نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 563
وقال العَلَّامةُ ابنُ القيِّمِ رحمه الله تعالى في (بَدائِع الفَوائِد: 1/ 170): «... مَا يُطلَقُ عليه سُبحانَه في بابِ الأسماءِ والصَّفاتِ تَوقيفيٌّ، وما يُطلَقُ عليه في بابِ الإخبارِ لا يَجبُ أن يكونَ تَوقيفيًّا، كالقَديمِ والشَّيءِ والموجودِ والقَائمِ بنَفسِه» اهـ
فيه بَيانُ أنَّ ما كانَ مِن الصِّفاتِ ذاتيًّا فهو قديمٌ غيرُ مُتجدِّدٍ كذَاتِه عزَّ وجلَّ في القِدَمِ، ومعنَى هذا أنَّ هُناكَ مِن الصِّفاتِ مَا هُو مُتجدِّدٌ، وهي الصِّفاتُ الفعليَّةُ، وما جَمعَ بينَ القِسمَينِ مِثل الكَلامِ، فهُو مِن حَيثُ كونُه كالذَّاتِ غيرُ مُتجدِّدٍ، ومِن حَيثُ كونُه فِعليًّا مُتجدِّدٌ، والله تعالى أعلَم.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[07 - 02 - 2012, 12:25 م]ـ
*******
16. «قَالُوا: فَأَنْتَ تَرَاهُ جِسْمًا؟ قُلْ لَنَا» .........
......... ......... «فَأَجَبْتُ: لَفْظٌ مُجْمَلٌ لَمْ يُسْنَدِ»
*******
أَصلُ هذا البَيتِ عندَ النَّاظمِ رحمه اللهُ تعالَى هكذَا:
«قَالُوا: فَأَنْتَ تَرَاهُ جِسْمًا؟ قُلْ لَنَا».>> «قُلْتُ: المُجَسِّمُ عِنْدَنا كَالمُلْحِدِ»
قالَ الشَّيخُ البرَّاكُ حفظهُ الله تعالَى:
«... أجابَ النَّاظمُ رحمهُ الله تعالَى عن هذا السُّؤالِ بقَولِه: «قُلْتُ: المُجَسِّمُ عِنْدَنا كَالمُلْحِدِ» وظاهرٌ مِن جَوابِه أنَّه يَنفِي أن يكونَ الله جِسمًا، وأنَّ مَن قالَ: «إنَّ اللهَ جِسمٌ» فإنَّه كالمُلحِدِ، هذا جوابُه.
ووصفُ الله عزَّ وجلَّ بأنَّه جِسمٌ أو لَيس بجِسمٍ هو ممَّا لم يتكلَّمْ به السَّلفُ، ولم يَرِدْ في كتابِ الله عزَّ وجلَّ، ولا في سُنَّةِ رسولِه صلَّى الله عليهِ وعلَى آلِه وسلَّم ذِكرُ هذَا اللَّفظِ، لا نَفيًا ولا إثباتًا، وهكذا أهلُ السُّنَّة لم يتكلَّموا في ربِّ العالمينَ بمِثلِ هذا، فلم يَقولُوا: إنَّ الله تعالَى جِسمٌ، ولا إنَّه ليس بجِسمٍ، ولا يَرتضونَ إطلاقَ هذا اللَّفظِ في النَّفي ولا في الإثباتِ؛ لأمرَينِ:
* أوَّلًا: لأنَّه لَم يَرِدْ وَصفُ الله عزَّ وجلَّ بهذا اللَّفظِ لا نَفيًا ولا إثباتًا، وهُم يَقفونَ معَ النُّصوصِ.
* ثانيًا: لأنَّ لَفظَ الجسمِ لَفظٌ مُجمَلٌ، يَحتمِلُ مَعانِيَ كثيرةً، مِنها ما هو حَقٌّ يُمكِنُ إضافتُه إلى الله عزَّ وجلَّ، ومِنها ما هو باطلٌ لا تَجوزُ إضافتُه إلى الله عزَّ وجلَّ» اهـ
ثمَّ قالَ حفظهُ الله تعالَى: «وأمَّا طَوائفُ المتكلِّمينَ فجُمهورهُم كالجهميَّةِ والمعتزلةِ والأشاعرةِ أيضًا كلُّهم يَنفُون أن يَكونَ الله جِسمًا، فهم يُطلِقُونَ هذا اللَّفظَ على سَبيلِ النَّفيِ، وكَلامُ النَّاظِمُ هُنا جارٍ على هَذا المَسْلَكِ ... ويُقابِلُ هؤلاءِ كلَّهم الكَرَّامِيَّةُ، فإنَّهم يُثبِتونَ لَفظَ الجِسمِ لله عزَّ وجلَّ، ويَقولونَ: إنَّ الله جِسمٌ، وكلُّ هؤلاءِ – النَّافي والمُثبِت – مُبتدِعٌ» اهـ
قلتُ: ولذا قلتُ في الجوابِ تَصحيحًا: «فَأَجَبْتُ: لَفْظٌ مُجْمَلٌ لَمْ يُسْنَدِ» ومَعناهُ: أنَّ هذا اللَّفظَ لا يَصِحُّ إثباتُه ولا نَفيُه عن الله عزَّ وجلَّ، لما سبقَ مِن أنَّه:
ـ «لَفْظٌ مُجمَلٌ»: يَشتَملُ على مَعانٍ، منها ما هُو حقٌّ، ومنها ما هو باطِلٌ، فلا يَصحُّ فيه النَّفيُ المطلَقُ أو الإثباتُ المطلَقُ، بل لابدَّ من التَّفصيلِ فيهِ، فإن كانَ مُرادُ القائلِ به حقًّا وَجبَ القَولُ بهذا الحقِّ، وإن كانَ مُرادُه باطلًا رُدَّ.
ـ وأنَّه: «لَمْ يُسْنَد»: ولم يَرِدْ في الكتابِ ولا في السُّنَّةِ، إثباتًا أو نَفيًا، فالوَاجِبُ الإعراضُ عنه وعَن ما يُماثِلُه مِن الألفاظِ المُجْمَلةِ، كالجِهَةِ والحيِّزِ، ونحوِها مما لَمْ يَرِدْ في المنقولِ إثباتُه ولا نَفيُه.
واللهُ تعالَى أَعلَمُ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 563