نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1644
الآية فى الاصطلاح: طائفة ذات مطلع ومقطع مندرجة فى سورة من سور القرآن وهى لغوياً معجزة , وعلامة , وعبرة ,وأم عجيب ,وبرهان ودليل , فهى معجزة ولو بإعتبار انضمام غيرها إليها وعلامة على صدق ما جاء بها عليه الصلاة والسلام , وعبرة لمن أراد أن يعتبر ومن الأمور العجيبة لمكانها من السمو والإعجاز وبرهان ودليل على ما تضمنته من هداية وعلم وقدرة الله وعلمه وحكمته وصدق رسوله وتسمية هذه الأجزاء بالآيات من مبتكرات القرآن قال تعالى (كتاباً أُحكمت آياته) وآيات القرآن تختلف طولاً وقصرًا فأقصرها قوله تعالى: (طه) ثم مثيلاتها مما كان على كلمه واحدة , ثم تتدرج الى أطول آية فى القرآن وهى آية الدين (البقرة 282) ومعرفة الآيات تتوقف على التوقيف: (ومعناه: هو ما أتى به الشرع , ولم يكن لأحد الحق فى الزيادة عليه أو النقصان منه ولا مجال للرأى فيه ولا مجال للقياس فيه) والعلماء عدوا (المص) (الاعراف: 1) آية ولم يعد نظيرها وهو (المر) الرعد:1 آية، وعدوا (يس) يس:1 آية , ولم يعدوا نظيرها وهو (طس) النمل:1 آية، وعدوا (حم (1) عسق) الشورى 1:2 آيتين , ولم يعدوا (كهيعص) مريم:1 آيتين بل آية واحدة , فلو كان الأمر مبنياً على القياس لكان حكم المثلين فيما ذكر واحداً ولم يكن مختلفاً وقال الزمخشرى: " الآيات علم توقيفى " وكذلك ترتيب الآيات بعضها عقب بعض فهو أيضا بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحى , وربما نزلت عدة آيات متتابعة أو سورة ووضع البسملة أوائلها وترتيبها توقيفى بلا شك ولا خلاف فيه ولهذا لا يجوز تعكيسها , وقال مكى وغيره " ترتيب الآيات فى السور هو من النبى صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك فى أول براءة تركت بلا بسملة " وقال القاضى أبو بكر: " ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم, فقد كان الرسول يقول: ضعوا كذا فى موضع كذا وقال البيهقى فى كتاب فضائل القرآن: ووقف عثمان فى جمع القرآن عند موضع كل آية من سورتها فى القران , وكانت منسوخة الحكم لا يغيرها , وهذا يدل على أن كتابتها بهذا الترتيب توقيفية , فالآية: 234 من سورة البقرة ناسخة ومتقدمة على الآية المنسوخة فى نفس السورة الآية:240 , وقال عثمان لإبن الزبير عندما سأله لما لا يدع الآيات المنسوخة: " يابن أخي , لا أغير شيئا من مكانه " أخرجه البخارى.
قال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها كان بالوحى , وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما اجمع الصحابة على وضعه هكذا فى المصحف , .... ثم أنه من المجمع عليه أن ترتيب الآيات ليس بحسب نزولها , فقد تنزل الآية بعد الآية بسنتين وتكون فى ترتيب قبلها وليس أدل على هذا تقدم الآيات الناسخة على المنسوخة كما ذكرنا , وكذلك فان ترتيبه على حسب النزول غير مستطاع ٍلأحدٍ من البشر لأن الله لم يرد أن يكون تأليفه كتابه المعجز على حسب النزول , وإنما إقتضت حكمته أن يكون على حسب المناسبات البلاغية وأسرار الإعجاز.
وقال مكى بن ابى طالب القيسى:" الذى نذهب إليه أن جميع القرآن الذى أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه , ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذى بين الدفتين , والذى حواه مصحف عثمان , وأنه لم ينقص فيه شئ ولا زيد فيه , وإن ترتيبه ونظمه على ما نظمه الله ورتبه عليه رسوله من آى السور , لم يقدم من ذلك مؤخِر , ولا أخر منه وقدم وأن الأمة ضبطت عن النبى صلى الله عليه وسلم ترتيب آيات كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها , كما ضبطت عنه نفس القراءة وذات التلاوة "
وصدق الله العظيم " كتابٌ أحكمت آياتهُ ثم فصلت " [هود:1]
دلالة الآيات القطعية أو الظنية في القرآن
أ – من جهة الورود: نصوص القرآن جميعها قطعية من جهة ورودها وثبوتها ونقلها عن الرسول إلينا , ومعني قطعية:أي نجزم ونقطع بأن كل نص نتلوه من نصوص القرآن الكريم هو نفسه النص الذي أنزله الله علي رسوله وبلغه المعصوم إلي الأمة من غير تحريف ولا تبديل (بنفس المسار التاريخي الذي حكيناه في أوائل هذه الصفحات)
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1644