نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1666
5) إظهار الهاء من (وإلهكم) و (أهدنا) , لأن هذا الحرف – الهاء – يختفي وينبغى الحرص علي بيانه.
… والأن نستعد للإبحار والدخول لباب الوقف لأنه من أهم أبواب التجويد الذى ينبغى للقارىء أن يحرص علي الإهتمام به , إذ أن الوقف كما قال السيوطى في: (الإتقان): حلية التلاوة , وزينة القارئ , وبلاغ التالي , وفهم المستمع , وفخر العالم , وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين , والنقيضين المتنافيين , والحكمين المتغايرين
*الوقف معناه الاصطلاحي هو: قطع الصوت عن الكلمة زمناً ما , يتنفس فيه القارئ عادة بنية إستئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها , ويأتي في رؤوس الآي وأوساطها , ولا بد معه من التنفس , ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسماً مثل: (أينما يوجهه).
…الوقف أربعة أقسام: ثلاثة يحسن ويصح عندهم , والرابع لا يصح الوقوف عليه:
1 – تام: وقف علي ما تم معناه ولم يتعلق بما بعدها لفظاً ولا معنى وأكثر ما يوجد هذا النوع في رؤوس الآي وعند إنقضاء القصص كالوقف علي (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِِ) ,
والإبتداء بقوله (إِنََّ الَّذِينَ كَفَرُواْ) , فإن الجملة الأولى من تمام أحوال المؤمنين , والثانية متعلقة بأحوال الكافرين , وأقصد بالأولى الوقف علي (المُفلِحُونَ) من (أُوْلئِكَ عَلَي هُدىً مِّن رَّبِهّمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ) من سورة البقرة.
- وقد يكون هذا الوقف قبل إنقضاء الآية , كالوقف علي أذلة من قوله تعالي: (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم الإبتداء بقوله: (وكذلك يفعلون).
- وقد يكون بعد إنقضاء الآية بكلمة, كالوقف علي (وبالليل) من قوله: (وإنكم لتمرون عليهم مصحبين وبالليل) فقوله (مصبحين) رأس الآية ولكن التمام قوله (وبالليل)
- حكمه: يحسن الوقوف عليه والإبتداء بما بعده.
2 - الكافي: الإكتفاء بالوقف عليه وما تم في نفسه وتعلق بما بعده معنى لا لفظاً ويحسن
الوقوف عليه والإبتداء من بعده. مثل:- (لا يؤمنون) نقف عليها ثم نبدأ بقوله (ختم الله علي قلوبهم).
- وقد يتفاضل هذا النوع في الكفاية كقول (في قلوبهم مرض) فهو كاف وقوله تعالي (فزادهم مرضاً) أكفي منه , وقوله (بما كانوا يكذبون) أكفي منهما.
3 - الحسن: الوقف علي ما تم في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى , لكونه إما موصوفاً
والأخر صفه له ,أو مستثنى منه والأخر مستثنى ... ونحو ذلك.
- ما تعلق به الكلام لفظاً ومعنى: كالوقف علي لفظ (الله) من قوله تعالي (الحمد لله) , ثم نبدأ برب العالمين , فهذا وإن تم معنى أو أفهم لكنه تعلق بما بعده لفظاً ومعنى.
- حكمه: يحسن الوقوف عليه والإبتداء به إن كان رأس أية. ويرى العلماء أنك – أخي المسلم – إذا قرأت (الحمد لله) حسن لكن لا تبتدئ (رب العالمين) إلا بعد الرجوع إلي (الحمد لله) لأن الإبتداء بما يتعلق بما قبله لفظاً قبيح.
4 - القبيح: لا يصح الوقف عليه , لأنه وقف علي ما لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظاً ومعنى , كالوقف علي المضاف دون المضاف إليه , وعلي الرافع دون مرفوعه , والناصب دون منصوبه , والمعطوف دون معطوفه , وعلي الشرط دون جوابه , وعلي الموصوف دون صفته , والموصول دون صلته.
… وهكذا فكل وقف علي ما لا يفهم معناه لأنه لا يعلم لأي شيء أضيف فهو وقف قبيح لا يجوز تعمده إلا لضرورة , كإنقطاع نفس أو عطاس ٍأو ُسعال فهو وقف إضطراري أو ضروري , ولكن لا يجوز له الوصل بالإبتداء بما بعده بل يبدأ بما قبله حتماً وإلا عد قبيحاً.
وغير ما تم قبيح وله الوقف مضطراً ويبدأ قيله
** فمن وقف علي مثل هذا بغير ضرورة ملحة أو ملزمة أي كان غير مضطر آثم وكان من الخطأ الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام أعاذنا الله وإياكم من هذا.
…إذ كيف يتأتى لمسلم أن يقف علي هذه الآيات أو يبتدأ ليوهم السامع بمعنى خلاف المعنى المراد , كالوقف علي (إن الله لا يستحي) و (إن الله لا يهدى) أو (فبُهتَّ الذين كفر والله) أو (لقد سمع الله قول الذين قالوا) ثم يقف , ويبدأ من قوله تعالي (إن الله فقير).
…أو الوقوف علي النفي الذي يأتي بعده إيجاب , وهو ولا شك وقف شنيع قبيح , كالوقف علي (وما من إله) ومثل (وما أرسلناك).
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1666