نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 423
وقال عنه في ص160 - 161 تعليق 19:إسنادُه ضعيفٌ لأنّ فيه مجهولا، وأيضًا فكان العباس ذلك الوقت على جاهليّته، ولهذا إن صحّ الحديث لم يقبلِ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم روايتَه وقال له: لم أسمع، وقد تقدّم أنّه بعد إسلامه قال: يارسول الله هل نفعت أبا طالب بشيءٍ فإنّه كان يحوطُك ويغضبُ لك، فلو كان العبّاسُ عنده علمٌ من إسلام أخيه أبي طالب لَمَا قال هذا، ولَمَا سكت عند قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (هو في ضحضاحٍ من النّار)،ولَقال: إنّي سمعتُه يقول: لا إله إلاّ الله، ولكنّ الرّافضة قومٌ بهتٌ.
ص160:ورُوي عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم عارَضَ جنازة أبي طالب فقال: (وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يا عمّ وجُزيتَ خيرًا).
تعليق 20:تفرّد به إبراهيم بن عبد الرّحمن الخُوارزميّ. وهو منكرُ الحديث يَروي عن عيسى غُنْجار، والفضل الشّيبانيّ.
ذكر معراج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى السّماء: ص175:أخبرنا إسماعيل بن عبد الرّحمن المرداويّ، أنبأ محمّد عبد الله بن أحمد الفقيه، أنبأ هبة الله بنُ الحسن بنِ هلال، أنبأ عبدُ الله بنُ عليّ بن زكريا سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أنبأ عليُّ بن محمد بن عبد الله، أنبأ أبو جعفر محمد بنُ عَمرو، ثنا سعدان بنُ نصر، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ قال: أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بن محمد، عَنْ عَائِشَةَ أنّها قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الفِرْيَةَ على الله، وَلَكِنّه رَأَى جِبْرِيلَ مرّتين فِي صُورَتِهِ وَخَلْقه، سَادًّا مَا بَيْنَ الْأُفُقِ.
تعليق 21:أخرجه البخاريّ عن محمّد بنِ عبد الله بن أبي الثّلج، عن الأنصاريّ.
قلت: قد اختلف الصّحابة في رؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربّه، فأنكرتْها عائشة، وأمّا الرِّوايات عن ابن مسعود، فإنّما فيها تفسير ما في النّجم، وليس في قوله ما يدلّ على نفي الرُّؤية لله. وذكرها [البخاريّ] في الصَّحيح وغيرُِه.
ص182 - 183: وبعد إيراده لبعض أحاديث الإسراء والمعراج الثّابتة في صحيح البخاريّ، ومسلم قال:
تعليق 22:فإن قيل: فقد صحّ عن ثابت وسليمان التّيمي عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَتيْتُ على موسى ليلةَ أُسريَ بي عند الكَثيب الأحمر، وهو قائمٌ يُصلِّي في قبره، وقد صحّ عن أبي سَلَمَة عن أبي هريرة أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيتُني في جماعةٍ من الأنبياء، فإذا موسى يُصلّي، وذكرَ إبراهيم، وعيسى. قال: فحانتِ الصّلاة فأَمَمْتُهُم). ومن حديث ابن المسيّب أنّه لَقِيَهم في بيت المقدس. فكيف الجمع بين هذه الأحاديث وبين ما تقدّم، مِن أنّه رأى هؤلاء الأنبياء في السّماوات، وأنّه راجَعَ موسى؟.
فالجواب: أنّهم مُثِّلُوا له، فرآهم غيرَ مرّة، فرأى موسى في مَسيره قائمًا يُصلّي في قبره، ثمّ رآه في بيتِ المقدس، ثمّ رآه في السّماء السّادسة هو وغيرُه، فعُرِجَ بهم، كما عُرِجَ بنبيِّنا صلواتُ الله على الجميع وسلامُه، والأنبياءُ أحياءٌ عند ربِّهم، كحياةِ الشّهداء عند ربّهم، وليستْ حياتُهم كحياة أهل الدنيا، ولا حياةِ أهلِ الآخرة، بل لونٌ آخر، كما وردَ أنّ حياةَ الشّهداء بأنْ جعلَ اللهُ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضْرٍ، تَسرحُ في الجنّة وتَأوِي إلى قناديل مُعلّقة تحت العرش، فهم أحياءٌ عند ربّهم بهذا الاعتبار كما أخبرَ سبحانه وتعالى، وأجسادُهم في قبورهم. وهذه الأشياءُ أكبرُ من عقول البشر، والإيمانُ بها واجبٌ كما قال تعالى: (الّذين يُؤمنون بالغَيبِ).
يتبع / وكتب: محمد تبركان