نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 190
وقال السّخاوي ـ رحمه الله تعالى ـ في فتح المغيث (8) (3/ 47): (" واجتنب " أيُّها الكاتِب " الرَّمزَ لها "،أي للصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في خَطِّك بأن تَقتصِرَ منها على حرفين، ونحو ذلك؛ فتكون منقوصةً صورةً كما يفعله الكُسالَى، والجَهَلةُ من أبناء العَجَم ـ غالبا ـ، وعوامُّ الطَّلَبة، فيكتبون بدلاً عن " صلّى الله عليه وسلَّم ":" ص "،أو " صم "،أو " صلم "،أو " صلعم "،فذلك ـ لِما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة ـ خلافُ الأَوْلى).
3 - وقُلْ مثل ذلك في التّرضِّي عن صحابة الرّسول صلّى الله عليه وآله سلّم: فإنّهم ـ سدّدهم الله ـ يكتفون في ذلك بالرّمز
بحرف (ض)،والله عزَّوجلَّ يترضَّى عنهم في القرآن الكريم بلسان عربيٍّ مبين، فيقول عزَّ مِن قائل في سورة التّوبة/100: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
قال ابنُ كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره (9) (7/ 270 التّوبة/100): (يُخبر تعالى عن رضاه عن السّابقين من المهاجرين والأنصار، والتّابعين لهم بإحسان، ورضاهم عنه بما أعدَّ لهم من جنّاتِ النَّعيم، والنَّعيم المقيم).
ثمّ قال (7/ 270 ـ 271): (فقد أخبر اللهُ العظيمُ أنّه قد رضي عن السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار، والّذين اتّبعوهم بإحسان: فيا ويْلَ مَن أبغضهم أو سَبَّهم، أو أبغضَ أو سبَّ بعضَهم، ولا سيّما سيِّد الصّحابة بعد الرّسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصِّديقَ الأكبر، والخليفةَ الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة ـ رضي الله عنه ـ، فإنّ الطّائفةَ المخذولةَ من الرّافضة يُعادون أفضلَ الصّحابة ويُبغضونَهم ويَسُبُّونَهم، عِياذًا بالله من ذلك. وهذا يدلُّ على أنّ عقولَهم معكوسةٌ، وقلوبَهم منكوسةٌ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبُّون مَن رضي الله عنهم؟.وأمّا أهلُ السُّنَّة فإنّهم يَترضَّوْن عمَّن رضي الله عنه، ويَسبُّون مّن سبَّهُ اللهُ ورسولُه، ويُوالون مَن يُوالي اللهَ، ويُعادون مَن يعادي اللهَ، وهم متَّبعون لا مُبتَدِعون، ويَقتدون ولا يَبتدون؛ ولهذا هم حزبُ الله المفلحون، وعبادُه المؤمنون).
قال ابنُ جماعة ـ رحمه الله تعالى ـ في المنهل الرّويّ (1/ 94): (ويُصلِّي على النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلّما كتبه أيضًا، وكذلك التَّرضِّي والتَّرحُّم على الصّحابة والعلماء، ويُكرَهُ الاقتصارُ على الصّلاة دون التّسليم، ويُكرَه الرَّمزُ بالصّلاة والتَّرضِّي بالكتابة بل يَكتبُ ذلك بكماله).
وقال في دليل أرباب الفلاح لتحقيق فنّ الاصطلاح (1/ 150): (الفَائِدَةُ [الرَّابِعَةِ] عشرة: يُستحب لكاتب الحديث ... وكذلك يقول في الصّحابي: رضي الله عنه، فإن كان صحابياً ابن صحابي قال: رضي الله عنهما، وكذلك يَترضَّى ويَترحَّم على سائر العلماء والأخيار، ويَكتبُ كلَّ هذا وإن لم يكن مكتوباً في الأصل الّذي ينقلُ منه؛ فإنّ هذا ليس رواية، وإنّما هو دعاء، وينبغي للقارئ أن يقرأ كلَّ ما ذكرناه وإن لم يكن مذكوراً في الأصل الّذي يقرأ منه، ولا يَسأمُ مِن تكرّر ذلك، ومَن أغفلَ حُرِم خيراً عظيماً، وفوّتَ فضلاً جسيماً، والله أعلم).
4 - ومن ذلك: ما حكاه الخطيبُ البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ في الجامع لأخلاق الرّاوي وآداب السّامع (1/ 414 ـ 415 رقم
558 مؤسّسة الرِّسالة، ط/3) قال: (أخبرني عبد العزيز بن عليّ قال: قال لنا أبو عبد الله بن بَطَّة: وفي الكُتّاب مَن يكتب:
" عبد الله "،فيكتب " عبد " في آخِر السّطر، ويكتب " الله بن فلان " في أوّل السّطر الآخَر، أو " عبد " في سطر، و " الرّحمن " في سطر، ويكتب بعده " ابن " (10).وهذا كلّه غلطٌ قبيحٌ، فيجبُ على الكاتِب أن يَتوقّاهُ ويَتَأمَّلَهُ ويَتَحفَّظَ منه. قال أبو بكر [الخطيب]:وهذا الّذي ذكره أبو عبد الله [ابن بطّة] صحيحٌ؛ فيجبُ اجتنابُه.
وممّا أكرهُهُ أيضا أن يكتبَ:" قال رسول " في آخِر السّطر، ويكتبَ في أوّل السّطر الّذي يليه:" الله صلّى الله عليه وسلّم "، فينبغي التَّحفُّظُ من ذلك) (11).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 190