نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1794
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) النساء.
وفي قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) النحل.
والعلة في ثبات الألف؛ أن ظلم الظالمين الذين تتوفاهم الملائكة قائم فيهم وقت الوفاة، وأنه لم يكن هناك تساو بينهم في زمن الوفاة، ولا مكان الوفاة، فكل واحد منهم له زمنه ومكانه الذي يتوفى فيه. فهم متفرقون في أزمنة كثيرة، وأماكن متباعدة كثيرة، وعلى ذلك كان إثبات الألف في هذين الموضعين من صيغ الجمع فقط.
وحذفت الألف في اسم الفاعل بصيغة المبالغة (ظلاَّم) في أربع مواضع،
في قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (51) الأنفال.
وفي قوله تعالى: (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (10) الحج.
وفي قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت.
وفي قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) الحديد.
في هذه المواضع نفي بوقوع الظلم من الله عز وجل، والظلم إنقاص للحق وصرفه لغير صاحبه ومن لا يستحقه؛ لذلك سقطت ألف المد منها لأن هذه الصفة ساقطة من صفات الله تعالى، وجيء بها انفيها،
وكل هذه الآيات تعلقت بيوم القيامة؛ يوم يكون الحساب العظيم، وينتهي أمر حساب الناس فيه، ويعرف كل واحد ما له وما عليه، أي عند الانتهاء من الحساب وتقدير الأعمال، وبعد ذلك إما إلى جنة وإما إلى نار.
وأثبت ألفه في موضع واحد فقط؛
في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182) آل عمران.
أما ثباتها في آل عمران فلأن الحديث فيها في زمن الدنيا؛ فقد جاء قبلها (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران؛ فقد سمع الله قولهم ذلك في الدنيا، وكتابة قولهم في الدنيا، وقتلهم الأنبياء في الدنيا، ونقول ذوقوا عذاب الحريق هو انتقال إلى التهديد والوعيد، ثم كمل التهديد والوعيد بشدة ذلك بما قدمت يداك، وأن الله ليس بظلام للعبيد، فالنفي هنا تطلب نفيًا دائمًا مستمرًا؛ لأن الدنيا لم تنته بعد، للناس في الدنيا لم ينته وقيام الآخرة، وحساب الناس، وعقاب الله للكافرين لم يأت بعد؛ فثبتت لذلك ألف المد فيها؛ لأنه نفي للظلم في زمن من مضى، وزمن من حضر، وزمن من سيأتي بعد ذلك إلى قيامة الساعة.
ومن مادة ظلم؛ "ظلمات"؛ وقد وردت في (23) موضعًا، وجميعها بحذف الألف على قاعدة تساوي أفراد الجمع بينهم، ما لم ترد قرينة على خلاف ذلك؛
كما في قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) البقرة.
والله تعالى أعلم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 03:51 م]ـ
الكلمة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف عال
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1794