ملحوظة: ننتبه جيدا إلى تشديد الياء في إيَّاك ولا نأت بها بفتحة مخفّفة، وهذا خطأ شائع بين الناس.
نَعْبُدُ: كل الحروف مرققة، العين فيها توسط وجهر واستفال وانفتاح واصمات، وهي كذلك من الحروف الحلقية، الباء فيها قلقة نسبية لأنها صفة لازمة للحرف لا تفارقه، أوجه الوقف على الكلمة أربعة لأنها مرفوعة: وجه بالسكون ووجه بالإشمام وحينها تكون الدال ساكنة وفيها قلقلة وسطى، ووجه بالروم وتكون الدال متحركة وفيها قلقلة نسبية.
إعرابها: نَعْبُدُ: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
وَإِيَّاكَ: سبق ذكره، والواو هنا عاطفة.
أعرابها: عطف على إياك.
نَسْتَعِينُ: كل الحروف مرققة، السين فيها ساكنة فيها رخاوة وفيها كذلك همس واستفال وانفتاح واصمات، المد طبيعي وصلا، عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف على الكلمة سبعة أوجه لأنها مرفوعة: ثلاثة أوجه بالسكون المحض 2 - 4 - 6 وثلاثة بالإشمام 2 - 4 - 6 وحينها النون تكون ساكنة وفيها توسط وغنة من الدرجة الرابعة، ووجه بالروم.
إعرابها: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، وهو معتل أجوف.
وجملة: «إياك نعبد ..» لا محل لها استئنافية.
وجملة: «إياك نستعين ..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
فائدة لغوية: " (نستعين)، فيه إعلال أصله نسْتَعْوِنُ من العَوْن، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب-" [2] (http://www.albustanji.com/vb/#_ftn2)
فائدة بلاغية: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" اشتملت هذه الآية على فن التقديم، فتقدم المفعول به على الفعل وهذا يفيد الحصر، "تقدم الضمير لحصر العبادة والاستعانة بالله وحده، وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لأن الاستعانة ثمرتها، وإعادة إياك مع الفعل الثاني تفيد أن كلا من العبادة والاستعانة مقصود بالذات، فلا يستلزم كل منها الآخر." [3] (http://www.albustanji.com/vb/#_ftn3).
" الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب وتلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة الى كل واحد من الآخرين." [4]