حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة التَّيميُّ مولاهم الكوفيُّ الزَّيَّات. أصله فارسيٌّ.
ولد سنة ثمانين.
كان يجلب الزَّيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب من حلوان الجوز والجبن إلى الكوفة.
وكان إمامًا حُجَّةً، قيِّمًا بكتاب الله تعالى، حافظًا للحديث، بصيرًا بالفرائض والعربيَّة، عابدًا خاشعًا قانتًا لله، ثخين الوَرَعِ، رفيع الذِّكر، عديم النَّظير.
قال حمزة: ما قرأتُ حرفًا إلا بأثر.
وقال أسود بن سالم: سألتُ الكسائيَّ عن الهمز والإدغام، ألَكُم فيه إمام؟ قال: نعم، هذا حمزة يَهمز ويكسر [أي: يُميلُ]، وهو إمام من أئمَّة المسلمين، وسيِّد القرَّاء والزُّهَّاد، لو رأيتَه؛ لَقَرَّتْ عينُكَ به مِن نُسُكهِ.
وقال حسين الجعفيُّ: ربَّما عَطِش حمزة، فلا يستسقي؛ كراهيةَ أنْ يُصادفَ مَنْ قَرَأ عليه.
وذكر جرير بن عبد الحميد، قال: مرَّ بي فطَلَبَ ماءً؛ فأتيتُهُ به؛ فلم يشرب منِّي؛ لكوني أحضر القراءة عنده.
وقال إسحاق بن الجرَّاح: قال خلف بن تميم: مات أبي وعليه دَيْنٌ، فأتيت حمزة ليكلِّم صاحب الدَّيْن؛ فقال: ويحك، إنَّه يقرأ عليَّ، وأنا أكره أن أشربَ مِن بَيْتِ مَنْ يقرأ عليَّ الماءَ.
وقال يحيى بن معين: سمعتُ محمَّد بن فضيل يقول: ما أحسب أنَّ الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلاَّ بحمزة.
وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدُّرِّ؟ قراءة حمزة.
وقال أبو عمر الدُّوريُّ: حدَّثنا أبو المنذر يحيى بن عقيل، قال: كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل؛ قال: هذا حبر القرآنِ.
وعن مندل قال: إذا ذُكِرَ القُرَّاء؛ فحسبكَ بحمزةَ في القراءة والفرائض.
وقال سفيان الثوريُّ: غلب حمزةُ النَّاسَ على القرآن والفرائض.
وعن حمزة قال: نَظَرتُ في المصحف حتَّى خشيتُ أن يذهب بصري.
قال سُلَيم: سمعتُ حمزةَ يقول: وُلدتُّ سنة ثمانين، وأحكمتُ القراءة ولي خمس عشرة سنة. مات حمزة سنة ست وخمسين ومئة.
ـ أـ
خَلَف
خَلَف بن هشام بن ثعلب - وقيل: ابن طالب - بن غراب، الإمام الحافظ الحجَّة، شيخ الإسلام، المقرئ، أبو محمَّد البغداديُّ، البزَّار، أحد الأعلام.
مولده سنة خمسين ومئة.
له اختيارٌ أقْرَأَ به، وخالف فيه حمزة.
قرأ على سُلَيْم عن حمزة، وقرأ أيضًا على أبي يوسف الأعمش لعاصم، وأخَذَ حرف نافع عن إسحاق المسيبي، وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم.
قال الدَّارَقُطْنيُّ: كان عابدًا فاضلاً.
وقال حمدان بن هانىء المقرئ: سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ هشام يقول: أشْكلَ عليَّ بابٌ مِنَ النَّحْوِ؛ فأنفقتُ ثمانين ألف درهمٍ حتَّى حذقتُهُ.
وعَنْ خَلَفٍ قال: أعدتُّ الصَّلاةَ أربعين سنةً كنتُ أتناول فيها الشَّرابَ على مذهب الكوفيِّين. وقال الحسين بن فهم: ما رأيتُ أنبلَ مِن خَلَف بن هشامٍ، كان يبدأ بأهل القرآن، ثمَّ يأذن للمحدِّثين، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثًا.
توفي سنة تسع وعشرين ومئتين، وقد شارف الثَّمانين.
ـ ب ـ
خلاد
خلاَّد بن خالد -وقيل: ابن عيسى- أبو عيسى، وقيل: أبو عبد الله، الشَّيبانيُّ مولاهم الصَّيْرَفيُّ الكوفيُّ، الأحول، المقرئ، صاحب سُلَيم.
أقرأ النَّاس مدَّة، وحدَّث عن زهير بن معاوية، والحسن بن صالح بن حيٍّ.
توفي سنة عشرين ومئتين.
قال الإمام ابن القيم في (روضة المحبين ونزهة المشتاقين):
قال الخرائطي: واشترى عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما- جارية رومية فكان يحبها حبا شديدا فوقعت ذات يوم عن بغلة له، فجعل يمسح التراب عن وجهها ويفديها (أي يقول: فداك نفسي) وكانت تقول له: أنت قالون، تعني: جيد.
ثم إنها هربت منه فوجد عليها وجدا شديدا وقال:
قد كنت أحسبني قالون فانصرفت - فاليوم أعلم أني غير قالون.
=-=-=-=-
ولو ذكرتِ قول الشاطبي - رحمه الله -:
وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة - أذاعوا فقد ضاعت شذى وقرنفلا
لجمل الحديث أكثر - وهو جميل -، وأذكر أن الشيخ سيد لاشين - حفظه الله -المدرس بالمسجد النبوي، وصاحب كتاب: (تقريب المعاني في شرح حرز الأماني) درَّس طالبا القراءات، ثم مضت مدة فأتى الطالب إلى الشيخ، فسأله الشيخ:
(كيف القراءات معك)؟
فقال: ضاعت شذى وقرنفلا:).
- كما حدثني بذلك الشيخ: محمد بن صالح أبو زيد -
ـ[عائشة]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.