نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 473
* قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: " وفصل الخطاب في هذا الباب بأن الصحبة إذا أطلقت فهي في المتعارف تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يكون الصاحب معاشراً مخالصاً كثير الصحبة, فيقال: هذا صاحب فلان, كما يقال: خادمه, لمن تكررت خدمته, لا لمن خدمه يوماً أو ساعةً.
والثاني: أن يكون صاحباً في مجالسة أو مماشاة ولو ساعة, فحقيقة الصحبة موجودة في حقه وإن لم يشتهر بها.
فسعيد بن المسيب إنما عنى القسم الأول, وغيره يريد هذا القسم الثاني.
وعموم العلماء على خلاف قول ابن المسيب, فإنهم عدوا جرير بن عبد الله من الصحابة, وإنما أسلم في سنة عشر, وعدوا في الصحابة من لم يغزُ معه, ومن توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صغير السن.
فأما من رآه ولم يجالسه ولم يماشه فألحقوه بالصحابة إلحاقاً, وإن كانت حقيقة الصحبة لم توجد في حقه". "تلقيح مفهوم أهل الأثر"ص101
قلت: وقد علمت مسبقاً أن الأثر لا يصح أصلاً, ولكن هذا التفصيل تمشياً مع القوم على فرض صحته.
حَيْرة:
عجباً لهؤلاء الحزبيين, أهم من أهل السنة حقاً! كيف يحملون في قلوبهم على هذا الصحابي, ويجلبون بخيلهم ورجلهم لنفي الصحبة عنه, متبنين الأقوال الضعيفة, تاركين الأقوال المسندة الصحيحة التي عليها جماهير أهل العلم والفضل من السلف الصالح, فقط من أجل تمشية قول رمزهم ومؤسس حزبهم (النبهاني) وعدم تخطئته, تالله إنها لعين العصبية الجاهلية التي قال فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "دعوها فإنها نتنة". ويلهم أما علموا أن الشيعة الذين لم يسلم منهم أحد من الصحابة إلا وسبوه, قد أثبتوا صحبة معاوية, فالشيعة حتى مع سبهم له يثبتون صحبته, ويزعمون أنه قد نزل في حقه آيات من القرآن في الوعيد, وأما حزب التحرير ـ من أهل السنة زعموا ـ ينفون صحبته!!!!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
شيء من فضائل معاوية ـ رضي الله عنه ـ:
1. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به. يعني معاوية ". أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة/1969)
2. قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ". أخرجه أحمد وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة/3227)
3. عن أم حرام قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: " أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: " لا ". أخرجه البخاري (2924)
قال المهلب: " في الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ".
وقال الحافظ: " وقوله "قد أوجبوا " أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة ". (من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية) ص143
* قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " قال ابن وهب عن مالك عن الزهري قال: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ, فقال لي: اسمع يا زهري, من مات محباً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وشهد للعشرة بالجنة وترحم على معاوية كان حقاً على الله أن لا يناقشه الحساب. وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز. وقال محمد بن يحيى بن سعيد: سئل ابن المبارك عن معاوية, فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: سمع الله لمن حمده, فقال خلفه: ربنا ولك الحمد. فقيل له: أيهما أفضل هو أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لتراب في منخري معاوية مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز. وقال غيره: عن ابن المبارك قال: معاوية عندنا محنة, فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ـ يعني الصحابة ـ. وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سئل المعافى بن عمران: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب, وقال للسائل: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين؛ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله, وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكذا قال الفضل بن عتيبة, وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: معاوية ستر لأصحاب محمد ـ صلى الله
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 473