نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 288
ولا أرى أني أخطأت عليك في شيء إلا أن تخطئ فهمي كما فعلت سابقا، وأعذرك بأنك استعجلت قليلا، ولكن تروَّ هذه المرة أو اترك الجواب ولا عليك من بأس.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[26 - 12 - 2012, 01:36 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير.
وأنا لا أرى الحق إلا مع أبي محمد، لا أشك في ذلك.
وأما قول أبي حازم -حفظه الله-: لا تدخلوا في النيات. فما ينبغي أن يصدر عن رجل عاقل مثله.
لأن هذا إنما يقال لمن حكم على ما في القلوب، فإذا رأى رجلا تصدق بصدقة، قال: والله ما تصدق إلا رياء. وهو كما لمز المنافقون بعض المؤمنين في الصدقات، فهذا هو الدخول في النيات.
أما من حكم على قول إنسان أو على فعله بأنه ضلالة، وأن صاحبه ضال لأنه أتى بهذا الفعل وهذا القول، فما دخل في نية أحد، وإنما حكم عليه بقوله وفعله، والقول يُسمع بالأذن، والفعل يُرى بالعين، وليس هذا تخرصا وظنا على ما في قلب الإنسان، وإنما هو شيء يُدرك بالحواس.
وإذا قال أبو حازم -حفظه الله- لمن أنكر كلام القرضاوي: لا تدخل في نيته، ولا تفتش في ضميره.
كان قوله هذا كمن يقول للمنكر على شارب الخمر: لا تدخل في نيته، وما يدريك لعله لم يشربها وإن كنت تراه بعينك وهو يشربها! فدع الرجل ولا تدخل في نيته، ولا يجوز أن تفتش في ضميره وتحكم عليه بشرب الخمر!!
فقول أبي حازم مثل هذا، لا فرق بينهما، لأننا نحن أنكرنا على القرضاوي أشياء سمعناها منه وقرأناها في كتبه، فأدركنا ذلك بالسمع والبصر، كهذا الذي رأى صاحبه يشرب الخمر فأنكر عليه.
وإذا طبقنا قول أبي حازم لم نعرف معروفا ولم ننكر منكرا، لأننا نقول للزاني الذي نراه يزني: دعوه ولا تدخلوا في نيته فلعله لم يفعل ذلك، ولا يجوز أن تفتشوا في باطنه وتحكموا عليه بالزنى!
ونقول للرجل الذي يسب الله تصريحا جهارا: دعوه ولا تدخلوا في نيته، لا ندري ما باطنه، ونكل سريرته إلى الله!
وإنما قلت هذه لأنني أراها كلمة حق، ولست أريد بها أن أسيء إلى أخينا أبي حازم، وإنما الحق أحق أن يتبع، وأسأل الله لي ولكما التوفيق والسداد.
وأرى أنه لا فائدة من المناقشة هكذا، ولن يفهم أحدنا على الآخر جيدا، ولن أرد على كثير مما ذكرتَ حتى لا يطول الكلام.
بارك الله فيكم.
يا أخي الكريم، كلانا يريد الحق إن شاء الله، وأخوكم لا يحب الخوض في ما ليس فيه فائدة ... وكلُّ ما أريد قوله هو أن نتأدب بأدب أهل العلم المنصفين في الردِّ على المخالفين، ولم أتهم أحدا في هذا المنتدى بالاعتداء على الشيخ، أو تقويله ما لم يقل ...
ومنْ يقرأ كلام بعض المنْكِرين يظن أنَّ القرضاويَّ شرٌّ كُلُّهُ (أشير بذلك إلى بطلان من يقول إنه لا يجتمع في الإنسان خير وشر، وأما " الشرُّ المحض " في منازعتي السابقة، فكان على التغليب، لا التعميم ... وجزاكَ الله خيرا على التنبيه) وإني لم أر حَسَنةً واحدة ذُكِرَتْ له في هذا الموضوع ... ثم إنني لم أدافع عن أخطائه وزلاته ... بارك الله فيكم.
وكل كلامي كان للتذكرة والنصح للإخوة.
وأما قولي (وأما ما رُوي عن السلف في الحكم على النوايا والعزائم التي يضمرها صاحبها في نفسه ... فهو محمول على الحكم على الظاهر بحسب ما تَبَيَّنَ لهم)، فكلام مُجمل يحتاج إلى تفصيل ... ، ولعلنا ننظر في أدب الشيخين الفاضلين د. محمد المقدم، وَد. أحمد النقيب في الرد على الشيخ القرضاوي:
http://www.youtube.com/watch?v=S20HeJnQJJk
http://www.youtube.com/watch?v=NXyhWIrw4Lk
ولا أظن أن هذين الشيخين الكريمين وغيرهما يجهلان أفعال السلف ... وهذا الجزء من بحثنا (ما رُوِي عن السلف ...) يحتاج إلى تفصيل وبيان، ولكني لن أدخل فيه حتى لا ندخل في قلتَ وقلنا، فيطول الكلام!
وأنبه على خطئك في فهم نقلي عن الثوري رحمه الله، مع أن السياق لا يدل البتة على ما فهمتَه من الطعن فيك أو غمزك، حاشا وكلا ...
أستغفر الله، وأتوب إليه ... ويظهر لي أنني لم أحسن الظن بك، فلعلك تسامحني ... بارك الله فيك.
ولعل منازعتي هذه تكون آخر مشاركة لي معك في هذا الموضوع، وهذا وعد حق، وقول صدق ... إن شاء الله.
جزاكَ الله خيرا، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته