نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 289
وأما قول أبي حازم -حفظه الله-: لا تدخلوا في النيات. فما ينبغي أن يصدر عن رجل عاقل مثله.
لأن هذا إنما يقال لمن حكم على ما في القلوب، فإذا رأى رجلا تصدق بصدقة، قال: والله ما تصدق إلا رياء. وهو كما لمز المنافقون بعض المؤمنين في الصدقات، فهذا هو الدخول في النيات.
جزاكَ الله خيرا على نصحك وأدبك. أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لقبول الحق ...
أحسنتَ في بيان ما أردتُ، بارك الله فيك. وقد سمعتُ مثل هذا الطعن من قبل، فقد قال لي أحدهم " هذا الرجل - يعني القرضاوي - يدعي التيسير في فتاواه، وهو يريد بذلك الشهرة والقبول ... "!! وسمعتُ أحدهم يقول " هذا الرجل صاحب هوى، لا أشك في ذلك ... ".
وقد ذكرتُ من قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)، وفي رواية أخرى أن بعض القوم قالوا للشارب: أخزاك الله، قال: (لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان) ...
فاصل1
وفرقٌ بين مَنْ يقول (هذا قولٌ باطل لا يصح ...) فهذا من إنكار المنكر، والنصح للمسلمين، وَمنْ يقول (هذا الرجل من أهل الباطل والفساد والضلال ...).
ولعلنا نُفَرِّقُ بين المجتهد المتأول ... والمبتدع الجاحد المعاند.
ولعلك تعلم أن بعض التكفيريين في مجاهيل (الإنترنت) كفروا القرضاوي معتمدين على ما نُقِل عنه أنه قال " ده ربنا لو نزل ما كانش أخد زي النسبة دي " أو نحو هذا، وهذه زلة لسان، نسأل الله السلامة ... وهي كقول مَنْ قال (اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)، فهذا مما لا يؤاخذ به العبد إن قال ذلك من غير قصد ونية ...
وأما بقية كلامك ... فمتعلق بإنكار المنكر، وهذا مما لا ينكره عاقل إن شاء الله.
وإنما قلت هذه لأنني أراها كلمة حق، ولست أريد بها أن أسيء إلى أخينا أبي حازم، وإنما الحق أحق أن يتبع، وأسأل الله لي ولكما التوفيق والسداد.
جزاكَ الله خيرا. والعبد الفقير يقبل الحق - إن شاء الله - متى ما ظهر له ...
هذا آخر قول لي في هذا الموضوع ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[26 - 12 - 2012, 08:04 م]ـ
هذا آخر قول لي في هذا الموضوع ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جئتُ مضطرا إحقاقا للحق، والحق أحق أن يتبع.
ولعلنا نُفَرِّقُ بين المجتهد المتأول ... والمبتدع الجاحد المعاند.
راجعتُ نفسي في هذا ... أقول لعل بعض الزلات والأخطاء التي ذكرها الإخوة لا تدخل في هذا الباب -كالترحم على (البابا) *، ولا أدري لِمَ تَرَحَّمَ عليه!، فهذا ليس من التأويل السائغ - في ما أرى -! نسأل الله العفو والعافية.
* وفَرْقٌ بين تعزية الكافر والترحم عليه، والمقصود بالكافر هنا (غير الحربي) ...
فاصل1
ولعلَّ مما ساءني أنني لم أر الإخوة ذكروا لهذا الرجل حسنة واحدة في هذا الموضوع ... فتعجلتُ في بعض الردود! وأهل السُّنَّة منصفون إن شاء الله ... والأمثلة على إنصاف أهل السنة في الرد على المخالفين كثيرة ... ومما يحضرني الآن صنيع الإمام الذهبي في ترجمته لفخر الدين الرازي، حيث قال (سير أعلام النبلاء): " العلامة الكبير ذو الفنون ... الْمُفَسِّرُ كبير الأذكياء والحكماء والْمُصَنِّفين ... "، فأنتَ تراه بدأ بذكر فضائله ... ثم قال بعد ذلك: " وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم ... والله يعفو عنه ... ".
وقال الإمام ابن القيم وهو يتحدث عن شطحات الصوفية في (مدارج السالكين): " وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس. إحداهما: حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة، ولطف نفوسهم، وصدق معاملتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات ... وهذا عدوان وإسراف. فلو كان من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات ... "
ثم قال: " والطائفة الثالثة: وهم أهل العدل والإنصاف الذين أعطوا كل ذي حق حقه، وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته، فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول، ولا للمعلول بحكم الصحيح، بل قبلوا منا يقبل، وردوا ما يرد. ".
والأمثلة كثيرة ...
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل العدل والإنصاف.
والله أعلم.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 289