responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 331
وما نال الأنصار من الفضل والسبق والبراءة من النفاق إلا بصدق محبتهم لنبيهم وقوة نصرتهم له بالمال والنفس والعيال والديار؛ فقد بذلوا كل نفيس في سبيل نصرته وتعزيره؛ لذلك جاء عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الأنصار: [لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منا فق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله] ([24] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn24)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – شارحا هذا الحديث-:" وإنما خصّ الأنصار -والله أعلم- لأنهم هم الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل المهاجرين , وآووا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , ونصروه , ومنعوه , وبذلوا في إقامة الدين النفوس والأموال , وعادوا الأحمر والأسود من أجله , وآووا المهاجرين , وواسوهم في الأموال وكان المهاجرون إذ ذاك قليلاً غرباء فقراء مستضعفين، ومن عرف السيرة وأيام رسول الله عليه الصلاة والسلام وما قاموا به من الأمر ثم كان مؤمنا يحب الله ورسوله لم يملك أن لا يحبهم كما أن المنافق لا يملك أن لا يبغضهم وأراد بذلك ـ والله أعلم ـ أن يعرف الناس قدر الأنصار لعلمه بأن الناس يكثرون والأنصار يقلون وأن الأمر سيكون في المهاجرين فمن شارك الأنصار في نصر الله ورسوله بما أمكنه فهو شريكهم في الحقيقة كما قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ] {الصَّف:14}؛ فبغض من نصر الله ورسوله من أصحابه نفاق" ([25] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn25)).
أما وقد تقرر أن نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي من موجب محبته ومقتضاها؛ فإن الانصراف عن نصرته مع القدرة التامة يعدّ شعبة من النفاق؛ إذ لو ثبتت المحبة واستقرت في القلب فلا بد من النّصرة ولو بالقلب عند العجز عن نصرته بالقول والفعل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية _ أيضا-:" فمن لم يكن فيه داعٍ إلى الجهاد فلم يأت بالمحبة الواجبة قطعاً كان فيه نفاق؛ كما قال تعالى: [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] {الحجرات:15} , وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي أنه قال من [مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات علي شعبة من نفاق] ([26] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn26)) ، وكذلك جمع بينهما في قوله تعالى: [أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ , الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ , يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ , خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ] {التوبة:19 - 22} ... ؛ فالجهاد في سبيل الله تعالى من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين:
أحدهما: استفراغ الوسع والطاقة.
والثاني: أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته " ([27] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn27)).

= يتبع في المشاركة الأخرى
ـــــــــــ

([1]) تفسير ابن كثير (2\ 67).

([2]) الصارم المسلول (2\ 397)

([3]) الصارم المسلول (3\ 906).

([4]) تيسير الكريم الرحمن (ص\228).

([5]) جامع البيان في تأويل القرآن (7/ 264 - 265).

([6]) أَخرجه البخاري برقم (2981) ومسلم برقم (1062).

([7]) شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 158).

([8]) رواه البخاري برقم (3330)، ومسلم برقم (2584).

([9]) انظر: مفردات غريب القرآن، للراغب الأصفهاني ص (108).

([10]) تفسير ابن كثير (8/ 28).

([11]) أضواء البيان (8/ 98).

([12]) البخاري برقم (2443) , ومسلم برقم (2584).

([13]) البخاري برقم (2442) , ومسلم (2580).

([14]) الصارم المسلول (2/ 395 - 396).

([15]) رواه البخاري برقم (2631) ومسلم برقم (1864).

([16]) النهاية في غريب الحديث (5/ 202).

([17]) رواه الطبراني في " المعجم الكبير" برقم (3011)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة" برقم (1739)، والطحاوي في مشكل الآثار برقم (1722).

([18]) مشكل الآثار (5/ 49).

([19]) جلاء الأفهام (ص234 - 235).

([20]) البخاري برقم (2970).

([21]) انظر: الصارم المسلول، لابن تيمية (2/ 315).

([22]) البخاري برقم (3670).

([23]) البخاري برقم (3643).

([24]) رواه البخاري برقم (3572) ومسلم برقم (75).

([25]) الصارم المسلول (3/ 1093).

([26]) مسلم برقم (1910).

([27]) قاعدة في المحبة (ص\93 - 95 بتصرف يسير).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست