نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1795
في قوله تعالى: (فَمَا ءامَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ (83) يونس.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنْ الْمُسْرِفِينَ (31) الدخان
العالي هو من زادت منزلته في قومه، وعلى من حوله؛ بسبب ملكه، أو قوته.
والعلو الفردي في الأرض غير المنضبط يدل على الإفساد فيها؛ كما كان عليه فرعون؛ لأنه يطمس كل من نازعه، أو خشي من منازعته له في ملكه، وعلى هذه الزيادة والامتداد في الملك والقوة لمن علا؛ ثبتت ألف عال.
وعلو المؤمنين على أهل الكفر هو من اجتماعهم على الإيمان بالله وطاعته، فينالون نصر الله ومعونته على أعدائهم؛
قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) آل عمران.
وأثبتت ألف عالية مع التأنيث في صفة الجنة؛
في قوله تعالى: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) الحاقة.
وفي قوله تعالى: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) الغاشية.
والجنة عالية في منزلتها ومكانها، فهي أعلى من النار ومن موقف الحساب، غير الكرامة التي هي لأهلها بالأمن والتنعم بالخيرات التي فيها، ورضوان من الله أكبر، وفوق كل ذلك، فعلى ذلك كان ثبات الألف فيها.
وقد سقطت ألف عاليها؛
في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) هود.
وفي قوله تعالى: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) الحجر.
وذلك أن عالي قرية قوم لوط عليه السلام تراجعت فأصبحت سافل القرية، وسافل القرية زاد وارتفع فصار عاليها؛ فما زاد ثبتت ألفه، وما تراجع وانخفض سقطت ألفه؛ وعلى ذلك كان سقوط ألف عاليها، وثبات ألف سافلها.
وحذفت كذلك ألف عاليهم؛
في قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) الإنسان.
وقرأ نافع وأبو جعفر وحمزة: عالِيْهِم بتسكين الياء وكسر الهاء.
عاليهم بمعنى فوقهم، ولو كان القول عليهم؛ لأفاد الإخبار عما يلبسون، ولكن الله تعالى بقوله: عاليهم؛ بين أثر لباسهم عليهم، فجعله اسم فاعل لما أضاف لهم من جمال وهيئة، وهذا الأمر لهم وحدهم لا يمتد لغيرهم، وما غيرهم إلا في النار، وقد قطعت لهم ثياب من نار، ويصب من فوق رؤوسهم الحميم، نعوذ بالله من ذلك؛ فسقطت ألف عاليهم لأن هذا خاص بهم ولا يمتد إلى غيرهم، ولا يولد فيهم كبرياء ترفعهم على من معهم، وكل من معهم في الجنة مثلهم في الثياب والهيئة.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 03:52 م]ـ
الكلمة التاسعة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف عامل وعاملة
ذكر عامل في أربعة مواضع؛ ثبتت ألف في موضع واحد فقط؛
في قوله تعالى: (قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الأنعام.
والعامل هو صاحب العمل ومن قام به، والحساب يقدر على ما كان منه من عمل؛ فالعاقبة تكون لمن ثبت عمله، وقُبل عند الله تعالى، فأدى ذلك له امتدادًا في الآخرة، وعلى ذلك ثبتت ألفه.
وحذف ألف عامل في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) هود.
وفي قوله تعالى: (قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (40) الزمر.
ويعود حذفها في هذين الموضعين؛ لإرادة التبليغ بثباته على العمل، وليس الامتداد فيه؛ لأن الامتداد فيه والزيادة عليه لا يعنيهم شيئًا، وأن أعمالهم لن تجلب لهم إلا الخزي والعذاب.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1795