نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 329
إِلَّا قَلِيلٌ] {التوبة:38} الى قوله [إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ] {التوبة:40} وقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ] {الصَّف:14} الاية؛ بل نصر أحاد المسلمين واجب بقوله: [انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً] ([12] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn12)) , وبقوله: [المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه] ([13] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn13)) ؛ فكيف بنصر رسول الله ومن أعظم النصر حماية عرضه ممن يؤذيه:" ([14] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn14)).
رابعاً: التفاضل بين أهل الإيمان يكون تارة بالهجرة، وتارة أخرى بالنّصرة.
للعبد من الفضل والشرف بحسب نصرته للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فالتفاوت في مضمار السباق بين المؤمنين يكون بالسبق إلى النُّصرة؛ ولا يتقدم عليها شيء إلا إذا اقترنت بها الهجرة؛ كما قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا] {الأنفال:72}.
وقد جعلت النصوص الشرعية تكميل الإيمان وتحصيل المحاسن والفضائل بالسبق إلى الهجرة والنُّصرة معاً، قال تعالى: [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:100}.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال يوم الفتح: [لا هجرة بعد الفتح،ولكن جِهادٌ ونيّةٌ، وإذا اْستُنْفِرْ تُم فاْنِفِرُوا] ([15] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn15)).
ومعنى: الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار: أي إذا طلب منكم النُّصرة فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الإعانة. ونفير القوم: جماعتهم الذين ينفرون في الأمر ([16] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn16)).
وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (خيرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الهجرة والنصرة فاخترت النُّصرة) ([17] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn17)).
قال أبو جعفر الطحاوي – بعد أن ساق الحديث بسنده-:" وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو اختار لنفسه النُّصرة وترك الهجرة صار الناس جميعاً أنصاراً، ولم يبق أحد منهم مهاجراً، فلم يجعل نفسه من الأنصار لتبقى الهجرة ولتبقى النصرة جميعاً" ([18] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn18)).
وقد كان تفضيل بعض الصحابة على بعض على أساس النُّصرة؛ يقول ابن القيم في تفضيل خديجة -رضي الله عنها-:" واختلف في تفضيلها على عائشة -رضي الله عنها- على ثلاثة أقوال ثالثها الوقف؛ وسألت شيخنا ابن تيمية رحمه الله فقال: اختص كل واحدة منها بخاصة فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام وكانت تسلي رسول الله وتثبته وتسكنه وتبذل دونه مالها فأدركت عزة الإسلام واحتملت الأذى في الله وفي رسوله وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وعائشة -رضي الله عنها- تأثيرها في آخر الإسلام فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة وانتفاع نبيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها هذا معنى كلامه " ([19] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=postthread&f=15#_ftn19)).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 329