نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 608
بعض النَّاس لا يتورَّع أن يفتي في مسألة ليس أهلًا لها، أو في الحُكم على شخصٍ يكبُره دينًا وعلمًا أضعافًا مضاعفة!
علينا أن نَحذر من مثل هذا السُّلوك الخطير.
كذلك من الوصايا: العناية بتوظيف الوقت، والجد والاجتهاد في ذلك، وعدم إضاعتِه فيما لا ينفع.
كذلك من الوصايا: الجد والاجتهاد في تدوين العِلم الشَّرعي وحِفظه، والجد والاجتهاد في حفظ المتون، وفهم شرحها وفق منهج السَّلف الصالح.
كذلك من الوصايا -التي أوصي بها إخواني-: خوف الله -عزَّ وجلَّ- فيما نقول وفيما نعمل، يجب أن يكونَ خوف الله مقدَّمًا على كل شيء.
كذلك من الوصايا المهمَّة: الجد والاجتهاد في اختيار الجلساء الصالحين، قال الله -عزَّ وجلَّ-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وقال -تبارَك وتَعالى-: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «المرءُ مع مَن أحب»، ويقول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «المرءُ على دِين خليلِه»، ويقول -أيضًا-: «مثل الجليسِ الصَّالح والجليس السُّوء كحاملِ المِسك ونافخِ الكِير، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه، وإمَّا أن يحذيَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيِّبة، ونافخُ الكير إما أن يُحرق ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثة».
مِن الوصايا -أيضًا-: أن تعطي كل ذي حقٍّ حقَّه؛ فتجعل لعبادتك وقتًا، وللعِلم وقتًا، ولأهلك وقتًا، ولنومك وقتًا حتى يكونَ لك عونًا لك على طاعة الله -سبحانه وتَعالى-، واجتهد في توثيق الصلة بالله -صباحًا ومساء- بأداء الفرائض والنوافل، وتلاوة القرآن والقرب من الله -تبارَك وتَعالى-؛ قال الله -عزَّ وجلَّ-: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقال -جلَّ وعلا-: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
هذه بعض الوصايا، والوصايا كثيرة، لكن أوصيكم ونفسي بالعناية بما ذُكر وبغيره، وأن يحرص على الخير -أينما كان، وحيثما وُجد-، وأن ينأى بنفسه عن إضاعة الوقت في القيل والقال، وأن يَحذر من لَوكِ أعراض المشايخ وطلبة العِلم والكلام فيهم -كما تعوَّد بعضُ الجهلة، وبعض المتعالِمين، وبعض الذين يريدون أن يصعدوا على حساب تشويه سُمعة الآخرين-.
اجتهدوا في فهم ذلك فهمًا جيِّدًا.
وأوصيكم ونفسي في خلاصة ختام هذه الكلمة: بتقوى الله -عزَّ وجلَّ-، في السِّر والعلَن، والمَنشط والمكره، وفي جميع الأحوال.
أسأل الله الكريمَ ربَّ العرش العظيم بأسمائهِ الحُسنى وصفاته العلى لنا ولكم التوفيق والسداد، والعِلم النافع، والعمل الصالح.
وصلَّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
************
الأسئلة -ابتداء من الدقيقة: (26:15) -:
يقول السائل: ما توجيهُ فضيلتُكم لمَن اشتغلوا بالكلام في طُلاب العِلم والعُلماء، وتتَّبعوا زلَّاتِهم وأخطاءَهم دون الرُّجوع إلى كبار العُلماء؟
والسؤال الثاني -يشبهه، ندمجه في الأول- يقول السائل: ما توجيهُكم لمَن أخذ العِلم عن صغار طلبة العِلم -خاصَّة-، خاصَّة في النوازِل، وتصدَّر هؤلاء الطُّلاب للفتوى والخوضِ في مسائل النوازل؟
الجواب: هذا ما أشرتُ أنا إليه في كلمتي، وأضيف أو أؤكد على ذلك بالقول:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 608