responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 189
من آفات الكتابة (1)
ـ[محمد تبركان]ــــــــ[28 - 05 - 2013, 01:10 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مِن آفاتِ الكِتابَة
الحمد لله تعالى العظيم الشّان، والصّلاة والسّلام على خيرة خلقه من الإنس والجان، محمّد بن عبد الله المجتبى من مَعين الطّهر وجوهر الدُرّ، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وعلى التّابعين لهم بإحسان ما اختلف اللّيل والنّهار.
وبعدُ، فهذا الإيقاظ قد أنطتُّه (1) برسم بعض الكَلِم وَفق سَنَن الشّرع المُطهَّر، وجعلت مبتدأه موصولا باسم الإله الأعظم، وأردفته بما يليق بمقام إمام الرّسل، وسيّد العجم والعرب ـ عليه من الله تعالى أفضل الصّلاة وأزكى السّلام ـ، ثمّ حلّيته بالتّذكير بما منَّ الله تعالى على الصّحب الكرام من الرّضى، وختمته بما يجدر بالمسلم من الأدب في رسم بعض التّراكيب اللّغويّة لتّعلُّقها بالهُوِّيَّة والانتماء.
1 - عدم تعظيم الربّ سبحانه وتعالى: عند رسم اسمه تعالى في الصّحائف، وخطّه في الدّفاتر؛ جهلا أو غفلة أو عجزا،
والحال أنّ اللهَ عزّوجلَّ عظّمَ اسمَه تعالى في غير ما آية من كتابه العزيز، وقرآنه المجيد، فمن ذلك قوله عزّوجلَّ في سورة: الواقعة/ 74،والحاقَّة/52: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)،وفي سورة الحاقَّة/33: (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ)،ووصف نفسَه بالعلوّ في سورة النَّحل/03 فقال: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)،وفي النّمل/63: (أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (2).
قال ابنُ جماعة (3) ـ رحمه الله تعالى ـ في المنهل الرّويّ (4) (1/ 93 ـ 94): (وإذا كتبَ اسمَ الله تعالى أتبعه بالتّعظيم ك: عزّ وجلَّ، ونحوه).
وقال الشَّيخِ حَافِظِ بنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ ـ رحمه الله تعالى ـ في دليل أرباب الفلاح لتحقيق فنّ الاصطلاح (5) (1/ 150): (الفَائِدَةُ [الرَّابِعَةِ] عشرة: يُستحبُّ لكاتب الحديث إذا مرّ بذكر الله - عزَّ وجلَّ - أن يكتبَ: عزَّ وجلَّ، أو تعالى، أو سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلَّ ذكرُه، أو تبارك اسمُه، أو جلّتْ عظمتُه، وأشبه ذلك).
2 - الاقتصار على رمز: (ص) أو (صم) أو (صلم) أو (صلعم): للدّلالة على الصّلاة والسّلام على رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلّم؛ استغناءً عن كتابتها بلسان القلم، يفعلون ذلك!،وقد قال الحقُّ سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب/56:? إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ?.
قال ابنُ كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره (11/ 210 ـ 211 مؤسّسة قرطبة): (والمقصود من هذه الآية: أنّ اللهَ سبحانه أخبرَ عبادَه بمنزلةِ عبدِه ونبيِّه عنده في الملإ الأعلى، بأنّه يُثني عليه عند الملائكة المقرَّبين، وأنّ الملائكةَ تُصلِّي عليه. ثمّ أمرَ تعالى أهلَ العالَم السُّفليّ بالصّلاة والتّسليم عليه؛ لِيجتمعَ الثناءُ عليه من أهلِ العالَمَيْن العُلويّ والسُّفليّ جميعا ... وقد جاءتِ الأحاديثُ المتواترةُ عن رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم بالأمرِ بالصّلاةِ عليه، وكيفيّةِ الصّلاة عليه).
ويكفي في التّشنيعِ على مَن تركَ الصّلاةَ والسّلامَ عليه صلّى اللهُ عليه وسلّم في ملفوظِ لسانهِ، ومَرقومِ كتابه قولُه عليه الصّلاة والسّلام: (البخيلُ مَن ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عَلَيَّ) (6)،وقوله أيضا ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ رَغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليه رمضانُ ثمّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ له، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ أدركَ عنده أبواهُ الكِبَرَ فلم يُدخِلاهُ الجَنَّةَ) (7).
قال ابنُ جماعة ـ رحمه الله تعالى ـ في المنهل الرَّوِيّ (1/ 93 ـ 94): (ويحافِظُ على كتابة الصّلاةِ والتّسليمِ على رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم كلّما كَتَبَهُ، ولا يَسأمُ من تكراره وإن لم يكن في الأصل، ومَن أغفلَ ذلك حُرِم حظًّا عظيما، ويُصلِّي على النَّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم كلّما كتَبَهُ أيضًا).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست