responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 814
فَمَا كُلُّ مَنْ قَادَ الجِيَادَ يَسُوسُهَا ..... وَلَا كُلُّ مَنْ أَجْرَى يُقَالُ لَهُ مُجْرِي
قالَ الإمامُ الدانيُّ في شَرحِه لبيتِ أبي مُزاحم السابقِ:
«وهَذا المعنَى الذي شَرحنَاهُ مِن قولِ أبي مُزاحمٍ معنًى صحيحٌ قد سبقَهُ إليهِ عليُّ بْنُ الجهمِ» ثمَّ ذكرَ البيتَ السابقَ وقالَ: «ومِن هَذا أخذَه أبو مُزاحمٍ، وعلى عَروضِ هَذه القَصيدةِ وقافِيتِها عَمِلَ قصيدتَهُ هَذِه» اهـ
هذا ما يتعلَّقُ بالقَصيدةِ مِن الناحِيَةِ العَروضيَّةِ.
* أمَّا مكانتُها عندَ أهلِ العلمِ، وأثرُها في عِلمِ التجويدِ والقِراءةِ:
فهيَ أوَّلُ مُصنَّفٍ مُستقلٍّ في علمِ التجويدِ، قالَ الإمامُ ابنُ الجزَرِيِّ عن ناظمِها: «هُو أوَّلُ مَن صنَّفَ في التجويدِ، وقصيدتُهُ الرائيَّةُ مشهورةٌ» اهـ
وكأنَّ أبا مُزاحمٍ أشارَ إلى ذلك حِينَ قالَ:
قَدْ قُلْتُ قَولًا مَا سُبِقْتُ بمِثْلِهِ ..... في وَصْفِ حِذْقِ قِرَاءَةِ القُرآنِ
* ومِن أقوالِ أهلِ العلمِ في الثناءِ عليها:
ـ قولُ الحافظِ الذَّهبيِّ: «ونَظَمَ القصيدةَ المشهورةَ في التجويدِ فأجادَ» اهـ
ـ وقبلَه قالَ الإمامُ الدانيُّ في مُقدِّمةِ شرحِه عليها: «والذي دعانا إلى شَرحِ هذه القَصيدةِ وتَلخيصِ مَعانيها ما رأيناهُ مِن استِحْسانِ العامَّةِ والخاصَّةِ لها، وشِدَّةِ ابتِهَالِ أهلِ القرآنِ بها، وأخذِهم أنفسَهُم بحِفْظِها، وما وَقَفنا عليه مِن إتقانِ صَنْعَتِها، وحُسنِ بَهجَتِها، وتَهذيبِ ألفاظِها، وظُهورِ مَعانيها، وسَلامتِها مِن العُيوبِ، ووُفورِ حظِّها مِن الجودةِ» اهـ
* ويَظهرُ لنا مِن هذا المقالِ تلقِّي الناسِ لها بالقَبولِ، بل تَنافَسَ أهلُ القِراءةِ في حِفظِها وتَفاخرُوا برِوايتِها بالسَّندِ المتَّصلِ إلى ناظِمها.
ـ فجاءَ في بَعضِ المصادِر أنَّ تِلميذَ أبي مُزاحمٍ الإمامَ أبا بكرٍ الآجُرِّيَّ كانَ يروي قصيدةَ أُستَاذِه أبي مُزاحمٍ في حُسنِ أداءِ القرآنِ في مكَّةَ.
ـ وعنهُ وعن غيرِه مِن تَلامذةِ الناظمِ رَواهَا أهلُ العلمِ بِالسندِ المتَّصلِ إلى الناظمِ في مَجالِسهم، وفي مُصنَّفاتِهم ومُؤلَّفاتِهم.
ـ وقالَ الحافظُ الذهبيُّ: «سَمِعتُ قصيدتَه في التجويدِ بعُلوٍّ» اهـ
ويُعلَمُ مِن شرحِ الإمامِ الدانيِّ لها اشتِهارُها بين الخلائقِ، إِذْ نُظِمت في بغدادَ، وذَاعت واشتَهرت شرقًا وغربًا حتَّى شرحَها عُلماءُ الأَندلُس.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[29 - 09 - 2011, 01:46 م]ـ
* ومِن مَظاهرِ اهتمامِ أهلِ العلمِ بالقَصيدةِ: مُعارضَتُهم إيَّاها:
ـ كما فَعل أبو الحسينِ محمَّدُ بنُ أحمدَ الملطيُّ نَزيلُ عَسقلانَ فعَارضَها بقَصيدةٍ مِن
تِسعَةٍ وخَمسينَ بيتًا، وأوَّلُهَا:
أَقُولُ لِأَهْلِ اللُّبِّ وَالفَضْلِ وَالحِجْرِ ..... مَقَالَ مُرِيدٍ لِلثَّوابِ وَلِلأَجْرِ
وَأَسْأَلُ رَبِّيْ عَفْوَهُ وَعَطَاءَهُ ..... وَطَرْدَ دَوَاعِي العُجْبِ عَنِّيَ وَالكِبْرِ
وَأَدْعُوهُ خَوفًا رَاغِبًا بِتَذَلُّلٍ ..... لِيَغْفِرَ لِي مَا كَانَ مِن سَيِّئِ الأَمْرِ
وَأَسْأَلُهُ عَونًا كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ..... أَعُوذُ بِهِ مِنْ آفَةِ القَولِ وَالفَخْرِ
وذَكرَ عددَ أبياتِ قَصيدتِه فقالَ:
وَنَظْمِي لَهَا خَمْسُونَ بَيتًا وَتِسْعَةٌ ..... قَرِيضًا فَخَيِّرْ مِن مَلَطْيَةَ وَاسْتَبْرِ
وخَتَمهَا بقولِه:
وَلَا تُخْلِيَنِّي مِن دُعَائِكَ إِنَّنَي ..... لَكَ اللهَ دَاعٍ بِالسَّلَامَةِ وَالنَّصْرِ

ـ وَعارضَها كذلك محمَّدُ بنُ أحمدَ العجليُّ اللَّالَكَائيُّ المقرئُ، فقالَ:
لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا المنِّ وَالجُودِ وَالبِرِّ ..... كَمَا أَنْتَ أَهْلٌ لِلمَحَامِدِ وَالشُّكْرِ
سَمَوتَ سُمُوًّا فَوقَ عَرْشِكَ سَيِّدِي ..... مُنيفًا عَظيمًا لَيسَ بِالحدِّ فِي القَدْرِ
وخَتَمها بقولِه:
فَهَـ?ـذَا مَقَالِي وَاضِحًا وَبَيَانُهُ ..... شَبِيهًا بِمَا قَدْ شَاعَ فِي كُلِّ ما مِصْرِ
عَنَيتُ بِهِ قَولَ ابْنِ خَاقَانَ مُنْشِدًا ..... «أَقُولُ مَقَالًا مُعْجِبَا لِأُولِي الحِجْرِ»
وَأَبْيَاتُهَا زَادَتْ زِيَادَةَ مُرْجِحٍ ..... عَلَى مِئَةٍ خَمْسًا تَزِيدُ عَلَى عَشْرِ

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 814
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست