responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 691
كيف نقول إن الله سبحانه وتعالى له صوت، وقد جاء في كتابه العزيز: (ليس كمثله شيء)؟ وهذا يعني أنه عز وجل لا ينبغي تشبيهه بأحوال الخلق من كلام وسمع وبصر و .. لأننا بتشبيهنا له نُسقط عليه صفاتٍ وحواسَّ انطلاقاً مما تعارفْنا عليه بيننا من معاني السمع والبصر والكلام. فكلام الله ليس ككلامنا وسمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
إن الله عز وجل يتكلم ويسمع ويبصر كما أراد هو وهذا شيء في علم الغيب نُهينا عن البحث أو الخوض فيه أصلاً لأنه لا أحد يعرف كيف هو كلام الله ولا سمعه ولا بصرُه وكان السلف الصالح وعلماء الأمة يقولون عن الصفات الإلهية: (نُمِرُّها كما جاءت) دون أن يخوضوا فيها. بل إن عبد الله بن عباس كان يردّد أنه ليس من النعم الموجودة في الجنة مما في الأرض إلا الأسماء، أي أنها لا يمكن تشبيهها بما نعرفه من فواكه وثمرات وعسل ولبن وغيره فكيف بذات الله جل جلالُه وصوتِه؟؟
إن الإنسان يتّصف بالنسبية فهو محدود بالمكان والزمان، والخالق سبحانه مطلق، فكيف للنسبي أن يُدرك المطلق، ويبحث في صوته؟؟ لذلك فالإنسان مُطالَب بالإيمان بصفات الله دون البحث فيها لأنه غير مُؤهّل للخوض فيها لأنها تفوق تصوُّره وما تعارف عليه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفكَّروا في الخلق ولا تتفكَّروا في الخالق فإنه لا يُدرَك إلا بتصديقِه) مسند الربيع بن حبيب الأزدي البصري، باب السُّنّة في التعظيم لله عز وجل.رقم الحديث 823.وقد ورد الحديث كذلك برواية مختلفة في فتح الباري: (تفكروا في كل شيء ولا تَفَكَّروا في ذات الله) ج 13/ 383.
إن الإسلام نهى عن البحث في عالم الغيب لأنه لا فائدة تتحقّق من البحث فيه، وفي مقابل ذلك أمرَنا بالبحث في ما نحن مؤهَّلون له وهو عالم الشهادة باعتباره مناط التكليف ومجال الاستخلاف، وذلك بإعمال العقل والنظر في الإنسان نفسه وذلك هو دليل الأنفس، وبالبحث في الطبيعة وذلك هو دليل الآفاق لتسخير الطبيعة لخدمة الإنسان تحقيقاً لمبدإ الاستخلاف القائم على عمارة الأرض واستخراج ثمراتها والسعي فيها إصلاحاً لا إفساداً.
أما ما عدا ذلك من الأمور الغيبية فإن الخوض فيها لم تَجنِ منه البشرية - حين تنكَّبت الطريق واجتالها الشيطان - إلا الاختلاف والحيرة والشك وكتُب علم الكلام والفلسفة خيرُ دليل على ذلك.

ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 11 - 2011, 05:10 م]ـ
فكلام الله ليس ككلامنا وسمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
هو كذلك -أختي الكريمة-.
فنقول هذا في كل ما ثبتَ بالنصِّ من صفات الله -تعالى-، ومنها الصوت.
تأمَّلي الفقرة التالية:
5 - وقال البخاري في نفس الباب المذكور:
ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك الديان " انتهى.
ورواه في الأدب المفرد وفي خلق أفعال العباد واحتج به. وقد ذكر البخاري في كتاب العلم قصة رحيل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس بصيغة الجزم وهو أصل هذا الحديث.
ورواه الحكم وصححه ووافقه الذهبي.
قال البخاري في (خلق أفعال العباد) ص 149
" وأن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فليس هذا لغير الله جل ذكره.
وقال: وفي هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لان صوته جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته " انتهى.

فما دام الصوت ثابتًا بالنصِّ؛ فنقول -كما قلتِ-وفقك الله-:
فكلام الله ليس ككلامنا وسمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وصوته -جل في علاه- ليس كأصوات المخلوقات.
أرجو أن الأمر اتضح لك -وفقك الله-.

كان السلف الصالح وعلماء الأمة يقولون عن الصفات الإلهية: (نُمِرُّها كما جاءت) دون أن يخوضوا فيها

قال الحكَمي -رحمه الله- في منظومته في أصول العقيدة:
نُمرُّها صريحةً كما أتتْ /// مع اعتِقادِنا لما له اقتضت
من غير تحريفٍ ولا تعطيلِ /// وغيرِ تكييفٍ ولا تمثيلِ

وهنا أنقل فائدة قرأتُها -قبل أيام- حول "مسند الربيع بن حبيب الأزدي البصري":
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 691
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست