نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 565
مثل الدنيا
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 01 - 2012, 01:41 م]ـ
البسملة1
(باب: مثل الدُّنيا في الآخرة.
وقوله -تعالى-: {إِنَّما الحياةُ الدُّنيا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينةٌ وتَفاخُرٌ بينكُمْ وتَكاثُرٌ في الأموالِ والأولادِ كَمَثلِ غَيثٍ أَعجبَ الكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وفِي الآخرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمغفِرَةٌ منَ اللهِ ورِضوانٌ ومَا الحياةُ الدُّنيا إِلا مَتاعُ الغُرورِ}.
(6052) حدَّثنا عبدُ الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: سمعتُ النبيَّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- يقولُ:
"مَوضعُ سَوطٍ في الجنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها، ولَغَدوةٌ في سبيلِ اللهِ أو رَوحةٌ خيرٌ مِن الدُّنيا وما فيها"). "صحيح البخاري"
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 01 - 2012, 01:42 م]ـ
قال -تَعالَى-: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].
قال ابن القيِّم -رحمهُ الله-:
(شبَّه الله -سُبحانهُ- الحياةَ الدُّنيا في أنَّها تتزيَّنُ في عَين النَّاظر فتروقُه بِزينتِها وتُعجبُه فيميلُ إليها ويهواها -اغترارًا منه بها-، حتى إذا ظنَّ أنَّه مالكٌ لها، قادرٌ عليها؛ سُلِبَها بغتةً أحوج ما كان إليها، وحيلَ بينه وبينها؛ فشبَّهها بالأرض التي ينزل الغيثُ عليها، فتعشب ويحسنُ نباتُها، ويروق منظرُها للنَّاظر، فيغتر بها، ويظن أنَّه قادرٌ عليها، مالكٌ لها؛ فيأتيها أمرُ الله؛ فتدركُ نباتَها الآفةُ بغتةً؛ فتصبحُ كأن لم تكنْ قبل، فيخيب ظنُّه، وتصبحُ يداهُ منها صِفرًا.
فهكذا حال الدُّنيا والواثق بها سواء، وهذا مِن أبلغ التَّشبيه والقياس). ["بدائع التفسير" (2/ 397 - 398)]
(وهذا المَثلُ مِن أحسنِ الأمثلة، وهو مُطابقٌ لحالةِ الدُّنيا، فإنَّ لذَّاتِها وشَهواتِها وجاهِها -ونحو ذلك- يَزهو لصاحبِه إن زَهَا وقتًا قصيرًا، فإذا استكملَ وتمَّ؛ اضمَحلَّ، وزال عن صاحِبِه، أو زال صاحبُه عنه؛ فأصبح صِفرَ اليَدَين منها، مُمتلئَ القلبِ من همِّها وحزنِها وحسرتِها). [تفسير السعدي -رحمه الله-]
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 01 - 2012, 01:43 م]ـ
قال -تَعالى-: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف: 45].
قال السعدي -رحمهُ الله-:
(يقولُ -تَعالَى- لنبيِّه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-أصلًا-، ولمَن قام بوراثتِه بعده -تبعًا-: اضرب للنَّاس مَثلَ الحياة الدُّنيا؛ ليتصوَّروها حقَّ التَّصوُّر، ويعرفوا ظاهِرَها وباطنها، فيقيسوا بينها وبين الدَّار الباقية، ويُؤثروا أيهما أولى بالإيثار.
وأنَّ مثل هذه الحياةِ الدُّنيا كمَثل المَطر، يَنزل على الأرض، فيختلط نباتها، تنبت مِن كلِّ زوج بهيج، فبينا زهرتُها وزخرفها تسرُّ الناظِرين، وتُفرح المُتفرِّجين، وتأخذ بعيون الغافِلين؛ إذ أصبحت هشيمًا تذروهُ الرِّياح، فذهب ذلك النباتُ النَّاضِر، والزَّهرُ الزَّاهر، والمنظر البهيُّ، فأصبحت الأرض غبراءَ ترابًا، قد انحرف عنها النَّظر، وصدف عنها البصرُ، وأوحشت القلبَ!
كذلك هذه الدُّنيا: بينما صاحبُها قد أعجب بشبابِه، وفاق فيها على أقرانِه وأترابِه، وحصَّل درهمَها ودينارَها، واقتطف مِن لذَّته أزهارَها، وخاض في الشَّهواتِ في جميع أوقاتِه، وظن أنه لا يزال فيها سائرَ أيَّامه؛ إذ أصابه الموتُ أو التلفُ لمالِه؛ فذهب عنه سرورُه، وزالت لذتُه وحبورُه، واستوحش قلبُه مِن الآلام، وفارق شبابَه وقوَّتَه ومالَه، وانفرد بِصالحِ أو سيِّئِ أعماله، هنالك يعضُّ الظالم على يدَيْه، حين يعلم حقيقةَ ما هو عليه، ويتمنَّى العودَ إلى الدنيا، لا ليستكملَ الشَّهوات؛ بل ليستدركَ ما فرط منه مِن الغفلات بالتَّوبة والأعمال الصَّالحات.
فالعاقلُ الجازمُ المُوفَّق، يعرض على نفسِه هذه الحالة، ويقول لنفسِه: قدِّري أنكِ قد مِتِّ، ولا بدَّ أن تموتي؛ فأي الحالتَين تختارين؟ الاغترار بزُخرفِ هذه الدَّار، والتمتُّع بها كتمتُّع الأنعام السَّارحة؟ أم العمل لدارٍ أُكلُها دائمٌ وظِلها، وفيها ما تشتهيه الأنفسُ وتلذُّ الأعين؟
فبهذا يُعرف توفيقُ العبد مِن خذلانه، وربحُه مِن خسرانِه).
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 01 - 2012, 01:44 م]ـ
قال -تَعالَى-: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].
(ضرَب للدُّنيا مَثلًا بِغيثٍ نزل على الأرض، فاختلطَ به نباتُ الأرضِ ممَّا يأكل الناسُ والأنعامُ، حتى إذا أخذت الأرضُ زُخرُفَها، وأعجب نباتُه الكفارَ، الذين قصَرُوا همَّهُم ونظرَهم إلى الدنيا؛ جاءها مِن أمر الله [ما أتلفَها]؛ فهاجَت ويَبست، فعادت على حالِها الأُولى، كأنَّه لم يَنبتْ فيها خضراء، ولا رُؤي لها مرأًى أنيق!
كذلك الدُّنيا: بينما هي زاهيةٌ لصاحبِها زاهرة -مهما أراد مِن مطالبها حصل، ومهما توجَّه لأمر مِن أمورها وجد أبوابَه مفتَّحة-؛ إذ أصابها القدَرُ بما أذهبها مِن يده، وأزال تسلُّطَه عليها، أو ذهب به عنها؛ فرحل منها صِفر اليَدَين، لم يتزودْ منها سوى الكفَنِ!
فتبًّا لِمَن أضحت هي غايةَ أمنيتِه، ولها عَمَله وسَعيه). "تفسير السعدي"
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 565