responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1649
ـ[السيد إبراهيم أحمد]ــــــــ[09 - 04 - 2010, 07:33 م]ـ
فى رحاب
القرآن الكريم

السيد إبراهيم أحمد

فضل وأثر القرآن
فى اللغة العربية (لغة القرآن)

.... القرآن الكريم هو الذى حفظ اللغة العربية من أن تذوب فى اللغات الأجنبية التى تغلبت على اللغة العربية بحكم السياسة فى عصور كثيرة , وظروف مختلفة , فحَكَمَهُمْ الفرس والترك وخضعوا لسلطان الأجنبى الأوروبى وتعلموا لغاته , والتمسوا علومه , وكان هذا جديراً بأن يمحق اللغة العربية , ولكن القرآن الكريم عصم هذه اللغة من الضياع , إذن فأن بقاء العربية الى اليوم , والى ما شاء الله راجع إلى الدفاع عن القرآن لأن الدفاع عنه لكونه أصل الدين , ومستقى العقيدة يستتبع الدفاع عنها لأنها السبيل إلى فهمه , بل لأنها السبيل إلى الإيمان بأن الإسلام دين الله.
.... فالقرآن الكريم هو الذى وحد اللغة العربية الأدبية بعد أن كانت تختلف لهجاتها بإختلاف بعض القبائل , بل أثر فى لغات كانت حية فانتشرت فأخفاها القرآن من البلدان الإسلامية , وأتاح للغة العربية أن تستأثر بألسنة الناس وأقلامهم , وفى ألسنتهم كبلاد فارس ومصر وسوريا والجزيرة , فكانوا يتكلمون الآرامية والسريانية والقبطية والفارسية , فقد كان العرب يعيشون معهم قبل الإسلام , وأسس المناذرة والغساسنة ممالك لهم فى العراق والشام ولكن لم يتحدث أهل هذه البلاد العربية إلا بعد انتشار الإسلام , فلقد إختار الله من بين كل اللغات والألسنة اللغة العربية لتكون الوعاء الأمين الذى يحمل الحقيقة الإلهية الكونية القرآنية إلى الإنسانية كلها , ولابد أن ذلك تم لحكمة تتصل بطبيعة الرباط الوثيق بين الحقيقة القرآنية والحقيقة اللغوية العربية , ومدى تقبل لغة العرب لحقائق القرآن وإعجازه.
.... وإذا كان الوحى أو الروح القدس هى الوسيلة الإلهية التى أوصلت القرآن من الله سبحانه وتعالى الى الرسول صلى الله عليه وسلم , فإن العربية ستبقى بعد توقف الوحى وختام النبوة هى الوسيلة الإلهية التاريخية الدائمة والمستمرة لتوصيل الحقيقة الى سائر البشر , وهى تواصل الآن فى توصيلها القرآن وتعاليمه إلى كل عقل بشرى مهمة الوحى الأولى التى تمت بتوقف الوحى.
والقرآن الكريم جعل اللغة العربية لسان الدولة الإسلامية , وجعلها لغة تعليمية , ومن ثم لغة ًعالمية بعد أن كان المتحدثون بها لا يزيدون على بضعة ألاف , فصار يتحدث ويكتب بها اليوم الملايين من البشر من كافة الأجناس فى معظم أصقاع العالم الذى نعيش فيه.

ترجمة القرآن

... وترجمة القرآن هى نقله من اللغه العربية ـ لغته الأصليةـ إلى اللغات الاجنبية المختلفة ليطَّلع َعليها من لا يعرف اللغة العربية , ويفهم مراد الله عز وجل من كتابه العزيز , وتنقسم هذه الترجمة الى قسمين: ترجمة حرفيه (لفظية) وهى أن يترجم القرآن بألفاظه ومفرداته وجمله وتراكيبه ترجمة طبق الأصل الى هذه اللغات ,وترجمة تفسيرية (معنوية) وهى ترجمة معانى الآيات الكريمة بحيث لا يتقيد الإنسان باللفظ وإنما يكون همه المعنى الى الأصل فيفهمه ثم يصبه فى قالب يؤديه من اللغة الأخرى ويكون هذا المعنى موافقا لمراد صاحب الأصل من غير أن يكلف نفسه عناء البحث والوقوف عند كل مفرد من المفردات أو لفظ من الألفاظ ,
.... ويجب العلم بعد ما تقدم أن الترجمة الحرفية للقرآن غير جائزة ولذلك لما يأتى:
1 - أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير حرف اللغة العربية لئلا يقع التحريف والتبديل
2 - إن اللغات (غير العربية) ليس فيها من الألفاظ والمفردات والضمائر ما يقوم مقاما الألفاظ العربية
3 - إن الإقتصار على الألفاظ قد يفسد المعنى , ويسبب الخلل فى التعبير والنظم أما ترجمة القرآن بالمعنى فهى جائزة ولكن لا تسمى (قرآنا ً) وإنما تسمى تفسيراً للقرآن , وذلك لأن الله تعبدنا بألفاظ القرآن , ولم يتعبدنا بغيره من الكلام , فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم يجوز روايته بالمعنى , ولكن القرآن لا يجوز روايته بالمعنى بل لابد من تلاوة النص بحروفه وألفاظه لأنه موحى به من عند الله , ولأنه معجز بلفظه ومعناه , فترجمة القرآن بهذا المعنى يجيزها العلماء بل هى واجبه على المسلمين
- يشترط للترجمة سواء كانت حرفيه أو تفسيريه شروط هى:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1649
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست