نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 471
وما ذكرته آنفاً من أن حزب التحرير نفوا الصحبة عن معاوية من أجل جرحه والطعن فيه حقيقة ثابتة, انظر ماذا يقول محمد الشويكي ـ التحريري سابقاً ـ في كتابه"الصواعق الهاوية"ص37: "ثم إن نفيهم ـ أي حزب التحرير ـ لصحبة معاوية جعلهم يتطاولون عليه ويجرحونه, فقد جاء في كتاب "نظام الحكم في الإسلام" وهو من منشورات حزب التحرير الطبعة الثانية 1374هـ ـ 1953م والثالثة 1410هـ ـ 1990م والطبعة الرابعة 1417هـ ـ 1996م والطبعة السادسة وأظنها الخامسة لكنهم أخطأوا ربما في الطباعة وهي مؤرخة 1422هـ ـ 2002م وكل هذه الطبعات ذكرت معاوية وتهجمت عليه منذ خمسين عاماً, وذلك في باب (ولاية العهد من الكتاب المذكور) , فقالوا عنه: إنه ابتدع منكراً, وإنه يحتال على النصوص الشرعية, وإنه يتعمد مخالفة الإسلام, وإنه لا يتقيد بالإسلام, وإن طريقة اجتهاده على أساس المنفعة لا على أساس الإسلام.
وفي كتاب يسمونه: "الكراسة" أو "إزالة الأتربة" يتهمون معاوية بالإجرام والكذب, وذلك في باب "مغتصب السلطة".اهـ
قلت: سبحان الله! ما أشبه اليوم بالبارحة, ما أشبه طعنهم هذا بما يقوله الخوارج والشيعة والمعتزلة والجهمية في حق الصحب الكرام رضوان الله عليهم.
حزب التحرير يقول:
جاء في ما يسمى بـ (الملف الفكري) (ص148) لحزب التحرير ما نصه: " الصحابي وكل من تتحقق فيه معنى الصحبة, وفُسِّر بأنه إذا صحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة أو سنتين, وغزا معه غزوة أو غزوتين, ومعاوية أسلم وعمره 13 سنة, ولم يرد أنه ذهب إلى المدينة وسكن فيها في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحَبَه, والرسول مكث في مكة مدة قصيرة لا تتحقق فيها معنى الصحبة, وعليه فمعاوية ليس صحابياً ".اهـ
وقال النبهاني في كتاب "الشخصية الإسلامية" (1/ 43): "ومثلاً قد يقال: معاوية بن أبي سفيان رأى الرسول واجتمع به, وكل من رأى الرسول واجتمع به فهو صحابي, فالنتيجة أن معاوية بن أبي سفيان صحابي, وهذه النتيجة خطأ, فليس كل من رأى الرسول واجتمع به صحابي, وإلا لكان أبو لهب صحابياً".اهـ
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق:
والرد على هذه الترهات والمغالطات من عدة وجوه:
1ـ أن هذا التعريف للصحابي مخالف لتعريف جماهير المحققين من أهل العلم:
* قال النووي ـ رحمه الله ـ: " فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو لحظة. هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة ". "شرح مسلم" (1/ 35)
وقال ـ رحمه الله ـ: " إن الصحيح الذي عليه الجمهور, أن كل مسلم رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولو ساعة فهو من أصحابه ". "شرح مسلم" (16/ 85)
* وقال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " الصحابي: من رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حال إسلام الرائي, وإن لم تطل صحبته له, وإن لم يروِ عنه شيئاً.
هذا قول جمهور العلماء, خلفاً وسلفاً ". "الباعث الحثيث" (2/ 491)
* وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: " أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مؤمناً به ومات على الإسلام, فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت, ومن روى عنه أو لم يروِ, ومن غزا معه أو لم يغزُ, ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه, ومن لم يره لعارض كالعمى, .... ثم قال: وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين, كالبخاري, وشيخه أحمد بن حنبل, ومن تبعهما, ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة ". "الإصابة في تمييز الصحابة" (1/ 7)
2ـ قرر أهل العلم أن الصحابي يُعرف بعدة أمور, ليس فيها ولا منها من قريب ولا من بعيد شهادة حزب التحرير له بأنه صحابي!!
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " وتعرف صحبة الصحابة تارة بالتواتر, وتارة بأخبار مستفيضة, وتارةً بشهادة غيره من الصحابة له, وتارةً بروايته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سماعاً أو مشاهدةً مع المعاصرة ". " الباعث الحثيث" (2/ 491)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 471