نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 360
هذه قاعدةٌ مُتمِّمةٌ للقاعدةِ السَّابقةِ، فيما ما جاءَ في سِياقِ ذِكرِ النَّفعِ والضَّرِّ مُقترنَينِ، لكن على صيغةِ الفِعلِ، سواءٌ أُسنِدَ إلى ضَميرِ الغائبِ مُفردًا أو جَمعًا، أو أُسنِدَ إلى ضَميرِ المخاطَبِ مُفردًا أو جَمعًا، أو أُسنِدَ إلى ضَميرِ الجمعِ المتكلِّمِ، وقد وَردَت في سَبعةِ مَواضِع، تَقدَّم ذِكرُ النَّفعِ مِنها على الضَّرِّ في أَربعةِ مَواضِع، وقُدِّمَ ذِكرُ الضَّرِّ في الباقِي، فالقاعدةُ أنَّ النَّفعَ مُقَدَّمٌ في الأَفعالِ إلَّا في ثَلاثةِ مَواضِع:
وردة1الموضعُ الأوَّلُ: (في أَوَّلِ الطِّوالِ) أي: في سُورَةِ البَقرَةِ، وذلك في قولِه تعالى: ((... وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ...)). 102
وردة1الموضعُ الثَّاني: في (بَدءِ يُونُس) أي: الموضِع الأوَّلِ في سُورةِ يُونسَ، وذلك في قولِه تعالى: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ)). 18
وإنَّما قيَّدتُ فقُلتُ: (وَبَدْءِ يُونُس) لأنَّ الموضِعَ الأَخيرَ مِن سُورةِ يُونُسَ قُدِّمَ فيه النَّفعُ على الضَّرِّ، في قولِه تعالى: ((وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ)) 106، فهو مُوافِقٌ لِلقاعِدَةِ.
وردة1الموضِعُ الثَّالِثُ: في سُورةِ الحجِّ في قولِه تعالى: ((يَدْعُوا مِن دُونِ الله مَا لَا يَضُرُّهُ ومَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَـ?لُ البَعِيدُ.*. يَدْعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ...)) 12/ 13.
ويُلاحَظُ في هَذا الموضِع الأَخيرِ كذلك مَجيءُ النَّفعِ والضَّرِّ على صيغَةِ المصدَرِ مَرفوعًا، وهو مما استَثْنيَناهُ سابقًا في القَاعدةِ الأولَى.
ومَن تَأمَّلَ وَجدَ أنَّ آيةَ سُورةِ البَقرةِ وآيةَ سُورةِ الحجِّ لا تُشكِلُ علَى الحفَّاظِ غالبًا، لأنَّ السِّياقَ فيهِما يُعلَمُ مِنهُ تَقديمُ ذِكرِ الضَّرِّ على النَّفعِ، وعليهِ فَالاستِثنَاءِ الَّذي يُهِمُّ الحافِظَ هُنا هو الموضِعُ الأوَّلُ مِن سُورةِ يُونُسَ.
،،،فخلاصةُ القاعِدتَينِ السَّابِقَتَينِ:
أنَّ النَّفعَ والضَّرَّ على صِيغَةِ المصدَرِ المنصوبِ إنْ جاءَتِ الآيةُ في الصَّفحةِ اليُمنَى مِن المُصحَفِ فالنَّفعُ مُقدَّمٌ، والضَّرُّ مُقدَّمٌ إن كانتِ الآيةُ في الصَّفحةِ اليُسرَى.
أمَّا الأفعالُ فيُقدَّمُ فيها ذِكرُ النَّفعِ على الضَّرِّ، إلَّا في الموضِعِ الأوَّلِ مِن سُورةِ يُونُسَ، حَيثُ قُدِّمَ فيها ذِكرُ الضَّرِّ على النَّفعِ، واللهُ تعالى أعلَمُ.
