نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 626
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[21 - 05 - 2012, 08:45 م]ـ
الفائدة التاسعة والستون (1/ 363):-
(أقسامُ الخوفِ الثلاثةِ) ذكرَ الشيخُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ حسنٍ في كتابِه [فتحِ المجيد] أنَّ الخوفَ ثلاثةُ أقسامٍ:
أحدها: خوفُ السِّر: وهو أن يخافَ من غير اللهِ من وثن أو طاغوت أن يُصيبَه بما يكره، كما قال تعالى عن قوم هودٍ عليه السلام إنهم قالوا له: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِِ} وقال تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} وهذا هو الواقعُ من عُبَّادِ القبورِ ونحوها من الأوثانِ يخافونها ويخوفون بها أهلَ التوحيدِ إذا أنكروا عبادتَها وأمروا بإخلاصِ العبادةِ لله، وهذا ينافي التوحيد.
الثاني: أن يتركَ الإنسانُ ما يجبُ عليه خوفًا من بعضِ الناس فهذا محرمٌ، وهو نوعٌ من الشرك بالله المنافي لكمالِ التوحيد، وهذا هو سببُ نزول هذه الآية: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
الثالث: الخوف الطبيعي: وهو الخوفُ من عدو أو سَبُعٍ أو غيرِ ذلك فهذا لا يُذَم، كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} الآية.
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[03 - 07 - 2012, 11:16 م]ـ
الفائدة السبعون (1/ 367):-
(عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم «ذكر رجلًا فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالًا وولدًا- يعني أعطاه- قال: فلما حضر، قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيرًا - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحمًا فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فاذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك، وربي ففعلوا، فقال الله: كن فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله»، فحدثت أبا عثمان، فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: «فاذروني في البحر») قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الحديث واحتجاج العلماء فيه: (فهذا الرجل كان قد وقع له الشك والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم بعدما أحرق وذري، وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك، وهذان أصلان عظيمان:
(أحدهما) متعلق بالله تعالى: وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير.
(والثاني) متعلق باليوم الآخر: وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت ويجزيه على أعماله، ومع هذا فلما كان مؤمنا بالله في الجملة ومؤمنًا باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت وقد عمل عملًا صالحًا وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح)
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[17 - 07 - 2012, 11:09 م]ـ
الفائدة الحادية والسبعون (1/ 374):-
(حديث: اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ) خلاصةُ القول: أنَّ في الحديث مقالًا، ولكن معناه صحيح؛ لأنه قد ثبت في الكتابِ والسُّنَّةِ الصحيحةِ الحثُ على الأخذِ بالأسبابِ مع التوكلِ على الله، فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكلَ على الله فهو مشرك، ومن توكل على الله وألغى الأسبابَ فهو جاهلٌ مُفَرِّطٌ مُخطئ، والمطلوبُ شرعًا هو الجمعُ بينهما.
الفائدة الثانية والسبعون (1/ 376):-
(التوكلُ على الله) تفويضُ الأمرِ إليه تعالى وحدَهُ وهو واجبٌ، بل أصلٌ من أصولِ الإيمان؛ لقوله تعالى: {وعلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وهو من الأسبابِ المَعْنَويةِ القوية لتحقيقِ المطلوبِ وقضاءِ المصالح، لكن على المؤمن أن يضمَّ إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى، سواء كانت من العبادات كالدعاء والصلاة والصدقة وصلة الأرحام أم كانت من الماديات التي جرتْ سنةُ الله بترتيبِ مسبباتها عليها.
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[18 - 07 - 2012, 02:00 ص]ـ
الفائدة الثالثة والسبعون (1/ 380):-
(حقيقةُ التَّوكل) هو صدقُ اعتمادِ القلبِ على الله عز وجل في استجلابِ المصالحِ، ودفعِ المضارِّ من أمورِ الدنيا والآخرة.
الفائدة الرابعة والسبعون (1/ 382):-
(الغلو في الدين) هو: التَّعمقُ في الشيء، والتكلف فيه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو فقال: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» رواه أحمدُ وغيرُه بإسنادٍ صحيحٍ أما التَّفريطُ فهو التقصيرُ في القيام بما أوجب اللهُ من فِعْلِ بعضِ المعاصي كالزنا، والغيبة، والنميمة، أو تركِ بعض الواجبات كبِرِّ الوالدَيْن، وصلةِ الأرحام، وردِّ السلام، ونحوِ ذلك.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 626