نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1682
و (الحالة الثانية) أن يطلق الإيمان مقروناً بالإسلام، وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما فى حديث جبريل هذا وما فى معناه، وكما فى قول الله عز وجل: ?والَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ? [النساء: 57] فى غير ما موضع من كتابه، وكما فى قول النبى ? فى دعاء الجنازة: (اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان)، وذلك أن الأعمال بالجوارح، وإنما يتمكن معها فى الحياة فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله.
[الجمع بين هذين الإطلاقين:]
والحاصل أنه إذا أفرد كلاً من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ، بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله، وإن [قرن] بين الاسمين كان الفرق بينهما بما فى هذا الحديث الجليل. والمجموع مع الإحسان هو الدين كما سمى النبى ? ذلك كله دينا، وبهذا يحصل الجمع بين هذا الحديث وبين الأحاديث التى فيها تفسير الإيمان بالإسلام، والإسلام بالإيمان، وبذلك جمع بينه وبينها أهل العلم.
ونصوص الكتاب والسنة وأقوال أئمة الدين -سلفاً وخلفاً- فى هذا الباب يطول ذكرها.
[ثالثاً: مرتبة الإحسان]
(والإحسان) هذه المرتبة الثالثة من مراتب الدين فى هذا الحديث.
والإحسان لغة، إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه.
وفى الشريعة هو ما فسره النبى ? بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
والمقصود أنه ? فسر الإسلام هنا بالأقوال والأعمال الظاهرة، وفسر الإيمان بالأقوال والأعمال الباطنة، والإحسان هو تحسين الظاهر والباطن، ومجموع ذلك هو الدين، (والكل) من هذه المراتب (مبنى على أركان) لا قوام له إلا بقيامها.
[أركان الإسلام الخمسة]
[156]
[157]
[158]
[159]
[160] فَقَد أتى الإسلامُ مبنيّاً على
أوَّلها الرُّكنُ الأساسُ الأعظمُ
ركنُ الشهادتين فاثبت واعتصم
وثانياً إقامةُ الصلاةِ
والرابعُ الصيامُ فاسمع واتبعْ
خمسٍ فحقّق وادرِ ما قد نُقِلا
وهو الصراطُ المستقيمُ الأقومُ
بالعروةِ الوثقى التى لا تنفصم
وثالثاً تأديةُ الزكاةِ
والخامسُ الحجُ على مَنْ يستطع
وهذه أركان المرتبة الأولى مرتبة الإسلام، وهى على قسمين: قولية، وعملية.
فالقولية: الشهادتان، والعملية: الباقى. وهى ثلاثة أقسام:
بدنية وهى الصلاة والصوم، ومالية وهى الزكاة، وبدنية مالية وهو الحج. وقول القلب وعمله شرط فى ذلك كله.
[وإليك شرح كل ركن من هذه الخمس على حدة].
[الركن الأول: الشهادتان]
(أولها) أول هذه الأركان (الركن الأساس الأعظم).
الركن فى اللغة الجانب الأقوى، وهو بحسب ما يطلق فيه كركن البناء وركن القوم ونحو ذلك، فمن الأركان ما لا يتم البناء إلا به، ومنها ما لا يقوم بالكلية إلا به. (وهو الصراط المستقيم الأقوم) أى الأعدل، من سلكه أوصله إلى جنات النعيم، ومن انحرف عنه هوى فى قعر الجحيم. (ركن الشهادتين)، وهما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فلا يدخل العبد فى الإسلام إلا بهما، ولا يخرج منه إلا بمناقضتهما إما بجحود لما دلتا عليه أو باستكبار عما استلزمتاه
(فاثبت) أيها العبد المريد نجاة نفسه من النار والفوز بالجنة على هذا الصراط المستقيم، ولا تستوحش من قلة السالكين، وإياك أن تنحرف عنه فتهلك مع الهالكين.
(واعتصم) أى استمسك (بالعروة) أى بالعقد الأوثق فى الدين، والسبب الموصل إلى رب العالمين (الوثقى) تأنيث الأوثق (التى لا تنفصم) أى: لا تنقطع، وقد تقدم فى الكلام على لا إله إلا الله أنها هى العروة الوثقى، وذلك واضح فى قوله تعالى: ?فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ? [البقرة: 256].
[الركن الثانى: إقامة الصلاة]
(وثانياً) من الأركان الخمسة (إقامة الصلاة) بجميع حقوقها ولوازمها. (وثالثاً: تأدية الزكاة) إعطاؤها على الوجه المشروع.
[فضل الصلاة]
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1682