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[19 - 09 - 2012, 04:06 م]ـ
قد كتبتُ هذا الَّذي قدَّمتُ، ثمَّ بَدا لي أن أَختصِرَ القاعدتَينِ إلى قاعدةٍ واستِثنَاءٍ، فقُلتُ:
،،،،،،،،،
وقَدِّمِ النَّفْعَ علَى الضَّرِّ تُصِبْ فاصل1 إذَا تَرَى في الصَّفْحَةِ اليُمْنَى كُتِبْ
وقَدِّمِ الضَّرَّ إِذَنْ فِي اليُسْرَى فاصل1 وَاسْتَثْنِ أَرْبَعًا وَخُذْها تَتْرَى
يُونُسُ وَالفُرْقانُ أي خِتامُهَا فاصل1 وَالحَجُّ وَالأنعامُ ذا تَمامُهَا
،،،،،،،،،
فالموضعانِ في خِتامِ سُورتَي يُونُسَ والفُرقانِ – أي: الموضعانِ الأخيرانِ - قُدِّمَ فيهما النَّفعُ على الضَّرِّ في الصَّفحةِ اليُسرَى، وكذلكَ آيةُ الأَنعامِ، وقُدِّمَ الضَّرُّ على النَّفعِ في الحجِّ في الصَّفحةِ اليُمنَى.
ولعلَّ التَّفصيلَ الَّذي ذَكرتُه أوَّلًا أَفضلُ وأَسهلُ، فقَاعِدتانِ سَلِمَت إحداهما مِن الاستِثناءِ واعتَرضَ الأُخرَى استِثناءٌ واحِدٌ – في الحقيقةِ –، أسهلُ في الِاستِحضارِ مِن قاعدةٍ واحدةٍ تَعترِيها أَربعةُ استثناءاتٍ، لكِن يَبقَى أنَّ المقصودَ التَّيسيرُ على الحافِظِ في ضَبطِ هذه المتشابهاتِ، فالأمرُ إلَيهِ في اختيارِ ما يَراهُ أَيسرَ وأَسهلَ.
فاصل1
بعد عشاء الثلاثاء: 2/ذي القعدة/1433
فاصل1
ـ[أحمد عبد الله]ــــــــ[19 - 09 - 2012, 07:14 م]ـ
حديث رائع.
واصل وصلك الله بفضله.
{في النهاية لو تجمعها "بي دي إف" لكان خيرًا؛ الأبيات مع الشرح}
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 09 - 2012, 08:46 م]ـ
ما أحسنَ ما تُتحفُنا به، وأنفعَه!
بارك الله فيكَ، ووفَّقَكَ.
وردة1 وأرجو أن تأذنَ لي بهذه التَّعليقاتِ:
إن كانتِ الآيةُ مَكتوبةً في الصَّفحةِ اليُسرَى فإنَّ كَلمةَ ((ضَرًّا)) مُقدَّمةٌ على كَلمةِ ((نَفْعًا))، وهي فيما عَدَا الآياتِ الثَّلاثِ السَّابقةِ، وعَددُها أَربَعُ آياتٍ.هذه المواضعُ الأربعة في: المائدة (76)، ويونس (49)، وطه (89)، والفرقان (3). وأَزيدُ موضعًا خامسًا هُوَ في سورةِ الفَتْحِ: ((إنْ أرادَ بكُمْ ضَرًّا أَوْ أرادَ بِكُمْ نَفْعًا)) 11. وإن كنتُ أعلمُ أنَّ الأستاذَ أبا إبراهيمَ يقصدُ قولَه تعالَى: ((ضَرًّا ولا نَفْعًا)).
فاصل1
أمَّا الأفعالُ فيُقدَّمُ فيها ذِكرُ النَّفعِ على الضَّرِّ، إلَّا في الموضِعِ الأوَّلِ مِن سُورةِ يُونُسَ
ويُضافُ إليه الموضِعان اللَّذانِ تقدَّم ذكْرُهما.
فاصل1
يُونُسُ وَالفُرْقانُ أي خِتامُهَا فاصل1 وَالحَجُّ وَالأنعامُ ذا تَمامُهَا
ويُضافُ إلى ذلكَ -أيضًا- موضعٌ في سورةِ الشُّعراء: ((أَوْ يَنفَعونَكُمْ أو يَضُرُّونَ)) 73.
والله تعالَى أعلمُ.
فاصل1
زِدْنَا -زادكَ الله من فضلِه-.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 360