نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 610
الرد على المبتدِعة متعيِّن؛ لكن: يقوم به أهلُه، أهلُ العلم، يقومُ به الرَّاسِخون في العلم، أمَّا أن يأتي أشخاص يُبدِّعون مشايخ وطلبةَ علمٍ يسيرون على نَهجِهم، بغير فقه وبغير علمٍ وبغير هدًى ولا كتاب منير؛ فهذه إحدى الكُبَر.
فلنخفِ الله -عزَّ وجلَّ-، ولنتقِ الله، ولنخشَ الله -عزَّ وجلَّ- فيما نقول، ولنضبط ألسنتَنا حتى لا نقعَ فيما وقع فيه أولئك، ولنجتهد في جمعِ الكلمة، فإذا أخطأ أحدُنا نناصحُه -فيما بيننا وبينه-، ولا نشهِّر به.
فرقٌ بين أن يصدر خطأٌ أو أخطاء مِن شخصٍ على منهج أهل السُّنَّة، أو أن يقعَ في البدع ويتبنَّى البدع ويدعو إليها، ويتبنَّاها!
لكن أعود وأقول: الذي يقدِّر ذلك هم العُلماء.
نحن لسنا من دُعاة الموازنات الذين يقولون: قبل أن ترد على المبتدع؛ عليكَ أن تمدحَه وتُثني عليه وتُبين حتى .. ؛ لا؛ ليس هذا هو المراد.
وإنما المراد: أننا لا نتكلَّم بغير علم، ولا نسمعُ ولا نصغي لأولئك المُتسرِّعين الذين يُصدرون أحكامًا جائرةً على بعض المشايخ وعلى طلبة العلم؛ فإنَّ ذلك مِن أسوأِ ما يكون، وهذا سيؤدي -بالتَّالي- إلى فرقة -أيضًا- بينكم، تتحوَّلون إلى شيعٍ وأحزاب، وهذا لا نريده لهذه النَّبتة التي بدأت تؤتي أكلَها -إن شاء الله- في هذا البلد الطيِّب.
فلننتبِه لهذا! ولنحذر مِن مثل هذه التسرُّعات!
والذي يريدُ أن يتكلم في هذه المتاهات؛ نقول: يا أخي! عندك علم تزوِّدنا به؛ فأهلًا وسهلًا.
أما إن كنتَ ستأتي لتفرِّق أهل السُّنَّة والسَّلفيِّين فيما بينهم، وتزرع الشِّقاق؛ ارجع مِن حيثُ أتيتَ!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
السُّؤال الأخير -من الدقيقة (35:50) -:
يقول بعض الإخوة المتصدِّرين والذين ابتُلوا بالدَّعوة وبشيءٍ من الدُّروس، يقولون: بِما أنَّ هذه البلاد وغيرها من بلاد شمال إفريقيا قد مُلئت بالشِّرك الأكبر وبالبدع وبغيره بالتَّصوف؛ فيقولون نحن نخيِّر دعوة الناس إلى التوحيد وبيان دعوة الأنبياء والتحذير من الشرك الأكبر ومن البدع الكُبرى -التي لعلها تُخرج المرء من دينه أو من منهج أهل السُّنَّة-، ولا نخوضُ فيما يختلف فيه العُلماء من الاختلافات في المسائل العلميَّة، أو في الأشخاص -بين مبدَّع وغير مبدَّع-؛ فما تقولون -شيخَنا- في رأي هؤلاء الإخوة؟
الجواب: هذا الأمر يحتاج إلى شيءٍ من البيان.
ولكن أقول في عجالة: أما الشِّرك والبدع والخُرافات هذه لا مساومةَ عليها، ولكن -أيضًا- بالحكمة والموعظة الحسَنة.
فإذا جئتَ في بلد مكان -مثلًا- فيه تصوف، وفيه بِدع، وفيه خرافات، لا تأتي إليهم وتسب وتسخط؛ وإنما اربط الناس بـ (قال الله، قال رسوله)، اذكر لهم الآيات التي تُبين التَّوحيد وتحذِّر من الشِّرك؛ فستجد -إن شاء الله- ممَّن يفقه ويتفقَّه ويفهم عليك الكثير والكثير.
ولا تتخذ المصادمة ديدنًا لك، أو السَّب والشَّتم، يقول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيرِ عِلْمٍ}.
هذه النقطة لا بد أن تنتبه إليها.
الرسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- كان يعرض نفسَه على القبائل، وعلى المشركين، ويزورهم في نواديهم، ويُبين لهم الحق، لكن بعض الناس إذا رأى أخاه زار جهةً وتألَّفهم وبيَّن لهم بالدَّليل، ولم يقصد تكثير سوادهم ولم يخالفهم لعله يقصد: لم يوافقهم في طقوسهم؛ قالوا: فلان ذهب إلى المكان الفلاني؛ إذن هو مبتدع!
هذا المسلك خطأ، هذا المسلك غير صحيح، وليس مسلك الدُّعاة إلى الله -عزَّ وجلَّ-.
نحنُ قد نزور أماكن ومراكز فيها مخالفاتٌ شرعيَّة؛ ولكن هناك شرط؛ فلا بد مِن التنبُّه لأمر: أن لا تذوبَ في وسطِ أولئك الأقوام، وأن لا تتنازل عن ذرَّة من دين الله -عزَّ وجلَّ-، ولكن المقصود أن تخاطبهم بالحكمة؛ الله -عزَّ وجلَّ- أمر موسى -عليه السَّلام- وهو يخاطب أعتى خلق الله (فرعون)، أمره هو وهارون بقولهِ: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
هذا من جِهة عُبَّاد القبور والمشركين، أو الذين عندهم بدع مغلظة.
أمَّا ما يتعلَّق بِتحقيق التَّوحيد، والكلام على التَّوحيد؛ فلا تأخذك في الله لومةُ لائم، ادعُ إلى توحيد الله -عزَّ وجلَّ-، لكن -كما قلتُ- مع الهدوء والحكمة المتناهية؛ بأن تذكر: (قال الله، قال رسوله).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 610