نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1677
(2) (ومنها) قوله: ?وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ? [البقرة: 102] تتقوله وتزوره ?عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ? [البقرة: 102]، أى فى ملكه وعهده، ومعلوم أن استبدال ما تتلوه الشياطين وتتقوله.
(3) ومنها قوله تعالى: ?وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ? [البقرة: 102] برأ الله سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام من الكفر، وهذا الكفر الذى برأه تعالى منه هو علم السحر وعمله، وإن كان بريئاً من الكفر كله معصوماً مما دونه.
(4) (ومنها) قوله تعالى: ?وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ? [البقرة: 102]، أكذب الله تعالى اليهود فيما نسبوه إلى نبيه سليمان عليه السلام بقوله: ?وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ? [البقرة: 102]، وهم إنما نسبوا السحر إليه، ولازم ما نسبوه إليه هو الكفر؛ لأن السحر كفر، ولهذا أثبت كفر الشياطين بتعليمهم الناس السحر، فقال تعالى: ?وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ? [البقرة: 102].
(5) ومنها قوله تعالى: ?وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ? [البقرة: 102]، يعنى من حظ ولا نصيب، وهذا الوعيد لم يطلق إلا فيما هو كفر لا بقاء للإيمان معه، فإنه ما من مؤمن إلا ويدخل الجنة، وكفى بدخول الجنة خلاقاً، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ثم قال تعالى: ?وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ? [البقرة: 102].
(6) ومنها قوله تعالى: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ? أى بمحمد ? والقرآن ?واتَّقَوْا? السحر وسائر الذنوب ?لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ? [البقرة: 103].
وهذا من أصرح الأدلة على كفر الساحر ونفى الإيمان عنه بالكلية؛ فإنه لا يقال للمؤمن المتقى: ولو أنه آمن واتقى، وإنما قال تعالى ذلك لمن كفر وفجر، وعمل بالسحر، واتبعه وخاصم به رسوله، ورمى به نبيه، ونبذ الكتاب وراء ظهره، وهذا ظاهر لا غبار عليه، والله أعلم.
[حدُ الساحر القتل]
[وهذا هو المبحث الثالث]
(وحده القتل بلا نكير كما أتى فى السنة المصرحة مما رواه الترمذى وصححه) موقوفا (عن جندب) ابن عبد الله البجلى.
قال الترمذى رحمه الله تعالى: "باب ما جاء فى حد الساحر: عن الحسن عن جندب قال: قال رسول الله ?: (حد الساحر ضربه بالسيف)، هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه.
(وهكذا فى أثر، أمر بقتلهم) يعنى السحرة (روى عن عمر) بن الخطاب ?.
(وصح عن حفصة بنت عمر بن الخطاب) أم المؤمنين (عند مالك) بن أنس (ما فيه أقوى) دليل مرشد للسالك وهو ما رواه فى "موطئه" فى "باب ما جاء فى الغيلة والسحر من كتاب العقول: عن سعد بن زرارة "أنه بلغه أن حفصة زوج النبى ? قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها فأمرت بها فقُتلت، قال مالك: الساحر الذى يعمل السحر، ولم يعمل ذلك له غيره، وهو مثل الذى قال الله تعالى فى كتابه: ?وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ? [البقرة: 102]، فأرى أن يقتل ذلك إذا عمل ذلك هو نفسه" أهـ.
[ما قرره أبو المظفر بن هبيرة فيمن يتعلم السحر ويستعمله]
وقال ابنُ كثير رحمه الله تعالى: فصل. وقد ذكر الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هُبيرة رحمه الله تعالى فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: يكفر بذلك، ومن أصحاب أبى حنيفة من قال: إن تعلمه ليتقيه أو ليتجنبه فلا يكفر، ومن تعلمه معتقداً جوازه أو أنه ينفعه كفر، وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافرٌ.
قال ابن هبيرة: وهل يُقتل بمجرد فعله واستعماله؟
فقال مالك وأحمد: نعم، وقال الشافعى وأبو حنيفة: لا، فأما إن قتل بسحره إنساناً فإنه يقتل عند مالك والشافعى وأحمد، وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك، أو يقر بذلك في حق شخص معين. وإذاً فإنه يقتل حداً عندهم، إلا الشافعى فإنه قال يقتل والحالة هذه قصاصاً.
قال: وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته؟
فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد فى المشهور عنه: لا تقبل، وقال الشافعى وأحمد فى رواية: تقبل.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1677