نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 605
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله مِن شُرور أنفسِنا، ومِن سيِّئات أعمالِنا، مَن يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يضللْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
إخواني وأحبَّتي في الله في تونس الشَّقيقة، أيُّها الإخوة طلبة العلم، أيها المسلمون:
مناسبة طيِّبة أن نتحدَّث مع إخواننا بكلمةٍ توجيهيَّة، أسأل الله أن ينفعني الله وإيَّاكم بها، وأن يثقِّل بها موازينَنا، وأن يجعلنا فيها من المُخلِصين المُصيبين في القول والعمل.
أيها الإخوةُ في الله:
أحمدُ الله -تبارَك وتَعالى- إليكم على ما منَّ به مِن نعمة هذا اللقاء عبر هذه الوسائل، والأمر الذي أريد أن أتحدث عنه -بادئ ذي بدء- هو العِلم والتعلم، والفقه في دين الله -سبحانهُ وتَعالى-؛ لأن هذا هو طريق الخلاص وطريق السَّير على جادة الصَّواب، والذي لا يمكن لعبدٍ مسلمٍ أن يعبدَ الله -تبارَك وتَعالى- إلا بهِ، قال الله -عزَّ وجلَّ-: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، وقال -تبارَك وتَعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، وقال -جلَّ وعلا-: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - يعرف المسلمُ الحقَّ من الباطل، والتوحيدَ من الشِّرك، والسُّنَّة من البدعةِ، والهُدى من الضلال، والحلالَ من الحرامِ.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تسلكُ الطريقَ الذي يوصلكَ إلى الجنَّة، «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له بهِ طريقًا إلى الجنةِ».
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تنالُ الرِّفعةَ في الدنيا والآخرة؛ {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تكونُ من ورثة الأنبياء والمرسَلين، قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «وإن العُلماء هم ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياءَ لم يُوَرثوا دينارًا ولا درهمًا، فمن أخذه؛ أخذ بحظٍّ وافرٍ».
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تُقيم دعوتَك على توحيد اللهِ، وتكونُ شاهدًا على التَّوحيد بعد شهادة اللهِ وملائكتِه، قال الله -عزَّ وجلَّ-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تضع لك الملائكةُ أجنحتَها رضًا بصنيعك، ورضاها دليلٌ على رضا خالقِها -سبحانهُ وتَعالى-.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تستغفر لك جميعُ المخلوقات حتى الحيتان في جوف البحر.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تعرفُ كيف تعبُد ربَّك عبادةً صحيحةً، لا عِوج فيها ولا أمتًا.
بالعِلم -يا عبدَ الله! - تصل إلى برِّ النجاةِ، وإلى جادة الصواب، بدلًا من التخبط الذي يتخبَّطه الكثير من الناس، الذين لم يتفقَّهوا في الدِّين، فتلتبس عليهم الأمور، وتدلهِمُّ أمامَهم الأشياء، فلا يفرِّقون بينها، وربَّما فعلوا الباطلَ يظنونه حقًّا، والحقَّ يظنونه باطلًا، {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
فالله الله أيها الإخوة في طلب العِلم الشَّرعي من مظانِّه على العُلماء الراسِخين في العلم؛ حتى نعبد الله على بصيرةٍ، وحتى تقوم دعوتنا على الوجهِ الذي يُرضي الله -عزَّ وجلَّ-؛ ولذلك: العِلم قبل القولِ والعمل، قال الله -سبحانهُ وتَعالى-: {فَاعْلَمْ أنَّه لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}.
أيها الإخوةُ في الله!
بعد هذه العجالة عن أهميَّة العلم؛ فإنَّ ثمةَ وصايا مختصرة أذكرُها في عناصرَ محدودة:
الأمر الأول: هو العِلم والتعلُّم -كما بيَّنا- في ضوء الكتاب والسُّنَّة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 605