نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 191
وقال السّيوطي ـ رحمه الله تعالى ـ في تدريب الرّاوي (2/ 74): {(ويُكرَهُ في مثلِ " عبدِ اللهِ " و " عبدِ الرّحمنِ " بنِ فلانٍ)، وكلِّ اسمٍ مضافٍ إلى الله تعالى (كتابةُ " عبد " آخِرَ السّطر، واسمِ " الله " مع " ابنِ فلانٍ " أوّلَ الآخَرِ)،وأوجبَ اجتنابَ مثل ذلك ابنُ بَطَّة، والخطيبُ، ووافق ابن دقيق العيد على أنّ ذلك مكروهٌ لا حرامٌ.
(وكذا يُكرَهُ) في " رسول الله " أن يكتبَ (" رسول " آخِره، و " الله صلّى الله عليه وسلّم " أوّلَه، وكذا ما أشبَهَهُ) مِن المُوهِمات، والمستَشنَعات، كأنْ يكتبَ:" قاتِل " مِن قوله:" قاتِلُ ابنُ صَفِيَّةَ في النّار "،في آخِر السّطر، و " ابنُ صفيّة " في أوَّلِه.
أو يكتُبَ:" فقال " مِن قوله في حديث شارب الخمرِ:" فقال عمر: أخزاه الله ما أكثر ما يُؤتَى به "،آخِرَه، وما بعده أوَّلَه (12).
ولا يُكرَه فصل المتضايِفَيْنِ إذا لم يكن فيه مثل ذلك، ك " سُبحان الله العظيم "،يكتب " سبحان " آخِر السّطر،
و" الله العظيم " أوّلَه، مع أنّ جمعَهما في سطرٍ واحدٍ أولى}.
وقال ابنُ دقيق العيد ـ رحمه الله تعالى ـ في الاقتراح في فنّ الاصطلاح (1/ 22): (وإذا كتبَ: فلان بن فلان، وكان الأوَّل من الأسماء المُعَبَّدَة، كعبد الله وعبد الرّحمن، فالأدب أن لا يجعلَ اسمَ اللهِ تعالى في أوّلِ سطر، والتّعبيدَ في آخِر ما قبله، احترازاً عن قباحة الصُّورة، وإن كان غيرَ مقصودٍ. وكذلك الحكمُ في قول:" رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "،لا يجعل " رسولُ " في آخِر سطر، واسم الله تعالى مع الصّلاة في أوّل الثاني).
قال أحمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدّمة سنن التّرمذي (1/ 26): (الثامن: يُكرَه في مثل:" عبد الله بن فلان بن فلان " أن يكتبَ:" عبد " في آخِر السّطر، والباقي في أوَّلِ السّطر الآخَر، وكذلك يُكرَه في:" عبد الرّحمن بن فلان "،وفي سائر الأسماء المشتمِلَة على التّعبيد لِلّه تعالى أن يكتبَ:" عبد " في آخِر سطرٍ، واسم " الله " مع سائر النَّسَب في أوَّلِ السّطر الآخَر. وهكذا يُكرَه أن يكتبَ: " قال رسول "،ويكتبَ في السّطر الّذي يليهِ:" الله صلّى الله عليه وسلّم "،وما أشبهَ ذلك، والله أعلم).
ثمّ قال في الهامش (1) من الصّفحة نفسها: (واقتصر ابنُ دقيق العيد في [الاقتراح] على جعل ذلك من الآداب، لا من الواجبات، والله أعلم).
اهـ.وكتب جامعه: محمّد تبركان
الهوامش:
1 ـ الفضل في بيان مَعرَّة ذلك إنّما يعود ـ بعد الله عزَّوجلَّ ـ لعلمائنا الأبرار رحمهم الله تعالى، وكساهم حُلَل الكرامة.
2 ـ ومن ذلك في سورة: البقرة/255 ـ الشّورى/04 ـ الواقعة/96 ـ الجنّ/03.
3 ـ هو محمّد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحمويّ الشّافعي بدر الدّين أبو عبد الله (639 – 733هـ = 1241 - 1333م) ـ الأعلام (5/ 297)،معجم المؤلّفين (8/ 201) ـ.
4 ـ المنهل الرَّويّ في مختصر علوم الحديث النَّبويّ لمحمّد بن إبراهيم بن جماعة، تحقيق: د. محيي الدّين عبد الرّحمن رمضان، دار الفكر – دمشق، ط/الثانية 1406هـ.
5 ـ طَبعَ: مَكتَبَةِ الغُرَباءِ الأَثَرِيَّةِ بالمَدينَةِ النَّبَوِيَّةِ، بِتَحقيقِ خالدِ بنِ قاسِمِ الرَّدَّادِيّ.
6 ـ صحيح: الإرواء (1/ 35 رقم 5 المكتب الإسلامي)،صحيح الجامع (1/ 557 رقم 2878 المكتب الإسلامي، ط/3)،صحيح التّرغيب والتّرهيب (2/ 301 رقم 1683 المعارف، ط/1).والحديث ضعيف بلفظ: (إِنَّ الْبَخِيلَ كُلَّ الْبَخِيلِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ؛ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) أفاده في: الضّعيفة (14/ 1177 رقم 7070 المعارف، ط/1)،وضعيف الجامع (1/ 205 رقم 1422).
7 ـ صحيح: الإرواء (1/ 36 رقم 6)،صحيح الجامع (1/ 659 رقم 3510)،صحيح التّرغيب والتّرهيب (2/ 300 رقم 1680)،صحيح التّرمذي (3/ 457 رقم 3545 المعارف، ط/1).
8 ـ فتح المغيث بشرح ألفيّة الحديث لمحمّد بن عبد الرّحمن شمس الدّين أبي الخير السَّخاوي، دراسة وتحقيق: د. عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرّحمن الخضير، د. محمّد بن عبد الله بن فهيد آل فهيد، مكتبة دار المنهاج بالرّياض، ط/ الأولى 1426هـ.
9 ـ طبع مؤسّسة قرطبة، ط/الأولى 1421هـ ـ 2000م.
10 ـ وهذه صورتها:
(.................................................. .................................................. ................... عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما).
11 ـ وهذه صورتها:
(.................................................. .................................................. ............. قال رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم).
12 ـ وهذه صورتها: (.................................................. ........................................... فقال
عمر: أخزاه الله ما أكثر ما يُؤتَى به).
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 191