responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1680
الرابع: عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان ما لا يؤدى إلا به كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك
فإذا حققت هذه الأمور الأربعة تحقيقاً بالغاً وعرفت ما يراد بها معرفة تامة وفهمت فهماً واضحاً ثم أمعنت النظر فى أضدادها ونواقضها تبين لك أن أنواع الكفر لا تخرج عن أربعة:
1. كفر جهل وتكذيب.
2. وكفر جحود.
3. وكفر عناد واستكبار.
4. وكفر نفاق.
فأحدها يخرج من الملة بالكلية، وإن اجتمعت فى شخص فظلمات بعضها فوق بعض، والعياذ بالله من ذلك؛ لأنها إما أن تنتفى هذه الأمور كلها -قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح- أو ينتفى بعضها.
1. فإن انتفت كلها؛ اجتمع أنواع الكفر غير النفاق، قال الله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ? [البقرة: 6 - 7].
2. وإن انتفى تصديق القلب مع عدم العلم بالحق؛ فكفر الجهل والتكذيب، قال الله تعالى ?بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ? [يونس: 39]، وقال تعالى ?أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [النمل: 84].
3. وإن كتم الحق مع العلم بصدقه؛ فكفر الجحود والكتمان، قال الله تعالى ?وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ? [النمل: 14].
4. وإن انتفى عمل القلب من النية والإخلاص والمحبة والإذعان مع انقياد الجوارح الظاهرة؛ فكفر نفاق سواء وجد التصديق المطلق أو انتفى وسواء انتفى بتكذيب أو شك، قال الله تعالى ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ? إلى قوله ?وَلَوْ شَاء اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [البقرة: 8 - 20].
5. وإن انتفى عمل القلب وعمل الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف باللسان؛ فكفر عناد واستكبار، ككفر إبليس وكفر غالب اليهود الذين شهدوا أن الرسول حق ولم يتبعوه أمثال حُيى بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهم، وكفر من ترك الصلاة عناداً واستكباراً، ومحال أن ينتفى انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب، قال النبى ? (إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب).
ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة فى الإيمان هو التصديق على ظاهر اللغة أنهم إنما عنوا التصديق الإذعانى المستلزم للانقياد ظاهراً وباطناً بلا شك، لم يعنوا مجرد التصديق
[مراتب الدين]
[153]
[154]
[155] كفاك ما قد قاله الرسول
على مراتب ثلاث فصله
الإسلام والإيمان والإحسان
إذ جاءه يسأله جبريل
جاءت على جميعه مشتمله
والكل مبنى على أركان

(كفاك) أيها الطالب الحق (ما قد قاله الرسول) محمد ? (إذ جاءه يسأله) عن مراتب الدين وشرائعه (جبريل) عليه السلام (على مراتب ثلاث فصله جاءت) أى الثلاث المراتب (على جميعه) أى على جميع الدين (مشتمله) ولهذا سمى النبى ? تلك الأمور "الدين" فقال: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
[أولاً: مرتبة الإسلام]
(الإسلام) هذه هى المرتبة الأولى فى حديث عمر وما وافق لفظه.
والإسلام لغة: الانقياد والإذعان، وأما فى الشريعة فلإطلاقه حالتان:
(الحالة الأولى) أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان. فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله، كقوله تعالى: ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلامُ? [آل عمران: 19]، ونحو ذلك من الآيات.
وفى حديث عمرو بن عبسة ? قال: قال رجل: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال: (أن يسلم قلبك لله عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك) قال: فأى الإسلام أفضل؟ قال: (الإيمان) قال: وما الإيمان؟ قال: (تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت) فجعل ? الإيمان من الإسلام وهو أفضله.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1680
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست