responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1676
يرضاه فى الشرع ولا يحبه، والشرعى يختص بمرضاته سبحانه وتعالى ومحابه، ولهذا قال تعالى فى الشرعى: ?يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ? [البقرة: 185]، وقال الله عز وجل: ?وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ? [الزمر: 7].
[ما نقله النووى عن المازرى فى إثبات السحر وحقيقته]
قال الإمام النووى رحمه الله تعالى فى شرح مسلم: "قال المازرى رحمه الله تعالى: مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافاً لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها، وقد ذكره الله تعالى فى كتابه وذكر أنه مما يتعلم، وذكر ما فيه إشارة إلى أنه مما يكفر به، وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له، وهذا الحديث أيضاً مصرح بإثباته وأنه أشياء دُفنت وأخرجت، وهذا كله يبطل ما قالوه، فإحالة كونه من الحقائق محال، ولا يستنكر فى العقل أن الله سبحانه وتعالى يخرق العادة عند النطق بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر، وإذا شاهد الإنسان بعض الأجسام منها قاتلة كالسموم، ومنها مسقمة كالأدوية الحادة، ومنها مضرة كالأدوية المضادة للمرض؛ لم يستبعد عقله أن ينفرد الساحر بعلم قوى قتاله أو كلام مهلك أو مؤد إلى التفرقة.
قال: وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب آخر فزعم أنه يحط من منصب النبوة ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، وهذا الذى ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل؛ لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقة وصحته، وعصمته ? فيما يتعلق بالتبليغ والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطلٌ.
فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التى لم يبعث بسببها ولا كان مفضلا من أجلها -وهو مما يعرض للبشر- فغيرُ بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، وقد قيل: إنه إنما كان يخيل إليه أنه وطئ زوجاته وليس بواطئ، وقد يتخيل الإنسان مثل هذا فى المنام فلا يبعد تخيله فى اليقظة ولا حقيقة له، وقيل: إنه يخيل إليه أنه فعله وما فعله، ولكن لا يعتقد صحة ما يتخيله فتكون اعتقادته على السداد.
قال القاضى عياض رحمه الله تعالى: وقد جاءت روايات هذا الحديث مبينة أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده، ويكون معنى قوله فى الحديث: "حتى يظن أنه يأتى أهله ولا يأتيهن"، ويروى "يخيل إليه" أى يظهر له من نشاطه ومتقدم عادته القدرة عليهن، فإذا دنا منهن أخذته أخذة السحر فلم يأتهن، ولم يتمكن من ذلك كم يعترى المسحور. أهـ.
قلت: قد ثبت وتقرر من هذا وغيره تحقق السحر وتأثيره بإذن الله بظواهر الآيات والأحاديث وأقوال عامة الصحابة، وجماهير العلماء بعدهم رواية ودراية، فأما القتل به والإمراض والتفرقة بين المرء وزوجه وأخذه بالأبصار فحقيقة لا مكابرة فيها، وأما قلب الأعيان: كقلب الجماد حيواناً وقلب الحيوان من شكل إلى آخر، فليس بمحال فى قدرة الله عز وجل ولا غير ممكن؛ فإنه هو الفاعل فى الحقيقة وهو الفعال لما يريد، فلا مانع من أن يحول الله ذلك عند ما يُلقى الساحر ما ألقى امتحاناً وابتلاءً وفتنة لعباده.

[بيان حكم الساحر وأنه كافر]
[142]
[143]
[144]
[145] واحكم على الساحر بالتكفيرِ
كما أتى فى السنة المصرحهْ
عن جندب وهكذا فى أثرْ
وصح عن حفصة عند مالكْ
وحده القتل بلا نكيرِ
مما رواه الترمذى وصححهْ
أمرٌ بقتلهم روى عن عمرْ
ما فيه أقوى مرشد للسالكْ

هذا هو المبحث الثانى، وهو حكم الساحر (واحكم على الساحر) تعلمه أو علمه، عمل به أو لم يعمل (بالتكفير) أى بأنه كفر بهذا الذنب الذى هو السحر، وذلك واضح صريح فى آية البقرة بأمور:-
(1) منها سبب عدول اليهود إليه وهو نبذهم الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم: ?وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ? [البقرة: 101].
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1676
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست