* هل يُجزئُ في التيممِ ضربةٌ واحدةٌ للوجهِ والكَفَّيْنِ أو لا بُدَّ من ضربتين؟
- ذَهبَ بعضُهم - ومنهم الشافعيُّ - إلى أنه لابد من ضربتين، محتجين بأحاديثَ منها ما رواه الدارقطنيُّ عن ابنِ عمرَ "التيممُ ضرْبتان؛ ضَرْبَةٌ للوجهِ وَضَربةٌ لليَدَيْن إِلَى المِرفَقَيْنِ".
بينما ذهبَ الجمهورُ، ومنهم الإمامُ أحمدُ، والأوزاعى، وإسحاقُ، وأهلُ الحديثِ: إلى أنَّ التيممَ ضربةٌ واحدةٌ، وأنه لا يُمسحُ بها إلا الوجهُ والكفانِ مُستدلينَ بأحاديثَ صحيحةٍ منها حديثُ عمارِ بنِ ياسرٍ حيث قال: بَعَثنِي رَسُولُ اللَه صلى الله عليه وسلم في حَاجَةٍ فَأجْنَبْتُ فَلَمْ أجدِ الْمَاءَ فَتَمَرغْتُ في الصعِيدِ كمَا تَمَرَّغُ الدَّابة ثمً أتيْتُ النًبيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذلِكَ لَهُ فَقَالَ: " إنَّما كان يَكْفِيكَ أن تَقولَ بِيَدَيْكَ هكَذَا " ثمَّ ضَرَبَ بيَدَيْهِ الأرْض ضَرْبَةً وَاحِدَةً، ثُم مَسَح الشِّمَالَ عَلى الْيَمِينِ وَظَاهِرَ كَفَيهِ ووَجهَهُ.
وأجابوا عن أحاديثِ الضربتين والمرفقين، بما فيها من المقالِ المشهورِ. ولا نجعلُ تلك الأحاديثَ في صفِّ الأحاديثِ الصحاحِ الواضحة.
قال ابنُ عبدِ الْبَرِّ: أكثرُ الآثارِ المرفوعةِ عنْ عمارٍ ضربةٌ واحدةٌ، وما روي من ضربتين فكلُّها مضطربة. (1/ 111)
* قال ابنُ رُشْدٍ: إطلاقُ اسمِ اليدِ على الكفِّ أظهرُ من إطلاقِهِ على الكفِّ والساعد. (1/ 111)
* المُجتهدُ إذا أدَّاه اجتهادُه إلى غيرِ الصَّوابِ وفعلَ العبادةَ، ثم تبين له الصوابُ بعد ذلك، فإنه لا يعيدُ تلك العبادة. (1/ 112)
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[17 - 05 - 2012, 12:31 ص]ـ
بيانُ الأمورِ الخمسةِ التي خُصَّ بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
* أولها: أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى نصرَه، وأيَّده على أعدائِه بالرُّعب الذي يحِلُّ بأعدائه، فيوهن قواهم، ويضعضع كيانهم، ويفرق صفوفهم، ويقل جمعهم، ولو كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم على مسيرةِ شهرٍ منهم، تأييدًا من الله ونصرًا لنبيه وخِذلانًا وهزيمةً لأعداءِ دينِهِ، ولا شكَّ أنها إعانةٌ كبيرةٌ من اللهِ تعالى.
ثانيها: أن الله سبحانه تعالى وسَّعَ على هذا النبي الكريمِ، وأمتِهِ المرحُومةِ بأنْ جعلَ لها الأرضَ مسجدًا، فأينما تدركُهم الصلاةُ فليصلوا، فلا تتقيد بأمكنةٍ مخصوصةٍ، كما كان مَنْ قبلهم لا يؤدُّون عباداتِهم إلا في الكنائس أو البِِيَعِ، وهكذا فإن الله رفعَ الحرجَ والضيق عن هذه الأمة، فضلا منه وإحسانا، وكرمًا وامتنانًا، وكذاك كان من قبلِ هذه الأمةِ، لا يطهرُهم إلا الماءُ، وهذه الأمةُ جُعِلَ التُّرابُ لمن لم يجدِ الماءَ طهورًا. ومثلُه العاجزُ عنِ استعمالِه لضرره.
ثالثها: أنَّ الغنائمَ التي تُؤخذُ من الكفارِ والمقاتلين، حلالٌ لهذا النبي صلى الله عليه وسلم وأمتِه، يقتسمونها على ما بيَّنَ اللهُ تعالى بعد أن كانتْ مُحرمةً على الأنبياء السابقين وأممِهم، حيث كانوا يجمعونها، فإن قُبلت، نزلتْ عليها نارٌ من السماء فأحرقتها.
رابعها: أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى، خصَّه بالمقامِ المحمودِ، والشَّفاعةِ العُظْمى، يومَ يتأخرُ عنها أولو العزمِ من الرُّسلِ في عَرَصاتِ القيامةِ، فيقول: أنا لها، ويسجدُ تحت العرش، ويُمجِّدُ اللهَ تعالى بما هو أهلُه، فيُقال: اشفعْ تُشفعْ، وسلْ تُعْطَه، حينئذ يسألُ اللهَ الشفاعةَ للخلائقِ بالفصل بينهم في هذا المقامِ الطويل، فهذا هو المَقامُ المَحْمودُ الذي يغْبطُه عليه الأولون والآخرون.
خامسها: أنَّ كلَّ نبيٍّ من الأنبياءِ السابقين تختصُّ دعوتُهم بقومهم، وقد جعل اللهُْ تعالى في هذا النبي العظيم، وفى رسالتِه الساميةِ الصلاحيَّةَ والشمولَ، لأنْ تكونَ الدستورَ الخالدَ، والقانونَ الباقيَ لجميعِ البشر، على اختلاف أجناسِهم، وتبايُنِ أصنافهم، وتباعدِ أقْطارِهم، فهي الشريعةُ الصَّالحةُ لكلِّ زمانٍ ومكان، ولما كانت بهذه الصلاحيةِ والسمُوِّ، كانت هي الأخيرةَ،،لأنها لا تحتاجُ إلى زيادةٍ ولا فيها نقص، وجُعِلتْ شاملةً، لما فيها من عناصرِ البقاءِ والخلود. (1/ 114)