نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1679
2. والشيطان لا يتولى إلا الكفار ويتولونه، قال الله تعالى: ?وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ? [البقرة: 257].
3. قوله تعالى: ?يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ? [البقرة: 257]، أى نور الإيمان والهدى.
4. قوله تعالى: ?إِلَى الظُّلُمَاتِ? [البقرة: 257]، أى ظلمات الكفر والضلالة. وقال تعالى: ?وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا? [النساء: 119].
5. تسميته طاغوتاً فى قوله عز وجل: ?يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا? [النساء: 60]، نزلت فى المتحاكمين فى كاهن جهينة.
6. وقوله: ?وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ? [النساء: 60]، أى بالطاغوت.
7. أن من هداه الله للإيمان من الكهان كسواد بن قارب ? لم يأته رئيه بعد أن دخل فى الإسلام، فدل أنه لم يتنزل عليه فى الجاهلية إلا لكفره وتوليه إياه، حتى إنه ? كان يغضب إذا سُئل عنه حتى قال له عمر ?: "ما كنا فيه من عبادة الأوثان أعظم".
8. وهو أعظمها: تشبهه بالله عز وجل فى صفاته ومنازعته له تعالى فى ربوبيته.
9. أن دعواه تلك تتضمن التكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله.
10. النصوص فى كفر من سأله عن شىء فصدقه بما يقول: فكيف به هو نفسه فيما ادعاه، فعن أبى هريرة ?: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد" ?.
[الكاهن كل من ادعى معرفة المغيبات]
ثم اعلم أن الكاهن وإن كان أصله ما ذكرنا فهو عام فى كل من ادعى معرفة المغيبات ولو بغيره، كالرّمال الذى يخط بالأرض أو غيرها، والمنجم الذى قدمنا ذكره، أو الطارق بالحصىَ وغيرهم ممن يتكلم فى معرفة الأمور الغائبة، كالدلالة على المشروع ومكان الضالة ونحوها، أو المستقبلة كمجىء المطر أو رجوع الغائب أو هبوب الرياح ونحو ذلك مما استأثر الله عز وجل بعلمه فلا يعلمه ملك مقرب ولا نبى مرسل إلا من طريق الوحى، كما قال تعالى: ?فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا? [الجن: 26 - 27].
الفصل التاسع
يجمع معنى حديث جبريل فى تعليمنا الدين وأنه ينقسم إلى ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان،
وبيان كل منها
[الدين قول وعمل]
[152] اعلم بأن الدين قولٌ وعمل
فاحفظه وافهم ما عليه ذا اشتمل
(اعلم) يا أخى وفقنى الله وإياك والمسلمين (بأن الدين) الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، ورضيه لأهل سمواته وأرضه، وأمر أن لا يعبد إلا به، ولا يقبل من أحد سواه، ولا يرغب عنه إلا من سفه نفسه، ولا أحسن دينا ممن التزمه واتبعه هو (قول) أى بالقلب واللسان (وعمل) أى بالقلب واللسان والجوارح. فهذه أربعة أشياء جامعة لأمور دين الإسلام:
الأول: قول القلب، وهو تصديقه وإيقانه، قال الله تعالى: ?وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ. لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ? [الزمر: 33 - 34].
الثانى: قول اللسان، وهو النطق بالشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والإقرار بلوازمها. قال الله: ?قُولُواْ آمَنَّا? [البقرة: 136]، وقال تعالى: ?وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ? [القصص: 53]، وقال تعالى: ?وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ? [الشورى: 15]،
الثالث: عمل القلب، وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه، قال الله تعالى: ?وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ? [الأنعام: 52]، وقال النبى ?: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1679