responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 766
المفاهيم الحقوقية الإنسانية من خلال القرآن الكريم (1)
ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[17 - 10 - 2011, 02:17 ص]ـ
هذا الموضوع في حقيقته مداخلة قُدِّمت للمؤتمر الدولي عن الدعوة الإسلامية الذي نظمته جامعة جاكرتا الحكومية بأندونيسيا بالتعاون مع الجامعة الوطنية بماليزيا تحت عنوان " الدعوة الإسلامية بين التحديات والتوقعات " وذلك في الفترة ما بين 08 و 10 يوليو 2011 برحاب جامعة جاكرتا بأندونيسيا. وتعميما للفائدة أقدمه للإخوة الأفاضل.

مرتكزات هامة
قد جاءت جميع قيم الإسلام ومبادئه من أجل تحرير الإنسان وحمايته وتكريمه والسمو به في مدارج الكمال والرقي المعنوي والمادي. وحقوق الإنسان في التصور الإسلامي حقوق كونية لأن الإسلام رسالة عالمية، ومن ثم فهذه الحقوق في الإسلام لها مميزات خاصة:
ـــ فهي لصيقة بشخص الإنسان وكينونته الإنسانية.
ـــ وهي ضرورات فطرية لا يحق للفرد أو الجماعة التنازل عنها أو عن بعضها، ولا تقوم الحياة بدونها.
ـــ كما أنها حقوق ثابتة ودائمة قررها الخالق سبحانه ـ، فالشريعة في الوقت نفسه هي التي تفرض الحقوق، وهي التي توجب الحفاظ عليها قَبْل الدولة والجماعة والفرد. بل إن الدولة إذا قصرت في ذلك وجب على الأمة أفرادا وجماعات حفظ هذه الحقوق.
ويعتبر الإسلام عقيدة تَقَدُم يعمل على تقدم الإنسان ماديا وفكريا: فهو أول من حرر الإنسان من كافة مظاهر العبودية، وأعلن مبدأ المساواة وبناء المجتمع العادل، والإنسان العدل الصالح المصلح، مُحَقق إرادة الله تعالى في الأرض بناء وتعميرا، وخيرا ونماء. ويمتاز الإسلام بطابعه المتفرد في بناء الإنسان، وبنظريته المتكاملة المتجددة، وبالدعوة إلى التوحيد الخالص الذي يشمل كافة مظاهر الحياة، والإيمان الصادق، والأخلاق الحميدة. كما يتميز بنظريته العلمية الواقعية والموضوعية في تفسير الكون والحياة، ومن ثم رَفَضَ الإسلام السحر والأسطورة والجهل.
وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان يجب أن تكون علاقة تعاون وتعاضد ونصيحة سعيا لأن تكون القيادة والريادة لكلمة الحق والعدل حتى تُعَبَّد كل الحياة ــــ على المستوى الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ـــ لله رب العالمين. فذلك هو هدف الوجود وتلكم هي العبادة الحق التي أُمرنا بها: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) الذاريات /56. وإذا تأملنا تاريخ البشرية يتبين لنا أن مصدر الشر يتمثل في إهدار إنسانية الإنسان، وامتهان كرامته عن طريق تسلط الإنسان على أخيه الإنسان.
إن هدف الإسلام هو إقرار رسالة التوحيد الخالص، وإقامة صروح العدل، وتعميم الخير، قال عز وجل: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)) التوبة /33، وقال سبحانه وتعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط)) المائدة /8.
وجوهر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) الأنبياء/107، فالرحمة مرحلة فوق مرحلة العدل وتقرير الحقوق وتحديدالواجبات. فهي لون من الإحسان لا يقتصر على إعطاء كل ذي حق حقه، بل يتجاوز ذلك إلى التنازل عن بعض الحقوق رحمة بالغير. إن مهمة ووظيفة الأنبياء على مر التاريخ كانت هي إنقاذ الإنسان من تسلط أخيه الإنسان وتقرير إنسانيته وكرامته وحقوقه، وإيقاف عملية اتخاذ الأرباب من دون الله، والعودة بالبشرية إلى خالقها الواحد، وإقرار المساواة الإنسانية، وتخليص الإنسان بالإيمان من أسباب الذل والمهانة والعبودية عندما كفل له الخالق تعالى الرزق وحدد له الأجل، قال جل جلاله: ((وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا)) آل عمران /145،وقال أيضا: ((وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء إنه لَحَقٌ مثل ما أنكم تنطقون)) الذاريات / 23، فإذا استقرت هذه العقيدة في قلب المؤمن حقيقة استحال إذلاله، ولكن للأسف الناسُ اليوم خوفا من الذل هم في ذلٍّ، وخوفا من الموت هم في موت.
إن النبوة في حقيقتها دعوة رحمة، وميثاق خلاص. إن النبوة ميلاد جديد للإنسان تحرره من كل أشكال العبودية بأن يصبح عبدا خالصا لله، ويصبح متساويا مع غيره من بني البشر، فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالعمل الصالح.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 766
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست