نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 286
وأما الطعن في النيات فالوصف باتباع الهوى بدلالة الظاهر عليه الكتاب والسنة وعمل السلف، فقد قال تعالى: ((أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ..))، فهذه أهواء تطير في الهواء مثلا؟ أم أن لها أرجلا تمشي بها؟ إنها لا تقوم إلا بأناس، أليس كذلك؟
ويروي أهل السير عن سفيان رحمه الله أنه دخل المسجد فرأى الحسن بن صالح بن حي، وكان من أوعية العلم وصاحب زهد وعبادة، رآه يصلي في خشوع، فأخذ سفيان نعليه وخرج من المسجد وهو يقول: (لعن الله خشوع النفاق)!، لأن الحسن كان يرى السيف، وأظنك تعلم هذه القصة وأمثالها ـ لما سمعنا عنك هنا كما قلتُ ـ ولكن!
ثم أنا مثلك أتكلم عن إنكار أهل العلم، لا الجهلة والشباب الأغرار، ولكن هل ندع العلماء ينكرون دون أن نستفيد من إنكارهم، ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) ثم ماذا؟ ماذا بعد السؤال؟ بالله عليك.
وإن كانت كثير من المسائل التي يتخبط فيها أمثال هؤلاء، بل ويحرفون فيها دين الله مما يعرفه صغار طلبة العلم، بل وبعضه مما علم بالضرورة من ديننا! ومع ذلك فلا نفتح الباب لكل أحد ليحكم ولكن كما سبق: العمل بعد؟
وأنا أهنؤك على ما ذكرت من الاتصال بالعلماء وأغبطك على ذلك، ولكن لا أجمع بينهم وبين هؤلاء المنحرفين في الحب والاحترام، ولا في الاتباع (بداهة)، بل ولا في التلقيب بألقاب أهل العلم.
يا أخي لا يجوز، والله لا يجوز، هذا الرجل بما ذكرت لك من أمره ماذا تسميه؟ أليس بمخروم المروءة؟ بلى والله.
وما لم يذكر في هذا الموضوع كثير جدا، تتبع الرخص بدعوى التيسير .... الخ، ولكن كما تحب أنت وإخواننا هنا في هذا الملتقى المبارك ـ وكذلك أنا ـ لا نطيل البحث، وأظن أن في هذا كفاية ولا داعي لفتح أبواب أخرى في هذا المكان، ولا فائدة كذلك في إعادة الكلام الذي سبق، والموضوع أصلا ليس لهذا التفصيل والمناقشات، فليستفد الإخوة من أصله الذي اجتهد فيه أخونا النحوي.
وبارك الله في الجميع، وجعلنا إخوة متحابين، وهدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، آمين ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 - 12 - 2012, 03:37 ص]ـ
وأما الطعن في النيات فالوصف باتباع الهوى بدلالة الظاهر عليه الكتاب والسنة وعمل السلف، فقد قال تعالى: ((أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ..))، فهذه أهواء تطير في الهواء مثلا؟ أم أن لها أرجلا تمشي بها؟ إنها لا تقوم إلا بأناس، أليس كذلك؟
أحسن الله إليك.
قلتَ إنَّ " الوصف باتباع الهوى مذكور في نصوص الكتاب والسنة وعمل السلف "، وهذا حَقٌّ ... فالله - عز وجل - يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. وأما ما رُوي عن السلف في الحكم على النوايا والعزائم التي يضمرها صاحبها في نفسه ... فهو محمول على الحكم على الظاهر بحسب ما تَبَيَّنَ لهم، وأما القلب فليس لنا طريق إلى معرفة ما فيه ... وإنما أقول هذا، لأني أسمع أحيانا جزما وقطعا في عبارات بعض المنكِرين ... (أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ)، (إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم)، وهذا ما أردتُ بقولي " وأما الطعن في النيات والمقاصد، فلا يجوز ... ومعرفة ما في السرائر موكول إلى الله سبحانه وتعالى ".
فهذه أهواء تطير في الهواء مثلا؟ أم أن لها أرجلا تمشي بها؟ إنها لا تقوم إلا بأناس، أليس كذلك؟
غفر الله لك يا أخي.
وأنا أهنؤك على ما ذكرت من الاتصال بالعلماء وأغبطك على ذلك، ولكن لا أجمع بينهم وبين هؤلاء المنحرفين في الحب والاحترام، ولا في الاتباع (بداهة)، بل ولا في التلقيب بألقاب أهل العلم
أما الاتباع، فإني لا أتبع الشيخ ... وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ... وقد قلتُ من قبل إنَّ الرجل ليس معصوما، والله يغفر لنا وله (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم).
وأما الحب والاحترام ... فهما على مراتب ودرجات، ونحن نحب المسلم ونواليه على ما فيه مِنْ خير وإيمان، ونبغض ما فيه مِنْ معصية وبدعة ... ونقول: ((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)). ولو كانت كتب الشيخ وأقواله شرا محضا، لكان لنا معه شأن آخر! وكنتُ قد قرأتُ بعض مؤلفاته، ومنها على سبيل المثال: " تاريخنا المفترى عليه "، " وفقه الزكاة " ... وهي في مجملها كتبٌ جيدة.
ولو كان الشيخ صاحب هوى أو طالب شهرة لجامل الشيعة وإيران ... وسكت عن قول الحق في مشروعية الثورة السورية ضد الرافضة النصيريين من آل الأسد.
وأما استشهادك بقول الإمام الثوري " لعن الله خشوع النفاق " ... فاعلم يا أخي - غفر الله لك - أنَّ مقصدي حسن، ولم تكن نصيحتي نفاقا أو خشوعا مصطنعا!! ويظهر لي أنِّي الآن مشكوك فيَّ ... والله المستعان. وأخشى إن أطلنا في الكلام أن أنتصر لنفسي ... لا للحق.
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا جميعا، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 286