ـ والثانيةُ: نُسخةٌ للمَتنِ كاملةٌ، وهي محفوظةٌ بمَكتبةِ الأَزهرِ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 816