نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 284
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[23 - 12 - 2012, 07:59 م]ـ
أحسن الله إليك يا أبا حازم، ورفع شأنك وقدرك.
أنت رجل حليم عاقل، ذو لب راجح، ولك في نفسي محبة ومكانة لا إخالها تخفى عليك، لكن هذا لا يمنعني من الإنكار عليك، وأنت صاحب رشد ونهى، ومثلك يقبل الحق إذا عرفه.
وأنا لست أكره أن يطول الكلام إذا كان فيه منفعة وعائدة حسنة، وإنما أحجم بعض الأحيان لأني أرى المسؤولين يتحاشون بعض الأشياء، وهذا خطأ منهم، فإن المتكلم إذا كان يتكلم بعلم وبينة لم يكن من سمة أهل العلم أن يلجموه ويكبتوه، وأنا لا أرمي من أتكلم فيه هكذا رميا طائشا، بل أقيم الحجة عليه من كلامه، فالذي ينكر علي هذا بين أمرين:
إما أن يقول: نسبت إلى الرجل ما لم يقل وما لم يفعل، فيكون حقا علي حينئذ أن أثبت نسبة ذلك إليه.
وإما أن يقول: أعلم أنه قالها لكني لا أبيح لك أن تنكر عليه، فهذا ظلم وبغي.
وأما الآن فلن أطيل الكلام عن هذا الرجل، لكن أقول:
الذي يقول: "أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين، البعض يُنكر عليَّ هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)) نعم نحن مؤمنون, وهم مؤمنون بوجه آخر) برنامج الشريعة والحياة حلقة بعنوان غير المسلمين في ظل الشريعة الإسلامية بتاريخ 10/ 6/1418هـ.
أقول: الذي يقول هذا الكلام ليس له عندنا كرامة ولا وزن، وأنا لست أكفر هذا الرجل، لكني أذكر كل ذي بصر، فأقول:
معلوم أن من شك في كفر النصارى يكون خارجا بشكه من ملة الإسلام، وهذا ناقض من نواقض الإسلام، فكيف بالذي يجزم أنهم ليسوا كفارا وأنهم مؤمنون وإخوة للمسلمين؟!
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[23 - 12 - 2012, 08:29 م]ـ
وأما استشهاد الشيخ أبي حازم بقول الله تعالى: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
فأقول: نحن ما ظلمنا الرجل، هذا كلامه قاله بلسانه، فينبغي أن يُستشهد بالآية في محلها، إذا رأيتني أظلم الرجل وأفتري عليه وأقوِّله ما لم يقل فأنكر علي، أما أن يعبث هؤلاء بالدين كيف ما شاؤوا، ويجتثوه اجتثاثا، وينقضوه نقضا، ثم يقال لنا: اسكتوا لا تتكلمُنَّ بكلمة. فما هذا والله بإنصاف، وإنها لقسمة ضيزى.
وبعض الناس يظن أن الإنكار على هؤلاء يضعف الأمة لأنه يفرقها، وهذا خطأ عظيم فاحش، ولا يظنه من عرف الدين وشم رائحة العلم.
بل والله إن هذا هو سبيل العز والتمكين للأمة، أن تستقيم على عقيدة التوحيد وعلى الإسلام الذي جاء به رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
ووالله ما أضعف الأمة وأوهنها وأذلها وأرغم أنفها في الرغام إلا إقرار هذه المنكرات والصمت عنها، حتى أصبحت بلاد المسلمين تعج بالأوثان والأصنام تعبد من دون الله تعالى، وحتى أصبح المسلم يرى أن الكافر أخوه لا فرق بينهما، فمن أين يأتي النصر؟!
فإذا أنكرنا على عباد القبور قيل لنا: لا تفرقوا الأمة! وإذا أنكرنا على من يجعل المسلمين كالنصارى قيل لنا: لا تفرقوا الأمة!
ولو تأمل الناهي لنا لعلم أنهم هم الذين فرقوا الأمة بفعلهم، ولسنا نحن المفرقين.
وإنما مثلنا ومثلهم، كقوم كانوا في بيت واحد، في رفاغية ورفاهية، وخفض وعيش غض، ثم جعل بعضهم يشغَبون عليهم، ويلقُّونهم اللأواء والبرحاء، حتى أوقعوهم في عيش ناصب، فاجتمع القوم عليهم فأخرجوهم وطردوهم كل مطرد.
فبالله من الذي صدع الشمل، وفتق الجمع، ألطارد الدافع الظلم عن نفسه أم المطرود الجائر الباغي؟
فإذا رأى من لا علم له، قال: قد أساء أولئك بطردهم إخوانهم، وإخراجهم من مباءتهم، ولو عقل -أو أنصف إن كان عاقلا- لأقبل باللوم على البغاة المطرودين.
وبالله التوفيق
ـ[أبو محمد فضل بن محمد]ــــــــ[23 - 12 - 2012, 11:03 م]ـ
وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ...}.
وقال عليه الصلاة والسلام أيضا في الحديث الصحيح: ((لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له))، وقال في الحديث المتفق عليه: ((واليد تزني وزناها اللمس))، والقرضاوي ممن يصافح النساء! وهو في هذا العمر.
ويخشى على من كان بهذه الصفة أن يكون له نصيب من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر عند مسلم: ((ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ..)) الحديث، ولا تهمل قولي: (أن يكون له نصيب).
ومن لم يكرم نفسه ويكرم شيبته فليس بأهل لأن يكرم، ووالله إني لأستحي أن أقول: الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني والشيخ أحمد شاكر والشيخ محمود شاكر ..... الخ، ثم أقولها لمثل هذا.
والقرضاوي بشرٌ ليس معصوما، فالرجل له زلاتٌ وأخطاء ...
هو أخطأ في الوضوء أو أفعال الصلاة؟! مثلا.
أو اجتهد في ما يخفى دليله في الأصول! مثلا، واجتهد وبذل وسعه وأفرغ طاقته؟
ترحم على بابا الفاتيكان وسأل الله تعالى أن يجزيه على ما قدم لأمته خيرا من هذا الباب، مثلا.
ثم أخي الكريم يقول: جاهل أو غافل، فإذا كان جاهلا فكيف يكون شيخا؟ وإذا كان شيخا فكيف يكون جاهلا؟ أي: بمثل هذه المسائل الكبار، وأما أنه غافل فلم يعدم من يذكره، ولكن أصحاب الأهواء لا يحبون الناصحين.
... بَيَّنها العلماء الثقات بأدب وإنصاف، والحمد لله.
من ذلك قول الشيخ العلامة الألباني رحمه الله: (دع عنك هذا القرضاوي، واقرضه قرضا).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 284