responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 586
وأما قبول "النبي صل الله عليه وسلم" لظاهر بعض المنافقين ممن يعلم بنفاقه، فذلك امتثال لأمر الله فيهم بإجراء أحكام الدنيا عليهم، فقد كان يسر ببعض أسمائهم إلى حذيفة "رضي الله عنه". وقد أمره الله بجهاد المنافقين ببيان علاماتهم وسوء عاقبتهم، كما فُصل ذلك في كتاب الله وفي سنة رسول الله "صل الله عليه وسلم". وأما مداراته "صل الله عليه وسلم" لبعض الأشرار والجفاة فذلك من حسن خلقه "صل الله عليه وسلم" ولتألفهم على الإسلام. كما كان يخصهم بالعطايا لذلك، وليس في شيء من ذلك سكوت عن المنكر، وإظهار للموافقة عليه. والله أعلم.

وبعد؛ فلم يقف الرافضة في التقية التي يدينون بها وينسبونها إلى أئمة أهل البيت بل إلى رسول الله"صل الله عليه وسلم"كما تقدم، لم يقفوا عند حد الجواز والرخصة، بل جعلوها أصلاً من أصول مذهبهم ودينهم، وغلوا في ذلك فأوجبوها على أهل مذهبهم، وافتروا على الأئمة في ذلك أقوالاً يُعلم بالضرورة أنهم ما قالوها، كالأقوال التي وردت في السؤال، غيرها. وقال ابن بابويه- من علمائهم- في كتابة ((الاعتقادات)) (ص114): ((اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة من ترك الصلاة)).

وهذا يقتضي أن على كل شيعي أن يعمل بالتقية مع جميع المسلمين، ما عدا أهل مذهبه الشيعة. وهذا بعينه سبيل المنافقين إذا كانوا بين المسلمين، كما حكى الله عنهم: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ)،) البقرة:14). ولهذا تهيأ للرافضة من عصمة دمائهم وأموالهم، والعيش بين المسلمين أهل السنة ما تهيأ للمنافقين، فهم لا يظهرون أصول اعتقادهم الكفرية كتأليه الأئمة وتكفير الصحابة، ولعن الشيخين، ورمي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بما برأها الله منه، بل غاية ما يظهرونه بين المسلمين- إذا ضعفت دولة أهل السنة – بعض بدعهم العلمية، مثل إظهار الجزع قولاً وفعلاً- في يوم عاشوراء- على مقتل الحسين "رضي الله عنه"

وبما تقدم يتبين أن التقية عن الرافضة تضمنت عشرة أمور منكرة، وهي:
1 - مشابهة المنافقين بكتمان الباطل وإظهار الموافقة خداعاً للمؤمنين.
2 - اتخاذ التقية وسيلة لكيد أهل السنة وإلحاق الضرر بهم، والتدبن بذلك. ومع هذا فأهل السنة لا يظلمونهم في نفس ولا مال، ولكن ينكرون عليهم ما أظهروا من بدعهم ويأمرونهم بالمعروف يأمرونهم بالمعروف، قال الخبير بالروافض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
((وأما الرافضي فلا يعاشر أحداً إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد، يحمله على الكذب والخيانة، وغش الناس، وإرادة السوء بهم، فهو لا يألوهم خبالاً، ولا يترك شراً يقدر عليه إلا فعله بهم))
[منهاج السنة (6/ 425)]
3 - ابتداع شريعة في الدين لم يأذن بها الله.
4 - الغلو في هذه البدعة حتى جعلوها من أوجب الواجبات، ومن أعظم أصول الإسلام بزعمهم.
5 - أنهم بهذه البدعة فتحوا الباب للمنافقين، كالنصيرية والإسماعيلية والعُبيدية ونحوهم، فإنهم دخلوا في الإسلام من باب التشيع، فأبطنوا الكفر بالله ورسوله "صل الله عليه وسلم"، كما قال بعض أهل العلم في العبيديين ونحوهم: إنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.
6 - الافتراء على أمير المؤمنين علي "رضي الله عنه"، وعلى الأئمة بنسبة هذا الباطل إليهم.
7 - أنهم بالافتراء على أئمة أهل البيت بنسبتهم إلى التقية أفسدوا كل ما جاء عنهم مما يروونه أو يرونه من الحق، حيث حَمَلت الرافضة كل ذلك على التقية.
8 - نسبة أهل البيت إلى ترك الصدع بالحق.
9 - إضلال عوامهم حتى صاروا مذبذبين بين أئمتهم وبين إظهار موافقتهم لأهل السنة كحال المنافقين؛ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فعلى أئمة الرافضة مثل آثام من أضلوهم، كما قال "صل الله عليه وسلم":)) من دعا إلى ضلالة فعليه مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) رواه مسلم، وقال "صلى الله عليه وسلم" لهرقل: ((فإن توليت فعليك إثم الأريسيين)) رواه البخاري ومسلم.
10 - قطع الطريق على من يريد دعوتهم، فإنهم إن لم يبينوا عن حقيقة معتقدهم امتنعت مناظرتهم.

وههنا فروق بين التقية الشرعية والتقية الرافضية:
1) أن التقية الشرعية رخصة لا عزيمة، والتقية عند الرافضة واجبة.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست