نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 425
تاريخ صلاة الخوف
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[15 - 05 - 2012, 09:30 م]ـ
من "رسالة الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية" للشيخ محمد بخيت المطيعي، ص3 - ص18، مطبعة النيل بمصر، 1324هـ.
...
قد اختلف العلماء في ذلك في كون صلاة الخوف كانت مشروعة قبل الخندق، مع اتفاق الجميع على أنه صلى الله عليه وسلم صلاها بذات الرقاع ولم يصلها يوم الخندق. ومنشأ هذا الاختلاف هو اختلاف الروايات في أن غزوة ذات الرقاع كانت قبل الخندق أو بعدها. قال البدر العيني في عمدة القاري: قال ابن إسحاق: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبه من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر رضي الله عنه. قال ابن هشام: ويقال: عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال أبو إسحاق: فسار حتى نزل نجدا وهي غزوة ذات الرقاع.
قلت: ذكرها في السنة الرابعة من الهجرة، وكانت فيها غزوة بني النضير أيضا، وهي التي أنزل الله تعالى فيها سورة الحشر. وحكى البخاري عن الزهري عن عروة أنه قال: كانت غزوة بني النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد، وكانت غزوة أحد في شوال سنة ثلاث.
واختلفوا في أي سنة نزل بيان صلاة الخوف، فقال الجمهور: إن أول ما صليت في غزوة ذات الرقاع. قاله محمد بن سعد وغيره. واختلف أهل السير في أي سنة كانت فقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس، وقيل: سنة ست، وقيل: سنة سبع. فقال ابن إسحاق: كانت أول ما صليت قبل بدر الموعد. وذكر ابن إسحاق وابن عبد البر أن بدر الموعد كانت في شعبان في سنة أربع. وقال ابن إسحاق: وكانت ذات الرقاع في جمادى الأولى. وكذا قال أبو عمر بن عبد البر: إنها في جمادى الأولى سنة أربع. اهـ. وقد حكي عن طائفة من الفقهاء منهم المزني من الشافعية أنهم قالوا: إن غزوة ذات الرقاع كانت في جمادى الآخرة من السنة الرابعة وغزوة الخندق في شوال من السنة الخامسة، وإن صلاة الخوف شرعت في غزوة ذات الرقاع.
وأجاب أكثرهم عن الترك يوم الخندق أنه نسخ بصلاة الخوف المشروعة قبله، وسيأتي ما فيه. وقال ابن حجر في فتح الباري: إن أصحاب المغازي مع جزمهم بأنها يعني ذات الرقاع كانت قبل خيبر مختلفون في زمانها؛ فعند ابن إسحاق أنها بعد بني النضير وقبل الخندق سنة أربع. قال ابن إسحاق: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى يعني من سنته، وغزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان حتى نزل نخلا وهي غزوة ذات الرقاع. وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس، وأما أبو موسى بن عقبة فجزم بتقديم وقوع غزوة ذات الرقاع، لكن تردد في وقتها، فقال: لا ندري كانت قبل بدر أو بعدها، أو قبل أحد أو بعدها. اهـ. وغزوة الخندق وهي الأحزاب قال البخاري في صحيحه: قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع. اهـ. قال ابن حجر: وتابع موسى على ذلك مالك، وأخرجه أحمد عن موسى بن داود عنه. وقال ابن إسحاق: كانت في شوال سنة خمس. وبذلك جزم غيره من أهل المغازي. ومال المصنف يعني البخاري إلى قول ابن عقبة، وقواه بما أخرجه أول أحاديث الباب من قول ابن عمر: "إنه عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة، ويوم الخندق وهو ابن خمس عشرة" فيكون بينهما سنة واحدة وأحد كانت سنة ثلاث، فيكون الخندق سنة أربع. ولا حجة فيه إذا ثبت أنها كانت سنة خمس؛ لاحتمال أن يكون ابن عمر في أحد كان في أول ما طعن في الرابعة عشر وكان في الأحزاب قد استكمل الخمس عشرة، وبهذا أجاب البيهقي. ويؤيد قول ابن إسحاق أن أبا سفيان قال للمسلمين لما رجع عن أحد: "موعدكم العام المقبل ببدر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من السنة المقبلة إلى بدر، فتأخر مجيء أبي سفيان تلك السنة للجدب الذي كان حينئذ، وقال لقومه: إنما يصلح الغزو في سنة الخصب. فرجعوا بعد أن وصلوا إلى عسفان أو دونها". ذكر ذلك ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي. وقد بين البيهقي سبب هذا الاختلاف، وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة، ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول. وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه، فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى، وأن غزوة أحد كانت في السنة الثانية، وأن الخندق كانت في الرابعة. وهذا عمل صحيح على ذلك البناء،
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 425