responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 472
قلت: وكل ذلك متحقق في معاوية ـ رضي الله عنه ـ, فقد عرفت صحبته بالتواتر والاستفاضة, وتلقي الأمة ذلك جيلاً عن جيل, وشهد له غيره من الصحابة بالفضل وعلو المنزلة, وروى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكثير من الأحاديث سماعاً ومشاهدةً. فلا يضره ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ عدم شهادة حزب التحرير له بالصحبة, فإن شهادة حزب التحرير ليست من الأمور التي تعرف بها الصحبة! كما عند المحققين من أهل العلم! ولو كانت تشترط لذكرها الحافظ ابن كثير وغيره.
3ـ على فرض صحة الأثر الذي ينقلونه عن ابن المسيب ـ رحمه الله ـ فإنه لا حجة فيه لنفي الصحبة عن معاوية, بل هو حجة في إثبات صحبته, كما تقدم في بداية الكلام, في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غزا غزوتين بعد فتح مكة, بل هي ثلاثة: حنين, والطائف, وتبوك؛ فلا يستبعد كون معاوية قد شهدها, وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد عاش بعد الفتح أكثر من سنتين, فلا يستبعد أيضاً ملازمة معاوية له هذه المدة خاصة وأنه من كُتَّاب الوحي.
4ـ هذا الأثر عن سعيد بن المسيب لا يصح سنداً ولا متناً, وإليكم كلام أهل العلم في ذلك:
* قال النووي ـ رحمه الله ـ في "التقريب": " وعن سعيد بن المسيب أنه لا يعد صحابياً إلا من أقام مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة أو سنتين, أو غزا معه غزوة أو غزوتين, فإن صحَّ عنه فضعيفٌ, فإن مقتضاه أن لا يُعَدَّ جرير البجليُّ وشِبهُه صحابياً, ولا خلاف أنهم صحابة".
قلت: قول النووي: " فإن صحَّ عنه فضعيفٌ " أي إن صح سنداً فلا يصح متناً, لأنه مخالف لما عليه جماهير أهل العلم, ويترتب عليه أمور لا يقول بها حتى من يتبنى هذا التعريف.
قال الحافظ السيوطي ـ رحمه الله ـ شارحاً: " (فإن صح) هذا القول (عنه فضعيف فإن مقتضاه أن لا يعد جرير) بن عبد الله (البجلي وشبهه) ممن فقد ما اشترطه كوائل بن حُجر (صحابياً ولا خلاف أنهم صحابة).
قال العراقي: ولا يصح هذا عن ابن المسيب, ففي الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي ضعيف في الحديث ". "تدريب الراوي"ص376
* قال ابن الصلاح ـ رحمه الله ـ: " وقد روينا عن سعيد بن المسيب: أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين. وكأن المراد بهذا ـ إن صح عنه ـ راجع إلى المحكي عن الأصوليين. ولكن في عبارته ضيق يوجب ألا يُعَدَّ في الصحابة جرير بن عبد الله البجلي, ومن شاركه في فَقْد ظاهر ما اشترطه فيهم, ممن لا يُعرف خلافٌ في عده من الصحابة ". " مقدمة ابن الصلاح" (1/ 171)
* قال الحافظ العلائي ـ رحمه الله ـ معقباً على كلام ابن الصلاح: " قلت: مثل وائل بن حجر، ومعاوية بن الحكم السلمي، وخلق كثير ممن أسلم سنة تسع وبعدها، وقدم عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأقام عنده أياماً، ثم رجع إلى قومه، وروى عنه أحاديث.
اللهم إلا أن يُؤوَّل كلامُ سعيد بن المسيِّب على من يعطى كمال الصحبة المقتضي للعدالة، على ما اختاره الإمام المازري ـ كما سيأتي إن شاء الله ـ من قوله: "إن العدالة المطلقة إنما يحكم بها لأمثال هؤلاء"، وهو قول مرجوح أيضاً كما سنبينه إن شاء الله تعالى". "تحقيق منيف الرتبة" ص38

* قال الحافظ السخاوي ـ رحمه الله ـ: " وهو ظاهر في توقفه ـ أي ابن الصلاح ـ في صحته عن سعيد, وهو كذلك, فقد أخرجه ابن سعد عن الواقدي وهو ضعيف في الحديث.

وحكى ابن سعد عنه ـ أي الواقدي ـ أيضاً أنه قال: رأيت أهل العلم يقولون غير ذلك, ويذكرون جرير بن عبد الله وإسلامه قبل وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخمسة أشهر أو نحوها". "فتح المغيث" (3/ 102)
قلت: وإليك كلام أئمة الجرح والتعديل في الواقدي:
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في "السير" (9/ 454ـ462): " أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه.
ثم قال: وذكره البخاري, فقال: سكتوا عنه, تركه أحمد وابن نُمير.
وقال مسلمٌ وغيره: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
ثم قال الذهبي: وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب.
وعن ابن معين قال: ليس الواقدي بشيء, وقال مرة: لا يكتب حديثه.
وقال الدولابي: حدثنا معاوية بن صالح, قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب". اهـ
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست