نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1965
أخي الكريم أبو قصي حفظه الله تعالى
الذي سرع عملية جمع القرآن في مصحف واحد هو مقتل عدد من كتاب الوحي في وقعة اليمامة
وخشي عمر رضي الله عنه أن يأتي زمانًا فيقول الناس فيه لم نجد قرآنًا مكتوبًا
وكان الشرط في الكتابة؛
أن يكون المكتوب من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس من حفظ الصحابي فقط.
وأن يشهد شهيدين على المكتوب تلاوة وكتابة.
فالجمع مما في الصدور هو جمع لشهادة الشهيدين بالإضافة لحفظ الكتاب أنفسهم.
فقد كان عمر رضي الله عنه من كتاب الوحي وهو يدرك أن كتابة القرآن فيها اختلاف عن كتابة الرسائل التي كانت تكتب بمعرفتهم للكتابة, ولذلك وضع شرطه في أن تكون الكتابة حدثت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند جمع القرآن فإن المكتوب كان غير منقط وغير معجم إعجام الإعراب
فكان من التدقيق لمعرفة المكتوب الرجوع إلى المحفوظ في الصدور.
لم ينقل إلينا كيف كان يملي الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم الوحي على كتبة الوحي ..
ولكن المكتوب هو الدال على هذه الإرشادات أثناء الكتابة
وكان يراجعهم بعد الكتابة فيما كتبوه للتأكد من صحة ما كتبوه، وأن ما كتبوه يوافق ما أملاه عليهم.
وقوله عليه الصلاة والسلام: لا أقل ألم حرف؛ ولكن ألف حرف ولام وحرف وميم حرف، هو وصف للرسم وليس للفظ؛ لأن اللفظ هو ثلاثة حروف لكل حرف مكتوب ... وهذا يدل على معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد الحروف المكتوبة. وقد اختار بعض القرآء قراءتهم لموافقتها الحروف المرسومة.
وفوق ذلك فإن تغيير رسم الكلمات بدون سبب هو عبث بعينه فكيف بكلام الله تعالى ..
ولم أجد في رسم المصحف شيئًا يخالف الرسم الإملائي دون أن يكون هناك معنى يراد لذاته غير موجود فيما يماثله.
وأن صورة الكلمة ممثلة لمدلولها كما تمثل تركيبة حروفها لمدلولها.
والذي يريح الناس أن تكون هذه الإرشادات مصرح بها وليست مستنبطة
لكن مثلها مثل تلاوة القرآن الكريم
فلم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أن قال هذا مد متصل واجب، وهذا مد منفصل جائز، وهذا مد كلمي لازم.
وهذا سببه السكون، وهذا سبب الهمز.
لكن الدارسين لما نقل عنه، ضبطوا التلاوة بهذا القواعد التي استنبطوها من طريقة تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رسم المصحف دل على توجيهات وصلت لنا مكتوبة غير مروية بالقول،
فكان منهم تحديد مواضعها دون أن يحددوا سببها، كما فعل علماء التلاوة بتحديد سبب المدود في التلاوة لاحقًا.
وكذلك أصول الفقه استنبطت من الأدلة المنقولة؛ كتاب الله تعالى وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يدرسها لهم.
فمعرفة سبب هذه الاختلافات يكون من دراسة الآيات التي ذكرت فيها
ومقارنتها بما اختلف عنها.
ومرعات توافقها مع علوم الشرع وموافقتها لها.
لأنها صورة أخرى لبعض مسائلها.
وعلى ذلك تم العمل ...
والله تعالى هو الهادي والموفق لما يوافق الحق.
ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 05:23 م]ـ
إضافة ً إلى استفسار شيخنا أبي قصي ّ، فثمّ استفسارٌ منّي:
رأيتُكَ أرجعتَ الأسماء الأعجميّة إلى أصول عربيّة، بل بالغتَ في ذلكَ وتكلّفتَ تكلّفاً بالغاً في بيانِ تفاصيلَ عجيبة غريبة
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) النمل.
إسرائيل هو اسم آخر ليعقوب عليه السلام، واسمه جاء من السرء وهو بيض الجراد، ومعلوم أن بيض الجراد عدده في كل وضع للجرادة ما بين (400) إلى (500) بيضة، وتضعه الجرادة بيضها في خفاء في داخل الرمل. ولذلك سمي بهذا الاسم.
والستر والخفاء مشترك في استعمال كل الجذور التي فيها حرفان صحيحان؛ السين والراء، وكانت السين متقدمة على الراء، ومعهما أحد حروف العلة أو الهمزة؛
1. أسر: الأسير يظل بعيدًا عن أهله ويحصر في مكان يستره.
2. سأر: السؤر ما بقي من الشراب الذي ذهب وخفي، وسائر الناس؛ بقيتهم التي غابت ولم تحضر، أو لم تذكر.
3. سرأ: السرء بيض الجراد المدفون في الرمل ومستور فيه.
4. وسر: جذر مهمل لم يستعمل.
5. سور: السور يستر ما خلفه ويحفظه.
6. سرو: شجر يختفي الساق بين أغصانه الملتفة عليه، وسراة القوم رؤساؤهم الذين لا يصل إليهم ويخالطهم إلا الخاصة من الناس.
7. يسر: اليسر يغني عن الخروج على الناس ومزاحمتهم في طلب الرزق.
8. سير: السير التواصل في المشي على الطريق يجعل السائر يختفي فيه.
9. سري: السري المشي متسلحًا بستر الليل له.
10. سرر: السر كلام خفي يستر عن الناس ولا يعلمه إلا عدد قليل.
11. سرسر: السُّرْسُور الفطن العالم الدخَّال في الأمور؛ أي أنه يكشف الغامض منها والمستور.
12. سسر: مهمل
هذه شجرة من اثني عشر فرعًا؛ تجتمع على معنى واحد، ويخصص الحرف الثالث والترتيب فيها؛ ما يميز كل جذر منها عن البقية.
ومن أراد معرفة سبب التسمية في الجذور التي فيها حروف العلة؛ عليه مراجعة كل الجذور التي فيها نفس الحرفين الصحيحين مع أحد حروف العلة، أو التي ضوعف فيها أحد الحرفين أو كلاهما.
وقيام هذه الجذور على معنى التفلت للسين والالتزام للراء؛ فالتفلت يغيب الشيء، وقد ينشره ويبعثره، لكن الالتزام يجعله متماسًا مع بعضه.
وعيش بني إسرائيل في كل زمان ومكان؛ قلة بين كثرة، لكنهم يظلون مجتمعين ولا يذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ولذلك؛ فالمواضع التي ذكر فيها إسرائيل هي مواضع المنة على بني إسرائيل بما أنعهم الله عليهم وأبقاهم على شدة ما يقع عليهم.
فكان هذا الأمر خاصًا لم يكن إلا لبني إسرائيل لذلك سقطت الألف من الاسم .. بالإضافة إلى فيه من السلبية عليهم.
، فإن أخبرتني من أين أخذتَ هذا العلم ومنْ سلَفُكَ فيه أو في أصلِه أو حتى في رائحته، فأنا لكَ من الشاكِرين!
على أنَّ الطريقة التي عمِلتَها في بعض الأسماء نستطيعُ قلبها!
كما أنّك أوجدتَ لها مقاصِدَ تراها، فيأتي غيركَ ويأتي بمقاصد للرسم بضدّ ما أتيتَ به!
بل هذا بابٌ مفتوحٌ، ولو ولجه طالب بلاء لاستخرج من رأسِه دلالاتٍ لما يهوى ونسبها لتفاصيل الحروف وأصول الرسمِ وعجائب لاتنتهي.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1965