نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 2006
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة؛ فقال: رجل صالح خير ثقة، فسألتُه: أيُّ القراءة أحبُّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لَمْ يكنْ؛ فقراءة عاصم.
وقال أبو بكر: قال لي عاصم: مرضتُ سنتين، فلمَّا قمتُ؛ قرأتُ القرآن، فما أخطأتُ حرفًا.
وقال أبو بكر بن عيَّاش: كان عاصم نحويًّا، فصيحًا إذا تكلَّم، مشهور الكلام. وكان الأعمش وعاصم وأبو حصين كلُّهم لا يبصرون، جاء رجلٌ يومًا يقود عاصمًا؛ فوقع وقعة شديدةً؛ فما كَهَرَه، ولا قال له شيئًا.
وقال أبو بكر بن عيَّاش أيضًا: قال عاصمٌ: مَنْ لَمْ يُحسِنْ مِنَ العربيَّة إلا وجهًا واحدًا؛ لَمْ يُحْسِنْ شيئًا، ثمَّ قال: ما أقرأني أحدٌ حرفًا إلاَّ أبو عبد الرَّحمن، وكان قد قَرَأَ على عليِّ رضي الله عنه، وكنت أرجع مِن عنده، فأعرض على زرِّ بن حبيش، وكان زِرٌّ قَد قَرَأَ على ابنِ مسعودٍ، فقلتُ لعاصم: لقد استوثقت.
ورُوِيَ عن حفص بن سليمان قال: قال لي عاصم: ما كان مِنَ القراءة التي أقرأتُكَ بها؛ فهي القراءة التي قرأتُ بِهَا على أبي عبد الرَّحمن السُّلميِّ عن عليٍّ رضي الله عنه، وما كان من القراءة الَّتي أقرأتُ بِها أبا بكر بن عيَّاش؛ فهي القراءة الَّتي كنتُ أعرضها على زرِّ بن حبيش عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
وقال سلمة بن عاصم: كان عاصم بن أبي النَّجود ذا نُسُكٍ، وأدبٍ، وفصاحةٍ، وصوتٍ حَسَنٍ.
وقال زياد بن أيُّوب: حدَّثنا أبو بكر قال: كان عاصمٌ إذا صلَّى ينتصب كأنَّه عود، وكان عاصم يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، وكان عابدًا خيِّرًا يصلِّي أبدًا، ربَّما أتى حاجة، فإذا رأى مسجدًا؛ قال: مِلْ بِنَا؛ فإنَّ حاجتنا لا تفوت، ثمَّ يدخل فيصلِّي.
تُوُفِّي عاصم في آخر سنة سبع وعشرين ومئة. وقال إسماعيل بن مجالد: سنة ثمان وعشرين.
ـ أـ
شُعبة
هو أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأسديُّ مولاهم الكوفيُّ، الحنَّاط، الإمام، المقرئ، الفقيه، المحدِّث، مولى واصل الأحدب.
وُلِدَ سنة خمس وتسعين.
وفي اسمه أقوال، أصحُّها قولان: كُنْيَتُه، وما رواه أبو هشام الرِّفاعيُّ وحسين بن عبد الأوَّل أنَّهما سألاه عن اسمه؛ فقال: شعبة.
قرأ القرآن، وجوَّده ثلاثَ مرَّات على عاصم بن أبي النَّجود.
وكان سيِّدًا، إمامًا، حُجَّة، كثير العلم والعمل، منقطع القرين.
قال ابن المبارك: ما رأيتُ أحدًا أسرع إلى السُّنَّة من أبي بكر بن عيَّاش.
وقال أبو داود: حدَّثنا حمزة بن سعيد المروزيُّ -وكان ثقة- قال: سألت أبا بكر بن عيَّاش، فقلتُ: قد بَلَغَكَ ما كان مِنْ أمر ابن عليَّة في القرآن، قال: ويلك، مَنْ زَعَمَ أنَّ القرآنَ مخلوقٌ؛ فهو عندنا كافر، زِنديق، عدوُّ الله، لا نُجالسه، ولا نُكلِّمه.
وقد سئل أبو بكر عن القرآن؛ فقال: هو كلام الله غير مخلوق.
وقال أحمد بن يونس: قلتُ لأبي بكر بن عيَّاش: لي جار رافضيٌّ قد مَرِضَ، قال: عُدْهُ مِثلما تعود اليهوديَّ والنَّصرانيَّ، لا تنوي فيه الأجر.
وقال الحافظ يعقوب بن شيبة: كان أبو بكر معروفًا بالصَّلاح البارع، وكان له فقهٌ وعلم بالأخبار.
قال يحيى بن سعيد: زاملتُ أبا بكر بن عيَّاش إلى مكَّة، فما رأيت أورعَ منه، لقد أهدى له رجلٌ رُطبًا، فبَلَغَهُ أنَّه مِن بستانٍ، أخذ من خالد بن سلمة المخزوميِّ؛ فأتى آل خالد؛ فاستحلَّهم، وتصدَّق بثمنه.
وقال أبو بكر: أدنى نفع السُّكوت: السَّلامة، وكفى بها عافيةً، وأدنى ضرر المنطِق: الشُّهرة، وكفى بها بليَّةً.
وقال عبيد بن يعيش: سمعتُ أبا بكر يقول: ما رأيتُ أقرأ مِن عاصمٍ؛ فقرأتُ عليه، وما رأيتُ أفقه من مغيرة؛ فلزمته.
وقال سفيان بن عيينة: قال لي أبو بكر بن عيَّاش: رأيت الدُّنيا في النَّومِ عجوزًا مُشوَّهة.
تُوفِّي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومئة.
ـ ب ـ
حفص
حفص بن سليمان أبو عمر الأسديُّ مولاهم الغاضريُّ الكوفيُّ، المقرئ، الإمام، صاحب عاصم، وابن زوجة عاصم.
وُلِدَ سنة تسعين، ومات سنة ثمانين ومئة.
قال أبو الحسين بن المنادي: قَرَأ على عاصم مرارًا، وكان الأوَّلون يعدُّونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عيَّاش، ويصفونه بضبط الحروف الَّتي قرأ بها على عاصم. أقرأ النَّاس دهرًا، وكانت القراءة الَّتي أخَذَها عن عاصم ترتفع إلى عليٍّ رضي الله عنه.
ـ[طالب طب]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 01:46 م]ـ
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 2006